الموضوع: صمت الّليل
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-02-2019, 10:56 PM رقم المشاركة : 51
معلومات العضو
جهاد بدران
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
تحمل صولجان القصة القصيرة أيار 2018
فائزة بالمركز الثاني
مسابقة الخاطرة 2020
فلسطين

الصورة الرمزية جهاد بدران

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


جهاد بدران غير متواجد حالياً


افتراضي رد: صمت الّليل

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرشيد غربال مشاهدة المشاركة
وأما عن الصورة الشعرية ، فقد انسجم التأثيث الفني مع الخط العام لأدب الشاعرة جهاد

هي تمتح من مدرسة الرومنسية العربية في شقها الأبولي ..لذلك حضر المجاز بشكل لافت فاسندت الأفعال لغير فاعلها الأصلي ( إسناد الصمت لليل/والهز للقيود /وصار للشرود صدر/والرعود مغذية /والصحو للفجر كما الثمالة /وفعل التصوير للروح /...)

هذه المجازات راوحت بين الاستعارة في معظمها والعقلي في بعضها ..

والملاحظ أن الشاعرة - بهذا الصنيع - ظلت وفية لتقاليد توليد الشعر العربي نائية بنفسها عن السقوط في تقليعة كثير من المعاصرين الذين غاصوا في اللبس الصوري بدعوى الانزياح ..

العجيب انتفاء التشبيه على امتداد القصيدة ..ولعل مرد ذلك ثقافة الشاعرة المتشبعة بشعر الرومانس

وأما أسلوبيا ، فقد هيمن الخبر في صورته الابتدائية بشكل لافت ..ولا عجب ..فالشاعرة - المتكلم تلقي أخبارا للقارئ المفترض الذي يجهل هذه الأخبار اعتبارا أنها خلجات روح وهمسات قلب ومناجاة هامسة في ليل بهيم

عدا خبر طلبي يتيم محشو داخل الخبر الابتدائي العام مقرون ب( قد :قد يجاريه الهمود //)

وفي المقابل حضر الإنشاء في صيغة النداء ( ثلاث مرات ) والمنادى دائما ( الليل ) والأداة متكررة للبعيد ( يا ) حيث عاملت الشاعرة هذه المظهر الطبيعي الحاضر الجاثم بكل ثقله معاملة البعيد لبعده عن قلبها ..فهي ترفضه مطلقا وتعلل النفس بإشراق نقيضه ( الفجر / النور )
كنت هنا في حضرة الجمال النقدي..وعجائب الفن المبحر بين السطور..
وبين أنامل قلم تملك قدرة فذة في طي صفحات الشعر نقداً واستخراج جمالية النص بأسلوب متفرد يملك به الناقد مفاتيح اللغة الذهبية..
فيا لحظ حلق بي نحو النجوم وبين هالات الضوء التي تتجلى بين الكواكب المضيئة والمضاءة..
شاعرنا الكبير الناقد البارع الراقي
أ.عبدالرشيد غربال
لا أدري كيف أقوم بهندسة الحروف لتبلغ مداها العظيم لشكركم على رفعكم النص عالياً..وعلى قدرتكم في توسيع بؤرة النص للمتلقي كي يقرأ أعماق النص من قلم يرشح بالجمال والقوة..
بصراحة تامة ..لقد تعلمت منكم الكثير ..كيف تُقبلون على النص وتستخرجون أسراره بجمال فكركم وعظيم جهدكم..
وثقافتكم العالية التي حرمنا منها بغيابكم..
أمثالكم منارة للأدب وخسارة كبيرة للمواقع الأدبية..
جزاكم الله كل الخير على هذا الثراء الذي هطل من قلمكم الباسق
وهذا ديدنكم الجمال والحرفية في تعليق النصوص على خيوط النور..
دمتم ودام عطر قلمكم يعبق بروائح الأدب الراقي
وفقكم الله لنوره ورضاه
وأسعدكم في الدنيا والآخرة
..
اسمح لي أستاذنا الكبير الرشيد
بأخذ نسخة ردكم وتحليلكم لتكون تحت الضوء منارة الإدباء
بأمان الله وحفظه






  رد مع اقتباس
/