قبيل السقوط
--------------
الساعة لا أحدٌ يأتى
فلأغلقَ باب الذكرى
آهٍ كم ذبتُ بها كمدا
و القلبُ يئنُّ و ما أبدى
*****
ارتاح قليلاً من زادِ الرؤيا
و حشيشِ الشعرِ.
من ألفِ خريفٍ وحدى
تأخذنى قصصٌ
أو ترجعنى أخرى
الليلُ طويلٌ ساعدُه
و الفجرُ بعيدٌ إن وُجِدا
و الصبحُ عجوزٌ قد خرفا
ينسى ما قالَ و ما وعدا
*****
الليلة هم سمّارُ الغيبِ.
بعضٌ من بعضٍ
آتونٌ لا ينطفىءُ
و أنا أفرغتُ الكأسَ بلا سببِ
كى أشربَ فى موتى
أنهاراً من مرٍّ
من حنظلِ هذى الأرضِ
و عندلةٌ تروى
كى آتى بشرتها السمراءَ
أنادى
أن يا مزدانةَ ـــ دانت
أو يا مشتاقةَ ـــ تاقت
ما كلّ مجيبٍ ـــ جيب
أو كلّ غريبٍ ـــ ريب
أو كلّ حبيبٍ ملّ حبيباً كان مصيبا
حتّى الأشواقُ إذا شبّت
حفرت فى القلبِ لها لحدا
*****
فاخطرن الآن بناتِ القمحِ
عجبا
و ارجعن الآن بناتِ الدوحِ
تغنينَ الخببا
يا لائحةَ فى صدر الحلم و مانحةً
نار العشقِ
لا كابحةً أو جامحةً
الصيف جحيم يملؤنى
لهباً فى القلب و ما خمدا
و شتاء الجفوة يقتلنى
و الحسن يموت إذا بردا
لو جاء ربيع يكرهنى
سيزيل الخضرة و الوردا
و يمرّ خريفٌ يسقطنى
لا أنهض من ضعفٍ أبدا
*****
يا داليةً متعاليةً
لا ناعيةً زمن الوصلِ
أو واعيةً فعلَ النصلِ
ما كلّ بعيدٍ ... عيدَ
أو كلّ وحيدٍ ... حيدَ
يزدادُ جنونى
أن يا داليةً أو دانيةً
لا ذاهبةً
كوميضِ سرابٍ
لا آتيةً
ما كلّ حبيبٍ ... سالٍ
أو كلّ لهيبٍ ... قالٍ
إنّى أسلمتكِ أسمائى
إذ يجرى الماءُ على الماءِ
يا آخرَ فصلٍ فى الملهاةِ
نشيجَ الراحلِ للأتى
ترمين قطافا
بين التينِ
و الزيتونِ
تمشين خِفافا
ياللغرباءِ
قصدَ الطلابُ و ما قصدا
قلبى فى العشقِ و لا زهدا
*****
فاملأن العُرسَ بناتِ الحىْ
خمراً و رضاباً أو شهْدا
ما كلّ قتيلٍ قد قَتلا
أو كلّ شهيدٍ قد شهِدا
آهٍ
أنتن الأنَ بناتُ الآنِ
رحمٌ للبائدِ و الفانى
إشهدن الحين سقوطى
و هوانى
البلدة تنزفُ فى صمتٍ
أشهدتُ ولم أترك أحدا
أشهدتُ ولم أترك أحدا
الخبب