[فاطمة الزهراء العلوي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منوبية الغضباني

تعالي صديقتي نمدّها "أشرعة من بخار"....فبعض ممّا جمعنا وألّف بين قلبينا يهيب بك وبي أن نربو عن مصبّ الحمم...المدى بدا ضبابه ينقشع صديقتي الزهراء ومغامرة التجديف الى الأمام تبدومغرية ...هل تصير إرادتنا كفيلة لتسحبنا الى قائمة السّعداء الحالمين ..مايحدث في وطني جعلني أفتح جناحيّ كيمامة ...كحمامة ...أنا على قاب قوسين من زمن يوزّع الحياة وجمالها بشكل أكاد اقول أرعن ...لقد قرّر الشعب أن يُنظرَ إليه بعيون مفتوحة مفتوحة ....سيذهب بنا رئيسنا الجديد الى ما أبعد من المدى ..."الشّعب يريد"....ارادة الشعب تبرعمت ..نمت ....وأورقت...والكل مأخوذ بعزفه الدّاخلي ...يموسق أغنية الأنعتاق والقطع مع الفساد والفاسدين ..رئيسنا الجديد صادق...نظيف...صاحب مبادئ...خبير في القانون...وشبابنا وعد أن يدخل تحت رايته..وكما "الشعب يريد "..."رئيسنا يريد "...شعبا صادقا ...لا يحرق بناية ...لا يقطع طريقا...لا يقف عند مضيق.....لا يخرّبُ ...لا يهرّبُ...
في رؤوسنا آمال كم عشّشت في عجزها المكبّل ...وفرحة حياة تأكل حشاشتنا ...تمضغنا ..وفي الأفق بريق أمل وانفراج يلوّح بالإقلاع ...بنهاية العجز السيّاسي عن إدارة شؤون الشّعب ..فالقرف السياسي والخطب الغرّاء والوعود المترفة أعلنت إفلاسها....
ولكن اعذريني ياصديقتي فأنا لمّا التقيك أنت بالذّات الزهراء العزيزة لا أتوانى على أن أحكي لك عن مخاوفي وهذا الذي يستبدّ في داخلي من قلق وتوتّر...فشعوبنا أربكها الفقر وصعوبة الحياة...وأقحمها هذا في أنفاق اللاقيّم ...وصار العنف أحيانا بديلا للحوار وصارت الإضرابات وقطع الطّريق وتعطيل مكينات" التّنمية طريقا لأحكام القبضة على رقبة الحكومات والسيّاسيين ....سفّروا شبابنا على قوارب الموت فألتهمتهم ال"حيتان" ووالرّصاص...وعمّت الفجائع الأسر وصرنا نعيشها بكلّ أحزانها ...
صديقتي الزهراء
اعذري ارتباكي وأنا ألتقيك بعد غياب طويل ...ودعيني أسرّ لك بفرح لقائنا وبالإرتياح الذي اجتاح أوردتي وأنا أقرأ نصّك الجميل الذي رتّبني على نحو أفضل..فكلّ حرف أنعشني وأنعش مسّام جلدتي ..أنا أتنفّس مع قولك
"يهبط المساء نستريح على شفا أغنية / تزرعنا فسحة بلا قيود
نطلب قهوة سوداء نحتسيها بسكر زيادة يمتص ما تبقى من أجاج المسافة ..
تشتد علي حمى الحلم ، أنام ...
فهل مازلت يا منوب هناك حيث شفا الأغنية؟؟
ريثما أستفيق أتركك أمنية ."
مازلنا انت وأنا على شفا الأغنية
ومازلنا نتوق ...
ومازلنا نزرع بدل الشّوك وردا وياسمين
ومازال الفرح فينا الأكثر ترفا....
فتعالي نغطي وجعنا ونغوص في حكايانا ونحن نرتشف فنجان قهوة طاله الغياب والأفول

شكري موصول للعزيز الرّشيد هذا الرّجل النّادرالذي بحلوله ننشق الطيب والرّفعة وال"رّجولة"..والأمان
شكري لكلّ من عقّب على نصّك إليّ..
ٍرأفت أبو زنيمة
النوال الغالية ..
وكلّ من مرّ..

لابد من كأسة شاي وأريكة وحديقة وطاولة كي أتلمظ على مهل ما كتبت يا المنوب الغالية