عرض مشاركة واحدة
قديم 21-10-2010, 10:20 PM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
جهاد إبراهيم
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
الاردن

الصورة الرمزية جهاد إبراهيم

إحصائية العضو







آخر مواضيعي


جهاد إبراهيم غير متواجد حالياً


افتراضي رد: الشعر هل انتهى زمانه ؟؟!!

الشعر هل انتهى زمانه ؟.....

ينتهي زمانه عندما تنتهي وظيفته أو وظائفه ... وتنتهي وظيفته حين يضمحل جمهوره ... ويضمحل جمهوره حين يفقد جاذبيته .


أن قيمة الشعر وموقعه في تراجع مستمر عند عامة الناس الذين بحثوا عن بدائل أدبية وفنية أخرى (في الموسيقى والرواية والفنون التشكيلية وفنون الوسائط المتعددة) ،وعزز ذلك حالة التراجع العام للغة العربية لدى معظم شعوبها ( والذي يعكس بدوره حالة الإنهزام الحضاري للأمة)، وبقيت جزيرة واحدة لم تغمرها مياه الإهمال، تلك هي جزيرة الشعر الغنائي بفهومه العام ( فما نفع الشعر وجذب الناس إليه ثانية إلا قصائد نزار قباني وغيره من الشعراء "المتبسطين " من خلال أغاني كاظم الساهر وغيره والتي تعلمنا أن ننظر إليها باعتبار أنها من سقط القول ).

ليس هنا بيت القصيد ، ولكن في ظل هذا التراجع المخيف للثقافة العربية والعزوف عن اللغة العربية بما تحمله من إرث ثقافي وحضاري، يبقى الشعر أحد أهم الأدوات المتوفرة لدينا لجذب أكبر عدد من الناس لحظيرة اللغة العربية و ضمان استمرارية ارتباطهم بهذه الحضارة والثقافة الغنية، وبالتالي فإن الشعر الرقيق السهل والذي يدغدغ المشاعر ولأحاسيس -ولا أقول الشعر السطحي السخيف - هو أحد أهم الأدوات المتوفرة لدينا لتحقيق ذلك، و إلا صدق فعلا قول أدونيس أن الثقافة العربية في طريق الفناء

ونعود للوظيفة ..إن للشعر "الصحيح" وقع سحري على الأذن "و إن من البيان لسحرا" وهي شكل من أشكال المتعة لا ريب، إلا وأنه وحتى في هذا السياق يكون الشعر وسيلة لتحقيق هذه المتعة وليس غاية لذاته، وليس كثير من الشعر ما يفعل ذلك (فلا بهجة أراها في محاولة فهم نص شعري مغمغم وصورة شعرية مستعصية على الخيال وموسيقى شعرية "ذاتية" مضمنة بالمحتوى لا بالشكل كما يدعون)

وانا في هذا السياق لا أدافع عن مدارس الواقعية الإشتراكية في الفن والتي ترى دوره محصورا بخدمة القضايا الإجتماعية فهذا أيضا تطرف في الجانب الآخر من المعادلة.

للشعر كما لغيره من أشكال الفن غايات ووظائف قد نتفق أولا نتفق عليها .. ولكن لاضمحلاله نتائج وخيمة أظنها من المجمع عليها ... أن من أجمل وأعظم نصوص الشعر التي نتداولها ما نظم فقط للتكسب و دونكم شعر المتنبي و أبي تمام وغيرهم، ثم إن منها ما كتب لأهداف نبيلة كما فعل محمود درويش في إطارتثبيت الهوية الفلسطينية في مواجهة الإحتلال التصفوي الإسرائيلي... وكلها خدمت قضية اللغة والثقافة العربية

النتيجة : تراجع دور الشعر وجمهوره حتى لم يبق منه إلا الشعر الغنائي .. فليكن هذا نقطة الإنطلاق لمد جديد حتى لا يفقد الشعر بقية وظائفه المحورية في حضارة وثقافة هذه الأمة

أشكرك هناء على هذا الطرح






كم من سؤال يستحيل جوابَه ... أو من سؤال يستحيل جوابُهُ
  رد مع اقتباس
/