[خولة الدرايسة]

رائعة يا أمير رائعة ..

هذه مزلزلة لم تبق على عرش الحزن ولا الحب ولا الجمال سواها إلا نفختهُ ..

وقد تبكي النوارس

لكنَّ أشيـــــاءَ الغيابِ مُوَضَّبَةْ
ويدُ السؤال تَدُقُّ بابَ الأجوبةْ

لم يمنحوا وجع الســــــــــؤال إجابةً:
كيف الهوى في الفجر صلى مَغْرِبَهْ!!

تبدأ القراءة لزاما من العنوان .. للدخول للمطلع ..
بعد التحقيق لبكاء النوارس /بقد/ ..
ثم الاستدراك بـ لكن .. أن الرحيل قادمٌ لامحالة

ثم يطرح الشاعر سؤاله المتوجع البديع ..
كيف الهوى في الفجر صلى مَغْرِبَهْ!!
^
ما أجملها من صياغة وكناية عن /نهاية مع بداية/ ..
جدا جميلة ومتقنة

وقفا معاً ثم استدارت أدمعٌ
ثم استدارت أوجهٌ مستغربةْ

كلٌّ على كتفيه يَحْــــــــمِلُ حُزْنَهُ
ويقول :ما أحلى الغرامَ وأَصْعَبَهْ

أتأمل قدرتك على الوصف المشهدي .. بأقل لفظ وأبلغ معنى
الاستدارتان في البيت الأول جدّ بليغتان
ثم اختيار الكتف بعد الاستدارة لحمل الحزن كان لفتة ذكية
قولهم .. بـ/ما أحلى الغرام واصعبه/ ..
أعطى خلاصة الموضوع

خُذْ قَلبَها وارحل بحــــــزنك مُتْعَباً
هِيَ سوف تمضي مثلَ قلبكَ مُتْعَبَةْ

قد يعصر القلبين حزنٌ هادئٌ
لكنْ ستقطر ذكرياتٌ مُرْعِبَةْ

هي؟... أنت؟ من أصلى النهايةَ لا تسل!
لن يَسْـــــــــــــــــأَلَ البركان عَمَّنْ سَبَّبَهْ

حال الراحلين .. وتصويرٌ مرعب ..

بيت الحزن الهادئ العاصر للقلبين وتقاطر الذكريات المرعبة .. رائع فوق الوصف
توقفتُ عنده بدون تفكير أردده في قراءتي الأولى

ثم إلى النهاية المُصلاةِ كبركان لا يُسأل
أيضا بيت قوي جدا متقن

واهاً لها... لكما... لحبٍّ مُرْهِقٍ
ما فاض منه الشِّعْرُ لَكِنْ أَنْضَبَهْ

لمَّا تكــــامل شاعرٌ بقصيدةٍ
نَصَبَ التَّوَجُّعُ مذبحاً لِيُقَرِّبَهْ

وحبيبــــــةٌ جلستْ أمامَ ظلالِهِ
تبكي وكانت وحدها من عذَّبَهْ

وكأني بك لا تريد أن تلومها على الاطلاق ..
ورغم ذلك تحسنُ قول وجعك وعذاباتك /التي سببتها لك/

الطريقة التي أدخلت بها اصبع الشعر في الأحداث كانت فنانة

المشهد المدهش بحق الموصوف في الأبيات السابقة في غاية الجمال والاتقان
أتأملُ عناصره ..
/تكامل شاعر بقصيدة .. فبلغ بها من الوجع حدا يستحقُ به أن يقربهُ الوجعُ قربانا .. والحبيبة جلست أمام ظلاله تبكي
وهي وحدها من عذبه..أي كدلالة على انهامن أوصلهُ إلى تكامله في وجعه وقصيدته /
تمثيل رائع مبدع

يا عاشِقَيْنِ كلاكُما ملأ الهوى
من قلبه لحبيبه كــــي يَشْرَبَهْ

فعلام بعثرتِ الرياح حـكايةً
كانت كأبياتِ القصيد مُرَتَّبَةْ

تصر على أن لا تلقي اللوم عليها .. ولا عليك ..
إنما هي الرياح بما تحمل من دلالة أيا يكون مصدرها !

لم تلمس الأفراح قلب قصيدتي
إلا وعـــــادتْ بالدماءِ مُخَضَّبَةْ

مأ أجملهُ ما اجمله
هذا أيضا تعثرتُ به عند القراءة الأولى ..
قلتُ في نفسي ..
لم يبق لنا ما نكتبهُ عن الحزن بعد هذا البيت !

أنا مِـــنْ يتيمٍ قد وُلِدْتُ مُيَتَّمَاً
وابني يتيمٌ مثل أمي المُتْعَبَةْ

أبقاك الله لعيالك القادمين على خير إن شاءالله .. لا ترم ولدك بحزنٍ استهلكك!

قلبي بكاءٌ صامتٌ سبحان من
ذات الميـــــاتمِ والمنافي قَلَّبَهْ

المبالغة في الوصف عميقة مؤثرة .. جاءت بمرادها

سبحان مقلب القلوب وفاطرها على الابداع



أمير الجمال
هذه القصيدة عملاقة
عني..
نالت مني حد الرهق .. والاعجاب الشديد

احببتها بحق


سلمت يداااك