[علي الاحمد الخزاعلة]

(عبرة من صلاح الدين الأيوبي موحد المسلمين ومحرر القدس من الصلبيين)
ويذكر صاحب " وفيات الأعيان " أن أيوب قد تشاءم بمولوده الجديد صلاح الدين، وقد هم
بقتل ولده عندما كان يصيح وهو طفل وهم خارجون مـن مدينـة تكريت، ولكـن أحـد أتباعـه حـذره مـن هـذا
العمل قائلًا : "يا مولاي ، قد رأيت ما حدث عندك من الطيرة والتشاؤم بهـذا الصـبي ، وأي شـيء لـه مـن
ذنب ؟ وبم استحق ذلك منك وهو لا ينفع ولا يضر ، ولا يغني شيئًا ؟ وهذا الذي جرى عليـك قضـاء
من اللّه سبحانه وتعالى وقدر ، ثم ما يدريك أن هذا الطفل يكون ملكًا عظيم الصيت ، جليـل المقـدار ،
ولعل اللّه جاعل له شأنا فاستبقه
فهو طفل ليس له ذنب ولا يعرف ما أنـت فيـه مـن الكـدر والغـم "
ولقد أثرت هذه الكلمات في نفس أيوب ، وسرعا ن ما رجـع إلى الحـق ، وثـاب إلى الرشـد ، واتبـع طريـق
وكان ما كان ....
أصبح هذا الطفل الملك الناصر أبو المظفر صلاح الدين والدنيا يوسف بن أيوب لأيوبي قائد عسكري أسس الدولة الأيوبية التي وحدت مصر والشام والحجاز وتهامة واليمن في ظل الراية العباسية، بعد أن قضى على الخلافة الفاطمية التي استمرت 262 سنة.
قاد صلاح الدين عدّة حملات ومعارك ضد الفرنجة وغيرهم من الصليبيين الأوروبيين في سبيل استعادة الأراضي المقدسة التي كان الصليبيون قد استولوا عليها في أواخر القرن الحادي عشر، وقد تمكن في نهاية المطاف من استعادة معظم أراضي فلسطين ولبنان وحرر مدينة القدس، بعد أن هزم جيش بيت المقدس هزيمة منكرة في معركة حطين.
اياكم من قتل أولادكم أو التطير بهم لعل صلاح الدين آخر يظهر من بينهم وما أحوج الأمة بهذه الأيام لذلك ومن يعلم الغيب سوى علام الغيوب .
ففي عام 2002رجلاً في بنجلاديش ذبح ابنه البالغ من العمر سبعة أشهر، زاعما أن الله طلب منه أن يضحي بأعز ما لديه كقربان.
لست نبي الله ابراهيم يا هذا ...والله قد افتدى اسماعيل بذبح عظيم
وفي هذه الايام تناهى لسمعي أن امرأة حاولت ذبح طفلها الرضيع بعد أن احتفلت بحبوته الأولى في أيام العيد ... تقربا لله بزعمها...
بل استجابة لمردة الشياطين الذي فُكت قيودهم بعد الشهر الفضيل
لكن الله سلم والطفل ما زال بعيش في كنف والده
بعد أن تخلت عنه والدته التي عادت لتمارس هوايتها في الحياة من جديد ... وكأن شيء لم يكن !
اللهم نحمدك على نعمة العقل والدين
ولله ترجع الأمور
(((((منقول )))))