۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - أقمار في سماء يوسف
الموضوع
:
أقمار في سماء يوسف
عرض مشاركة واحدة
12-04-2014, 08:27 PM
رقم المشاركة :
1
معلومات العضو
تسنيم الحبيب
عضو أكاديمية الفينيق
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
تحمل أوسمة الأكاديميّة للابداع الأدبي والعطاء
الكويت
إحصائية العضو
آ
خر مواضيعي
0
وجه خلف ستر الحرب
0
العودة لديار لست بها
0
أقمار في سماء يوسف
0
إشـــراق (رواية ) /5
0
على مشجب الفراق
0
إشـــراق (رواية ) /4
أقمار في سماء يوسف
أقمار في سماء يوسف
راحيل أنت ..
واليوم يتبدى مخاض الرحيل موجعا ، لكنه لا يسحقك !
أيامك الثقيلة - منذ افتقادهم- قضيتها بأمل مبلل بماء اليقين ، نهر قديم ، قِدم حياتك الكادحة ، ألقيت فيه اسمك على عتبة باب أحببتها و أحبّتك ، ثم ارتديت بهاء الكُنى ، و أخذت طيلة الوقت تحيكين جلبابا من الفضة ..كيف كستك الشمس حلة من تبر ؟
اليوم يتبدى الرحيل ، جليا ، ناصعا ، يتقافز آلما في جسد المدينة الغافية على السغب ، جريئا ساخنا ، يهتك كل حُجِب التواري ليرتدي ثوب النعاء ، وأنت سيدة القوافي، تعرفين جيدا كيف تحكين ، تشهقين و تأنّيـن ، تبذرين الحرف فيورق ، يضرب جذوره رسيسة ثم يستطيل أغنّا شاهقا في مشتل الكلام .
تقولين للجميع : طال انتظاري ، نعم.. زرعت عينيّ على درب القادمين ، أتوخى ريح يوسف ، أستمطر اسمه ديما لعطش الوقت و أستل من المنى خيط الحياة لأنسج قمصانا أربعة ، و جلبابا أرحب ، لكني أعلم و تعلمون ، أن الفراديس أعدت له / لهم متكئا أبقى !
تقولين للجميع ، أمهاته ، عماته ، و ابنته أنك ترين كل يوم جُب الغياب ، مفروشا بنخل الإباء ، يختال في أقراطه تمر التحرر ، و يندلح مطر السكينة من سُحبه ..
لكنك رغم كل ذاك ، رغم كل الأقوال الصادقة ، مفطورة القلب ، و لهفى ...عليه !
وطنك هو ، مرسى سفائن العمر المنذور له وباسمه ..
كل لحظة ، كانت تطغى هذه الحقيقة في عُمرك فتسكنين ، تتشبثين بها أكثر ، و تتنهدين ، و في لحظات الصحو ، تتلون رؤاك الـ لا تنام ، تُدهشين لتلك الأقمار التي تتوسد واحة حضنك وبكفك الطويلة ، الفيحاء ، الندية ، تحمليـ(نهم ) برفق ، تهدهدين أمانيك ، ثم ترصعّين
بهـ(م )سماء يوسف .
تحبين رؤيتهم هناك ، متأكدة أن تلك السماء وحدها تليق بهم ، تعد لهم لشبابهم الحلو زفافا من ضوع ، ضوء ، و شهد .
متأكدة أنهم حول يوسف ، إخوة ، يُدرعونه من ذئاب جوعى للحمه ..
" لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين "
راحيل أنت ، و آياتك باقية ، وهذا المخاض يحييك و يخلق في كفك عين حياة ، و يدخر صوتك لأسماع دهور متمددة ..
راحيل أنت ، تشرعين النوافذ كل يوم لريحه ، يأتيك من الأمداء القصية ، فتهجرين الدار الخالية ، تحملين مضاءك ، وجعك ، ريحه ، تعطرين بها الأماكن المذهولة ، تسكبين قوافيك العذبة ، ماء باقيا ، طاهرا ، دائما ....يروى أجداثا مزهرة.
تسنيم الحبيب
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن المشاركات التي كتبها تسنيم الحبيب
/