۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - أقمار في سماء يوسف
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-04-2014, 08:27 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
تسنيم الحبيب
عضو أكاديمية الفينيق
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
تحمل أوسمة الأكاديميّة للابداع الأدبي والعطاء
الكويت

الصورة الرمزية تسنيم الحبيب

افتراضي أقمار في سماء يوسف

أقمار في سماء يوسف


راحيل أنت ..


واليوم يتبدى مخاض الرحيل موجعا ، لكنه لا يسحقك !


أيامك الثقيلة - منذ افتقادهم- قضيتها بأمل مبلل بماء اليقين ، نهر قديم ، قِدم حياتك الكادحة ، ألقيت فيه اسمك على عتبة باب أحببتها و أحبّتك ، ثم ارتديت بهاء الكُنى ، و أخذت طيلة الوقت تحيكين جلبابا من الفضة ..كيف كستك الشمس حلة من تبر ؟


اليوم يتبدى الرحيل ، جليا ، ناصعا ، يتقافز آلما في جسد المدينة الغافية على السغب ، جريئا ساخنا ، يهتك كل حُجِب التواري ليرتدي ثوب النعاء ، وأنت سيدة القوافي، تعرفين جيدا كيف تحكين ، تشهقين و تأنّيـن ، تبذرين الحرف فيورق ، يضرب جذوره رسيسة ثم يستطيل أغنّا شاهقا في مشتل الكلام .


تقولين للجميع : طال انتظاري ، نعم.. زرعت عينيّ على درب القادمين ، أتوخى ريح يوسف ، أستمطر اسمه ديما لعطش الوقت و أستل من المنى خيط الحياة لأنسج قمصانا أربعة ، و جلبابا أرحب ، لكني أعلم و تعلمون ، أن الفراديس أعدت له / لهم متكئا أبقى !


تقولين للجميع ، أمهاته ، عماته ، و ابنته أنك ترين كل يوم جُب الغياب ، مفروشا بنخل الإباء ، يختال في أقراطه تمر التحرر ، و يندلح مطر السكينة من سُحبه ..


لكنك رغم كل ذاك ، رغم كل الأقوال الصادقة ، مفطورة القلب ، و لهفى ...عليه !


وطنك هو ، مرسى سفائن العمر المنذور له وباسمه ..


كل لحظة ، كانت تطغى هذه الحقيقة في عُمرك فتسكنين ، تتشبثين بها أكثر ، و تتنهدين ، و في لحظات الصحو ، تتلون رؤاك الـ لا تنام ، تُدهشين لتلك الأقمار التي تتوسد واحة حضنك وبكفك الطويلة ، الفيحاء ، الندية ، تحمليـ(نهم ) برفق ، تهدهدين أمانيك ، ثم ترصعّين


بهـ(م )سماء يوسف .


تحبين رؤيتهم هناك ، متأكدة أن تلك السماء وحدها تليق بهم ، تعد لهم لشبابهم الحلو زفافا من ضوع ، ضوء ، و شهد .


متأكدة أنهم حول يوسف ، إخوة ، يُدرعونه من ذئاب جوعى للحمه ..


" لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين "


راحيل أنت ، و آياتك باقية ، وهذا المخاض يحييك و يخلق في كفك عين حياة ، و يدخر صوتك لأسماع دهور متمددة ..


راحيل أنت ، تشرعين النوافذ كل يوم لريحه ، يأتيك من الأمداء القصية ، فتهجرين الدار الخالية ، تحملين مضاءك ، وجعك ، ريحه ، تعطرين بها الأماكن المذهولة ، تسكبين قوافيك العذبة ، ماء باقيا ، طاهرا ، دائما ....يروى أجداثا مزهرة.






  رد مع اقتباس
/