۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - انثى بنـُكهةِ القهوة
عرض مشاركة واحدة
قديم 30-01-2013, 12:07 AM رقم المشاركة : 46
معلومات العضو
خالد صبر سالم
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء

الصورة الرمزية خالد صبر سالم

افتراضي رد: انثى بنـُكهةِ القهوة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وهاب غبريني مشاهدة المشاركة
الاستاذ خالد صبر سالم تحية صباحية من أرض الجزائر و من ضواحي جرجرة أرض الأمازغة

ما ان رأيت القهوة انتابتني نشوة و قدمت عليها الانثى فقد جمعت بنكهتين تثيران النشوة و اللذة للرجال كافة.

لا اريد الخوض في الوزن فقد ورد ذكره في العقد الفريد...

القصيدة أجمل ما فيها هو عنوانها فقد جمع كلّ معان الخيال...

أعجبني قولك :
رفقـاً بقهوتــهِ تماوَجَ شـوقـُهـا * وعليـــهِ مَركـَـبُ رغـبـةٍ أبْحَـرْ

*

بعض الاستفسارات لو سمحتم

لا تلمسي الفنجانَ لا لا تلمسي....
لكنْ على الفنجـان لا لا تقـْرئي....

الا ترى في تكرار /لا/ مجرد ملء فراغ ليستقيم الوزن؟

والمقلتانِ وفيهمـا شـَعَّ الدُجى *

ما دور الواو ....اليس حشوا فقط؟

ولـَربُّمـا ســتـُثـارُ قهــوتـُهُ إذا * ذاقـَتْ حلاوةَ ريقِــكِ العـنـْبرْ

لم أفهم من هو فاعل ذاقت....
و هل العنبر صفة للريق؟

وعليهما صَلـّى الزجاجُ تـَنسُّكاً * وعلـى ابتـسامٍ مُدْهِــشٍ كـبّرْ

الا ترى هذا البيت المشبع بنكهة دينية غير مرغوب فيه في جوّ غزلي تحرّري رومانسي و شاعري.

بيت القصيد

انثـى بنـُكهــةِ قهـوةٍ أنـتِ التي * يـا لـيتـَنـي فنـجـانـُكِ الأصـغرْ

الا ترى استاذنا أنّ قولك : (أنـتِ التي) مجرد حشو لسد الفراغ و يمكن حذفه و يكون التعبير أوجز :
انثـى بنـُكهــةِ قهـوةٍ * يـا لـيتـَنـي فنـجـانـُكِ الأصـغرْ

ثمّ هذا التشبيه :يـا لـيتـَنـي فنـجـانـُكِ الأصـغرْ

الا تراه متداولا و لا جديد فيه ؟

* لكنْ على الفنجـان لا لا تقـْرئي * حَـظـّي فحَـظـّي دائمـاً يَخـْسَـرْ

ناهيك عن التركيب الثقيل على غرار مطلع القصيدة.
كانت الفكرة جميلة انثى بنكهة قهوة فاذا بك تحولها لساحرة قارئة فنجان مما يتنافى مبدئيا مع بيتك السابق المشبع بروح التصوّف.
و هبك ممن يؤمنون بقراءة الغيب- معاذ الله- الا ينبغي أن لا تستبق النبوءة ؟ و الختمة بكلمة (يخسر) تهدم كلّ معان الجمال و التفاؤل و الغرام. اللهمّ إلا اذا كان الغرض الدعابة ....و رغم هذا كلمة يخسر تقشعر منها النفوس.
* لا تلمسي الفنجانَ لا لا تلمسي * إنـّي أخـافُ عليــهِ أنْ يســكرْ

فكّر معي جيّدا
فكرة قصيدتك هي أنثى بنكهة قهوة و كما هو معروف البنّ منبه و ليس مسكرا؟.
.....
* وتكــادُ للفنجــانِ تـَنبتُ أعْينٌ * فـتبـثُّ لـلأشــواقِ مـا تـَقـدَرْ

هذا البيت أراك أقحمته عنوة في نهاية المقطع ربما مكانه الأنسب هنا

رفـْقــاً بفـنـجانٍ تـَحَوَّلَ كـُلـُّهُ * شـَــفـَةً تتـوقُ لمَـبْسَــمٍ أحْمـرْ
لمّـا ترَكـْتِ عليـهِ حُمْـرَةَ باسِـمٍ * جُنَّ الجنـونُ وكادَ أنْ يُكـْسَـرْ
* وتكــادُ للفنجــانِ تـَنبتُ أعْينٌ * فـتبـثُّ لـلأشــواقِ مـا تـَقـدَرْ

........

* وَدَعي اشـتهاءً (عابثاً) يجْتاحُني * وَدَعـي الفــؤادَ لـُهـاثـُهُ يُـبْهَــرْ
أظنّ كلمة عارم أكثر دلالة و قوة....فتاتك ليست في حاجة لشهوة عابثة عابرة . و هذا ما يفسر حظك الخاسر.

هذا بعض ما جاد به القلم...
تقبّل تطفّلي على فنجان قهوتكم مع سلامتكم, فقد ارتشفت منه بدون اذنكم.
/اجريت بعض التعديلات عن تعليق الامس بسبب ضيق الوقت و انقطاع التيار./
تحياتي
أعتذر لاخوتي الذين وضعوا تعليقاتهم على القصيدة لأنني اتجاوز اليوم تسلسل التعليقات حتى اعلـّق على تعليق الاخ وهاب غبريني بسبب الاشكالات الكثيرة التي طرحها في تعليقه
اخي الكريم وهاب
السلام عليكم
شكرا لك على هذا المرور الكريم على النص
فرحت كثيرا لإعجابك بعنوان القصيدة وببيت واحد منها فقط وهذا الاعجاب منك زادني افتخارا وتباهيا.
بخصوص الاستفسارات التي جاءت في ردّك الكريم ارجو ان تسمح لي بالجواب عليها نقطة نقطة وكما يلي:
اولا/ قلت لا تلمسي الفنجانَ لا لا تلمسي
لكنْ على الفنجـان لا لا تقـْرئي....
الا ترى في تكرار /لا/ مجرد ملء فراغ ليستقيم الوزن؟)
وأقول لك : ليس هناك ملء فراغ لغرض الوزن بل هو اسلوب تكرار من اساليب بلاغة لغتنا الجميلة وله دلالات بلاغية متعددة في غاية الجمال التعبيري.
وهو كثير في القرآن الكريم وكلام العرب ومنه قوله تعالى(السابقون السابقون اؤلئك هم المقربون) فهنا توكيد لزيادة الاطمئنان في نفوس السابقين و(انّ مع العسر يسرا انّ مع العسر يسرا) وهنا توكيد لتثبيت روح الامل لدى اليائسين
وقد كرّرالقران (بأيّ آلاء ربّكما تكذبان) احدى وثلاثين مرة في سورة واحدة(الرحمن) بل فصل بين الصفة والموصوف بها(وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ (62) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (63) مُدْهَامَّتَانِ ) وهنا توكيد يفيد التقريع واللوم الشديد وكما كررت انا (لا) كرر جميل بثينة نفس الحرف في قوله:
لا لا ابوح بحب بثنة انـّها * اخذت عليّ مواثقا وعهودا
وهنا توكيد يفيد الاصرار على نفيه لفضح الحبيبة.
ولاحظ معي التكرار المحموم لـ(الغضا ) في ابيات متتابعة ست مرات في يائية مالك بن الريب:
ألا ليت شعري هل ابيتن ليلة * بجنب الغضا ازجي القلوص النواجيا
فليت الغضا لم يقطع الركب عرضه * وليت الغضا ماشى الركاب لياليا
لقد كان في اهل الغضا لو دنا الغضا * مزارولكن الغضا ليس دانيا
وكان بإمكانه انْ يختصر ذلك بالضمير ولكنه كرّر ليلتذ بهذا الاسم الحبيب على قلبه وهو يموت بعيدا عنه والتلذذ في تكرار اسم الحبيبة(ريّا) في قول ابي صخر الهذلي وكان بامكانه ان يستغني عن ذلك بالضمير في قوله:
حننت الى ريّا ونفسك باعدت مزارك من ريّا وشعباكما معا
وفي قصيدتي لا تلمسي الفنجانَ لا لا تلمسي) توكيد يفيد النهي لان الشاعر يخاف ان يسكر هذا الفنجان من لمسة هذه اليد الناعمة وكما نقول مثلا للمقترب من النار(لالا تقترب لاتقترب نخاف عليك ان تحترق) وكذلك في قولي لكنْ على الفنجـان لا لا تقـْرئي....) توكيد للنهي لانه يتوقع ان يكون قراءة الفنجان تذكره بحظه العاثر ولا يريد ان يصدم ويحزن.
ثانيا/ وقلت والمقلتان وفيها شعّ الدجا….. ما دور الواو ....اليس حشوا فقط؟)
وأقول لك انـّها واو الحال وما بعدها جملة في محل نصب حال للمقلتين
اما(المقلتان) فمبتدأ والخبر محذوف معروف من سياق المعنى والقصد(والمقلتان وفيهما شع الدجى عجيبتان او ساحرتان او ما شابه)
والحذف هو ايضا باب من ابواب البلاغة وهنا حذف الخبر لان الشاعر لا يريد تحديده لان في التحديد تقليل من شان المقلتين وعلى القارئ ان يعطي اخبارا متعددة من خياله ويكون المعنى ثريا(المقلتان ساحرتان عجيبتان مدهشتان مغريتان فاتنتان …..الخ) وفي القرآن الكريم حذف الله سبحانه المفعول الثاني للفعل يعطي(ولسوف يعطيك ربك فترضى) لان المفعول الثاني يحدد نوع العطاء وإذا ذكر يكون شان العطاء قليلا فماذا يعطي بيتا ، مالا ، ملكا وكلها تحدد العطاء فالحذف هنا تقديره متخيّل أيْ: يعطيك أيّ شيء تريد الى انْ ترضى.
ثالثا/ قلت) ولـَربُّمـا ســتـُثـارُ قهــوتـُهُ إذا * ذاقـَتْ حلاوةَ ريقِــكِ العـنـْبرْ
لم أفهم من هو فاعل ذاقت....و هل العنبر صفة للريق؟)
وأقول لك:انّ زيارتك للنص وأنت متحامل عليه ومتشنج هو الذي ضيع عليك معرفة الفاعل فلو كنت يا صديقي بحالة مستريحة لوجدت الفاعل بسهولة لان الفعل (ذاقت) فيه تاء التأنيث الساكنة فيكون الفاعل حتما ضمير مستتر تقديره (هي) وبما ان الضمير للانثى المفردة فليس هناك مؤنث في البيت سوى القهوة ويكون المعنى : ان القهوة وهي مرة الطعم عندما تختلط مع ريقك ستستثار وتجنّ من شدة حلاوة الريق السكر.
اما العنبر فصفة للريق ، فما الاشكال في ذلك؟!
رابعا/ وقلت وعليهما صَلـّى الزجاجُ تـَنسُّكاً * وعلـى ابتـسامٍ مُدْهِــشٍ كـبّرْ
الا ترى هذا البيت المشبع بنكهة دينية غير مرغوب فيه في جوّ غزلي تحرّري رومانسي و شاعري)
وأقول لك: انّ رأيك هنا يثير في نفسي حزنا وألما وهو يذكرني بواقعنا الراهن الذي حشر فيه الدين في انفاق متعصبة قسرية مما جلب الاساءة له وأضحك علينا العالم وبرزت بشكل مقرف الاتجاهات التكفيرية المتطرفة التي تقتل الابرياء بالتفجيرات المجرمة وبلدي ضحية شاهدة على ذلك وقد تركنا العروبة وطموحاتها بتوحيد المجزأ وأوصلنا التطرف في الدين اخيرا الى التخندق الطائفي الذي يجزأ المجزأ.
من هنا اقول لك لماذا هذا التفسير المجحف ؟!
الشعر يا سيدي فن مصدره الخيال وميدانه كل شيء في الحياة فلماذا نتطرف في فهم الدين والشعر، وأقول لك ان الالفاظ لها دلالاتها القاموسية وتستعمل احيانا كمصطلحات معرفية فلفظة(حدود) مثلا لها معنى في القاموس ولكنها في الجغرافية تعني فقط الحدود بين الدول وفي الدين لها معنى اصطلاحي بمعنى العقوبات ولفظة الضرب في اللغة لها معنى ولكنها في علم الرياضيات اصطلاح يعني مضاعفات العدد ولفظتا (الاستقلال والسيادة) في القاموس لهما معنى غير معناهما الاصطلاحي في علم السياسة و(الحمّى) في القاموس لها معنى وهو غير المعنى الاصطلاحي في الطب و(الكثافة) في القاموس تختلف عن اصطلاحها في الفيزياء و(الصلاة) في القاموس تختلف عن اصطلاحها الديني رغم وجود رابط ما بين الموقعين وهنا اقول لك لماذا ذهب تفكيرك الى المعنى الديني الاصطلاحي وليس الى المعنى القاموسي وافترض انهما مشبعتان بالمعنى الديني فما العيب في هذا ، يقول القاضي العظيم صاحب المصدر المهم (وفيات الاعيان) وهو ابن خلكان:
لمْ أنـْسَهُ مُذ قامَ يَكشفُ عامداً * عنْ ساقهِ كاللؤلؤ البرّاقِ
لا تعجبوا مِنْ أنْ تقومَ قيامتي * إنّ القيامةَ يومَ كـَشفِ الساقِ
ولاحظ معي ان الشاعر اعطى للقيامة وهو يوم من ايام الله المقدسة جدا معنى جنسيا فاضحا ولم يقل احد في عصر الشاعر(نكهة دينية مشبعة بالجنس الفاضح) ولم يقم ارهابي بتفجير منزل الشاعر بعبوة ناسفة.
وفي البيتين التاليين أعطى الشاعر لحبيبته معجزات انبياء وقدّيسين وأعطى لنفسه صفات انبياء:
لها حكم لقمان وصورة يوسف * ومنطق داود وعفة مريم
ولي سقم ايوب وغربة يونس * وأحزان يعقوب ووحشة ادم
ويقول أخر مستخدما اسمين لسورتين من القرآن في مجال الغزل:
قسَماً بآياتِ الضحى في وجههِ لمْ اُعْطـَ منهُ سورةَ الاخلاصِ
وهاك قول شوقي مستخدما معاني قرانية في الغزل
الحسنُ حَلَفْتُ بيُوسُفِهِ * والسورة ِ إنك مفردهُ
وتمنَّت كلٌّ مقطعة ٍ* يدها لو تبعث تشهدهُ

خامسا/ وقلت(انثـى بنـُكهــةِ قهـوةٍ أنـتِ التي * يـا لـيتـَنـي فنـجـانـُكِ الأصـغرْ
الا ترى استاذنا أنّ قولك : (أنـتِ التي) مجرد حشو لسد الفراغ و يمكن حذفه و يكون التعبير أوجز :
انثـى بنـُكهــةِ قهـوةٍ * يـا لـيتـَنـي فنـجـانـُكِ الأصـغرْ)
وأقول لك:كلمة(انثى) مبتدأ وشبه الجملة(بنكهة قهوة) صفة ولا يجوز اعتبارها خبرا لأنه في هذه الحالة يكون المبتدأ نكرة غير مخصصة وهذا لا يجوزفي علم النحو اذن المبتدأ تخصص بالصفة والضمير(انت) خبر فلو حذفنا(انت التي) يكون الخبر (يا ليتني…)وهذا تعبير انشائي (تمنٍ) ولا يجوز الخبر لدى النحاة انشاء وقد يكون في البيت تأويلات اخرى ولكنني عندما استيقظت من الحلم وحاكمت القصة كعادتي بعد ذلك وجدتني أميل الى ما ذكرته فإذن بطلت حجتك يا سيدي.
سادسا/ وقلتالتشبيه :يـا لـيتـَنـي فنـجـانـُكِ الأصـغرْ
الا تراه متداولا و لا جديد فيه ؟)
وأقول لك: اين التشبيه؟!
التشبيه هو ايجاد علاقة بين طرفين بينهما شيء مشترك
ويبدو انك يا اخي لم تسمع ولم تطلع على فنون بلاغتنا العربية فاذا كنت تقصد ان الشاعر شبه نفسه بالفنجان ، فهذا ليس تشبيها ومع ذلك اعطني مثلا واحدا لشاعر شبّه نفسه بالفنجان حتى اصدقك في انـّه تعبير متداول وإذا كنت تقصد (الأصغر) هو التشبيه فهذه مأساة يا صديقي فالأصغر صفة والصفة ثابتة في الموصوف كما يقول العلماء امّا التشبيه كما قلت لك فهو ايجاد علاقة بين طرفين لشيء مشترك بينهما.
سابعا/ وقلت) لكنْ على الفنجـان لا لا تقـْرئي * حَـظـّي فحَـظـّي دائمـاً يَخـْسَـرْ
ناهيك عن التركيب الثقيل على غرار مطلع القصيدة)
وأقول لك انـّك رجعت الى تهمتك الاولى اذ جعلت التكرار البلاغي ثقلا وهذا وضحته لك.
ثامنا/ وقلت كانت الفكرة جميلة انثى بنكهة قهوة فاذا بك تحولها لساحرة قارئة فنجان مما يتنافى مبدئيا مع بيتك السابق المشبع بروح التصوّف.
و هبك ممن يؤمنون بقراءة الغيب- معاذ الله- الا ينبغي أن لا تستبق النبوءة ؟ و الختمة بكلمة (يخسر) تهدم كلّ معان الجمال و التفاؤل و الغرام. اللهمّ إلا اذا كان الغرض الدعابة ....و رغم هذا كلمة يخسر تقشعر منها النفوس.
* لا تلمسي الفنجانَ لا لا تلمسي * إنـّي أخـافُ عليــهِ أنْ يســكرْ
فكّر معي جيّدا
فكرة قصيدتك هي أنثى بنكهة قهوة و كما هو معروف البنّ منبه و ليس مسكرا؟......
* وتكــادُ للفنجــانِ تـَنبتُ أعْينٌ * فـتبـثُّ لـلأشــواقِ مـا تـَقـدَرْ
هذا البيت أراك أقحمته عنوة في نهاية المقطع ربما مكانه الأنسب هنا
رفـْقــاً بفـنـجانٍ تـَحَوَّلَ كـُلـُّهُ * شـَــفـَةً تتـوقُ لمَـبْسَــمٍ أحْمـرْ
لمّـا ترَكـْتِ عليـهِ حُمْـرَةَ باسِـمٍ * جُنَّ الجنـونُ وكادَ أنْ يُكـْسَـرْ
* وتكــادُ للفنجــانِ تـَنبتُ أعْينٌ * فـتبـثُّ لـلأشــواقِ مـا تـَقـدَرْ
* وَدَعي اشـتهاءً (عابثاً) يجْتاحُني * وَدَعـي الفــؤادَ لـُهـاثـُهُ يُـبْهَــرْ
أظنّ كلمة عارم أكثر دلالة و قوة....فتاتك ليست في حاجة لشهوة عابثة عابرة . و هذا ما يفسر حظك الخاسر)
وهذا الكلام أضحكني كثيرا والحقيقة انني اردت انْ اغض الطرف عنه لسذاجته ولعدم معرفته بفن الشعر فالشعر يا صديقي يخلق من المألوف شيئا مبهرا ودعني اقول لك اجمالا :
،وأسألك بدءا بسذاجة منـّي: هل الساحرات فقط هنّ اللواتي يمارسن قراءة الفنجان؟
واذا كان المعنى ساذجا ــ كما ترى ــ فأنا ذكرت قراءة الفنجان في بيت واحد واذنْ يا لسذاجة نزار قباني اذ جعل قراءة الفنجان موضوعا لقصيدة واحدة طويلة وفي قراءة فنجانه قرأت المراة اسفارا وحروبا وانه سيموت كثيرا وان حبيبته نائمة في قصر مرصود والجنود يحرسون القصر مع الكلاب وانّ من يدخل حجرتها مفقود وان حبيبته لا توجد انثى مثلها و…..و…..
وتقول وهبْك ممن يؤمنون بقراءة الغيب- معاذ الله- الا ينبغي أن لا تستبق النبوءة ؟ و الختمة بكلمة (يخسر) تهدم كلّ معان الجمال و التفاؤل و الغرام. اللهمّ إلا اذا كان الغرض الدعابة ....و رغم هذا كلمة يخسر تقشعر منها النفوس)
وأقول لك: ما هذا الكلام يا سيدي؟ ألم تطلع على جواب حسان بن ثابت عندما سئل لماذا شعره في الجاهلية اجمل من شعره في الاسلام وكان جوابه(اجمل الشعر اكذبه) فهل يقصد حسان الكذب الأخلاقي؟ والقرآن يقول عن الشعراء (وانهم يقولون ما لا يفعلون).
من طرق البلاغة يا اخي (التشخيص) وهو بث الحياة في الجامد وهنا فعلت ذلك اذ بثثت الحياة في الفنجان فجعلته يسكر ويتحسس حلاوة الثغر…الخ وهل ترى ان امرا القيس كان يعتقد ان الطلل يفهم التحية ويستطيع ردها(الا عم صباحا ايها الطلل البالي) وهل ترى ان ايليا ابا ماضي يومن ان الفراشة تعي ما يقول في مخاطبته لها في قصيدته(الفراشة المتحضرة)ولو سالتك ان تعدد لي الاديان في العالم فلن تضع ضمن الاديان(دين الصبابة) ولكن الشاعر عبد الباقي العمري له هذا الدين في قوله:
عديني وامطلي وعدي عديني وديني بالصبابة فهي ديني
وارجوك لا تقل ان تكرار (عديني) حشو لغرض اقامة الوزن ههههههه
ولا حظ معي قول نزار قباني في اللوحة الفنية الرائعة التالية وكيف بث الحياة في قرط حبيبته:
وفي اذني هذه الغانيهْ
تأرجّح قرط طويل
كما يرقص الضوء في الآنيهْ
يمدّ يديه ولا يستطيع
وصولا الى الكتف العاريهْ
فاعترض على نزار وقل له: لماذا تكذب وتخلق للقرط يدين هههههههههه
كان ابو تمام ينشد قصيدة وفيها:
لا تسقِني ماءَ المَلامِ فإنـّني * صَبٌّ قد استعْذبْتُ ماءَ دموعي
وعندما انتهى الشاعر من قصيدته بعث اعرابي للشاعر قنينة صغيرة ومعها ورقة مكتوب فيها (ضعْ لي في القنينة قليلا من ماء الملام) فكتب الشاعر في اسفل الورقة(ابعثْ لي ريشة من جناح الذل كي انقـّط بواسطتها في القنينة قليلا من ماء الملام) وهو يشير هنا الى قوله تعالى(واخفض لهما جناح الذل) فلا يوجد في الحقيقة لا ماء للملام ولا جناح للذل. وهل قرأت او سمعت مرة عن نزار قباني انه في حياته العادية يقسم بالعطر الذي ترشه الحبيبة في شعرها؟ طبعا يكون الجواب بالنفي لان ذلك جنون يثير الضحك ولكنه اقسم بالعطر في قوله:
ثقي بالشذا يجري بشعرك انهرا * رسائلك النعماء في أضلعي تطوى
وهنا يا سيدي اقسم على يديك بأنني لا اؤمن بقراءة الفنجان وليس لي القدرة على التنبؤ (في القصيدة توقع لا تنبؤ) ولكن هذا ما أوحاه عليّ شيطان الشعر
ــ كما يعتقد اجدادنا العرب ــ او ما أوحته عليّ عروس الشعر ــ كما يعتقد اصدقاؤنا جدا الانكليز الذين يعلموننا الديمقراطية بطريقة حضارية جدا وهي اثارة الطائفية بين ابناء شعبنا العربي الواحدــ .
وتقول عن كلمة (يخسر)انـّها(ورغم هذا كلمة يخسر تقشعر منها النفوس) وأقول لك ياسيدي:
تواضعْ قليلا واستغفر ربك الكريم لأنـّه استخدمها ومشتقاتها عدة مرات ومنها( وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يَخْسِرُونَ) و(أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ) وقال ابو فراس في قصيدته الشهيرة(أراك عصي الدمع):
يقولون لي بعت السلامة بالردى * فقلت : أما والله ، ما نالني خسر
وأعفيك يا أخي من ترتيب ابيات القصيدة كما تشتهي انت وهذا تجاوز منك لانّ القصيدة نزيف مشاعري وانا في غيبوبة لذيذة في اعماق العقل الباطن.
سيدي الكريم
سأرقص فرحا لو مرّ ناقد محترف يمتلك كل ادواته النقدية وشطب على كل القصيدة ولم يستخرج منها أيّ ايجابية ، وأقول سارقص فرحا لأنه سيرشدني الى الكتابة الصحيحة ويطوّر فني الشعري. امّا ان يأتي كل منْ هبّ ودبّ منْ مدّعي النقد ويشطب على قصيدة من واحد وعشرين بيتا ويقول عنها انـّها فاشلة ما عدا العنوان وبيتا واحدا ، فاسمحْ لي يا سيدي انْ اقول : هذا ليس نقدا وانـّما هو نفخ للهواء في قربة مثقوبة متوهما صاحبها انـّه يسكب فيها ماء واعذرني وحاشاك في ايراد الحكاية التالية من كتاب (كليلة ودمنة) عن نجار له قرد وكان النجار يشق خشبة طويلة بمنشاره طولا وكلما شقّ مسافة منها وضع وتدا بين شقي الخشبة لتسهيل مرور المنشار والقرد يراقبه وقد ذهب النجار لقضاء حاجة طارئة فما كان من القرد إلا انْ اخذ المنشار يريد اكمال عمل النجار ولكنه وضع نفسه على الخشبة بالمقلوب فتدلـّى ذيله بين شقي الخشبة دون انْ يعلم وعندما رفع الوتد ليضعه في مكان آخر حصر ذيله بقسوة وألم بين شقي الخشبة المتلاصقين فأخذ يبكي ويصرخ من الألم وجاء النجار وأنقذه ولكنه بعد ذلك أوسعه ضربا مبرحا حتى يعطيه درسا ويذكـّره: انّ القرد يجيد التنقـّل بين الاشجار والصعود ليجلب ثمرة جوز الهند لا انْ يكون نجارا. ولدينا في العراق مثل شعبي يقول(اعط الخبز لخبّازته)
تحيتي لك ايها الاخ الكريم مع خالص المحبة






  رد مع اقتباس
/