عرض مشاركة واحدة
قديم 17-11-2012, 02:48 AM رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
زحل بن شمسين
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الاكاديمية للابداع والعطاء
العراق
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


زحل بن شمسين غير متواجد حالياً


افتراضي رد: لعنة الفراعنة ام قانون التطور هو من جعل هذه الامة بالحضيض؟؟؟

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود 11
شبكة البصرة

صلاح المختار

تذكر دوما ان الاسماك الميته وحدها تسبح مع التيار
مالكولم مكريدج


النغل الاخطر للانتقائية : الفتنة الطائفية

ولئن كان فيلم الجريمة المنظمة والرعب التفاعلي الاخير الذي سمته هيلاري كلنتون (ربيع العرب) تدور احداثه حول تغيير الانظمة فان الفيلم التفاعلي الاخطر الذي انتج بسرية تامة وتمويه دقيق قبل انبثاق عصر الافلام التفاعلية بثلاثة عقود وكان حقا انتصارا لمدرسة صناعة الاحداث من خلال زج الاف الناس للمشاركة الحية في الفيلم دون ان يدركوا انهم ابطال فيلم تفاعلي، كان اسمه (المجاهدون الافغان) وتوأمه المتزامن المسمى ب (الثورة الاسلامية في ايران)، وكلاهما بدأ عرضه في نهاية السبعينيات وصدما الملايين بعظمة اخراجه ودقته التي تماهت مع مشاعر عشرات الملايين في العالم، وكانت ثيمته الاساسية طرح الدين كبديل عن التحرر الوطني واستبدال احدهما بالاخر من اجل تعبيد الطريق السريع ذي الست ممرات – الاوتوستراد او الهاي وي – لمرور ابشع كوارث الصراعات العربية العربية والاسلامية الاسلامية، وهي التي بدأنا نشهد فصولها تتوالى وتترى حلقة بعد اخرى والتالية تكون اكثر دموية وتعقيدا من سابقتها منذ جاء خميني حاملا سيف تكفير القوميين العرب ودشن عهد الحروب الداخلية بين المسلمين والتي نعيش كارثيتها الان كنتيجة طبيعية لعواقب الفلم.

في هذه المرحلة نحن نواجه (اليوم التالي)* للتفجير النووي في الفيلم، اي عواقبه، بكل اثاره التدميرية، وهي اثار تتكون اساسا من تلوثين لا حدود لدمارهما وهما :

1- التفجير المنظم والمنضبط والموجه لغضب شعبي عربي متراكم وحقيقي، ضد انظمة بذاتها وهي الانظمة الجمهورية وليس ضد الانظمة الملكية التي تشكل في واقع الامر مصدر الفساد الاكبر والظلم الاعظم والانحراف الاخطر المتمثل في التبعية المطلقة للاستعمار والصهيونية، مع انه كان يجب ان لا يتفجر الغضب الشعبي بتوجيه امريكي ولخدمة امريكا والنظم الخادمة لامريكا بلا شرط او قيد.
2 – والتفجير المنظم والمنضبط والموجه ايضا للفتن الطائفية العمياء التي اشعلت ويتعالى لهيبها يوما بعد اخر حتى انها طردت الصراع الطبيعي والحقيقي، وهو الصراع مع الامبريالية والصهيونية والصراع المتفرع عنه وهو الصراع ضد انظمة الفساد والديكتاتورية والتبعية، وحلت محله. ان اخطر مظاهر هذا الصراع الطائفي المرعب والمدمر هو اللاعقلانية حيث اننا صرنا نواجه الان اللامعقول بدرجة الجنون المفرط المتمثل في اعادة اشعال فتنة اشتعلت قبل 14 قرنا ثم انطفات، وبعد هذه القرون ال(14) من الهدوء وانطفاء الفتنة نجد من يحييها ويوصلها الى حالة الحرب، بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى! والاطروحة الرئيسة اللاعقلانية فيها هي اعادة الصراع حول من يستحق الخلافة الاسلامية : على بن ابي طالب ام غيره من صحابة النبي (ص)!!! وهكذا نجح الفيلم في ادخالنا في بحور من الدم والدموع رغم ان الامام علي واحفاده قد ذهبوا الى العالم الاخر منذ 14 قرنا ولم يعد احد يستطيع اثبات انحدار احد من نسلهم الكريم الان لكي يعود حق الخلافة اليه، وهنا يكمن المظهر الاخر للاعقلانية!!!

ان السلاح الاخطر الذي نجحت اجهزة المخابرات الامريكية والاسرائيلية والايرانية في استخدامه في هذا الفيلم التفاعلي هو اشعال الفتنة الطائفية بين السنة والشيعة، مع اننا بازاء مسألة انتهت منذ 14 قرنا ونسيها الناس وصارت تاريخا يتجنبه العقلاء والفتنة اشعلها الفيلم التفاعلي المشترك الانتاج (الامريكي- الاسرائيلي – الايراني) رغم ان العرب يمرون بمرحلة حسم الصراع مع الصهيونية وحليفتها امريكا كما تجلى في تسارع العمل لتصفية القضية الفلسطينية واحتلال العراق وغير ذلك، الامر الذي وضع العرب انظمة وجماهير امام عدة صراعات في وقت واحد او متزامنة كلها خطيرة ودموية وكلها مربكة وكل واحد منها يحتاج للتفرغ التام له، فكيف يمكن ادارة الصراع او خوضه بنجاح وتجنب المواقف والخيارات التي تقود الى الكارثة في بيئة معقدة وغير مفهومة ومربكة؟ ان توقيت اشعال الفتن الطائفية بحد ذاته يثير اعمق الشكوك بوجود مخطط مسبق،وهو لذلك غريب ويثير عشرات الاسئلة، انه توقيت انتحاري اذا افترضنا حسن النوايا لدى العرب الذين وقعوا في فخ الطائفية الذي نصب لهم.

ديالكتيك ثأرات بني فارس وبني صهيوني

ولكي لا نعمم بطريقة تضيّع الهدف وهو فهم حقيقة ما يجري لابد من التذكير بحقائق تاريخية معروفة، فالاسلام ما ان ظهر حتى تعرض لهجمات معروفة مع الديانتين السابقتين له وهما اليهودية والمسيحية، وبدأت لعبة العمل على تسقيط دعائمه، ورد المسلمون على ذلك فظهرت الصراعات الدينية وخلقت نتائجها وهي العداوات وتناقض الروايات حول تفسير نصوص ما ورد في الكتب المقدسة للديانات والطوائف. وما ان انتصر الاسلام على خصومه في الجزيرة العربية وبدأ بالانتشار حتى اصطدم بالامبراطوريتين الفارسية والرومانية اللتان كانتا تتقاسمان السيطرة على المنطقة، وكانت الاولى زرادشتية الديانة بينما الثانية كانت مسيحية.


وقدر تعلق الامر بالامبراطورية الفارسية فان الاسلام بقيادة العرب، الذين كانوا اول من نشره وعممه، نجح في تحطيم الامبراطورية الفارسية والحاق الهزيمة بالديانة الزردشتية التي كانت سائدة في فارس، وانتشر الاسلام في بلاد فارس بقوة السيف غالبا، الامر الذي انتج رد فعل ثأري خطير نعاني منه حتى الان، بل ان الرد الفارسي الاخطر تأخر حوالي 14 قرنا وظهر الان بكامل تخريبه وسلبياته بعد وصول خميني للسلطة في ايران في عام 1979 ووصلت اثاره التدميرية بعد غزو العراق الى مرحلة التهديد المصيري.
فماذا حدث بين العرب والفرس حقا كي تنتج تلك الاحداث صراعا طويلا ومعقدا ومتشابكا بينهما نرى الان اثاره التدميرية؟ حينما كانت فارس عبارة عن قبائل متخلفة وكانت ارضها غير خصبة وتفتقر للماء – ومازالت كذلك حتى الان - كانت قبائلها البدائية تغزو العراق صاحب اول حضارة في التاريخ بحثا عن الماء والكلأ فنشأت صراعات وحروب بين العراق وفارس، لان العراق كان المكان المناسب للحصول على الماء والكلأ وليس الجيران في الشمال او الشرق او الجنوب والذين كانت اراضيهم اما باردة جدا او فقيرة بخيراتها وتفتقر للمياه كالهضبة الايرانية ذاتها، وهذه الحقيقة التاريخية والجيوبولتيكية هي التي وضعت بلاد فارس وبلاد الرافدين على مسار تصادمي وعدائي عبر التاريخ.

وتلك كانت بداية نقطة الدم التي كانت تتوسع مع مرور الزمن. وحينما تطورت فارس وصارت لها حضارة وثقافة وانجازات وديانة بقيت ارض غربها - اي العراق - الهدف المفضل للتوسع الامبراطوري الفارسي لان العراق كان بلد الماء والارض الخصبة وهي ماكانت فارس تحتاجه. وبتاثير ذلك كانت الامبراطوريات الفارسية تغزو وتتوسع على حساب الغير ومنهم العرب، فلقد وصلت غزوات الفرس لليونان في اوربا والجزيرة العربية ووسط اسيا وغيرها بنزعة توسع استعماري عدت من اقدم غزوات الاستعمار القديم المعروفة. وفي كل هذه الغزوات كانت فارس تنشر ثقافتها وديانتها وتؤسس جاليات فارسية تستوطن في اراضي الغير، وكانت تنظر للعرب كشعب (متخلف من البدو)، لذلك فان نجاح العرب المسلمين في الحاق الهزيمة بالامبراطورية الفارسية وفرض الاسلام عليها كان مناسبة طبيعية لصدور رد فعل ستراتيجي وتاريخي بعيد المدى ومتشعب المكونات ينطوي على نظرة عنصرية ومطلب ثأر في ان واحد.
لقد شعرت النخبة الفارسية بان العرب دمروا امبراطوريتهم بفضل الاسلام وقوة تأثيره، لذلك فان رد الفعل الاول والمخطط كان العمل على تدمير الاسلام من خلال الانخراط فيه والتظاهر بقبوله ولكن من اجل نشر الفتن داخله وتمزيقه شر ممزق في عملية انتقام تاريخية طويلة المدى وكان الصراع على الخلافة الذي نشأ بعد وفاة النبي (ص) مناسبة نادرة ومفتوحة لاختراق الاسلام، فلعب الفرس واليهود دورا خطيرا وحاسما في تحويل الصراع، وكان سياسيا صرفا حول من يجب ان يحكم الامام علي ام ابو بكر وعمر وعثمان (رضي الله عنهم جميعا)، الى صراع طائفي لفقت اسسه ومصادر ديمومته. وهذه النخب التي حولت الصراع السياسي الى صراع طائفي اختارت التقية، اليهودية الاصل، كخطة لاختراق اعلى قيادة في الامبراطورية الاسلامية، فناصبوا العداء للامويين ونصروا العباسيين خلال صراع السلطة بينهم.


وبعد تدمير الامبراطورية الاموية وقيام الامبراطورية العباسية احتل الفرس مراكز خطيرة في قيادتها

ومنها اخذوا ينشرون الفتن وتداخلوا اجتماعيا مع العرب بالتزويج والمصاهرات في اطار مخطط ستراتيجي بعيد المدى يستغرق قرونا طويلة من اجل تحقيق اهدافه وهي اعادة العرب الى الصراع الذي دفن منذ 14 قرنا! وبنفس الوقت ولاكمال حلقة محاصرة العرب واستنزافهم والثأر منهم اشهر تيار ثأري شوفيني فارسي اخر عداء علنيا للعرب والاسلام وكان من ممثليه الاساسيين بابك الخرمي الذي اعلن تمردا مسلحا ضد الدولة العباسية استمر حوالي عشرين عاما شن خلالها حرب عصابات انهكت الدولة العباسية ومهدت لسقوطها.
وفي هذه الفترة التي تظاهر الفرس فيها بالتعاون وقبول الاسلام كانوا يصنعون قصصا ويصطنعون احداثا غير موجودة عمادها وهدفها نشر الخلافات بين المسلمين، وكانت اهم مسالة هي التلفيق وترويج احداث وهمية لم تقع او انها وقعت لكنها كتبت بطريقة مشوهة ومحرفة، وهكذا وجدنا ما سمي ب (الاسرائيليات) و(الفارسيات) اي الاحاديث الكاذبة التي نسبت للرسول الكريم، بل وجد من يشكك بالقران ويدعي انه مزور او ناقص وان القران الحقيقي موجود لكنه محفوظ!
ان تزوير الاحاديث النبوية وتقديم تفسيرات اخرى لما ورد في القران الكريم وتلفيق الاحداث التاريخية او تفسيرها بصورة مناقضة لواقعها الفعلي كانت اساليب النخب الفارسية في اختراق العرب وتدمير الاسلام من داخله. ولكن قوة العرب والمسلمين ووضوح الاسلام، كما تجلى في القرأن، جعلت النخب الفارسية تواصل ممارسة التقية وتجنب الكشف عن كل خططها وما تؤمن به وتقسيط ما تدعيه او تغليفه باسماء وهمية او حقيقية لكنها (تمثل رايها الشخصي)، والتظاهر بحب الاسلام وال البيت انتظارا لفرصة تكون مناسبة لتوجيه ضربات مدمرة للعرب والاسلام باسم ال البيت ومحبيهم! فقوة الدولة العربية لم تسمح بالكشف عن كل ما تؤمن به النخب الفارسية وما تعمل من اجل تحقيقه من اهداف كانت سرية حتى مجئ خميني للسلطة حيث بدأت عملية الكشف عن المستور والمموه حتى وصلنا مرحلة نواجه فيها طرح تفسيرات للاحاديث والقران لم نسمع بها من قبل وتهز اركان الاسلام وتدفع لفوضى وصراعات خطيرة، وبدأت ايران عمليات تبشير بالتشيع الصفوي علنا وبصورة رسمية وخصصت مبالغ من المال لم تخصص مثلها من قبل كل قوى الاستعمار الغربي والصهيونية من اجل شراء الذمم والفقراء، في اطار خطة لم تعد سرية وهي اعادة تشكيل الميزان الطائفي بين المسلمين لصالح ايران عبر تكذيب ما تعارف عليه المسلمون من قصص واحاديث وغيرها ولذلك اصبحت القاعدة العلنية لايران واتباعها العرب هي تكذيب الطرف الاخر ورفض ومهاجمة تفسيراته للقرأن والاحاديث والتي قبلت لفترة 1400 عام مضت.


ماذا حصل؟ الطرف الطائفي الاخر السني تحزم واخرج اسلحته الطائفية وبدأت الحرب بين الاحزاب

السياسية والمرجعيات التي تدعي تمثيل السنة والشيعة واخذ كل طرف يطعن بالاخر بصورة غير مسبوقة لدرجة ان العداء الطاغي لم يعد بين العرب والمسلمين من جهة وامريكا الكيان الصهيوني من جهة ثانية بل اصبح بين عرب سنة وعرب شيعة ومسلمين سنة ومسلمين شيعة!
في اطار هذه الخلفية التاريخية المتميزة أيضا بوجود صراع ديني بين الاسلام والمسيحية واليهودية ثم بروز صراع عربي فارسي كان ظاهره الاسلام وباطنه الثأر لامبراطورية فارس، رأينا قوى اقليمية (ايران والكيان الصهيوني) ودولية (امريكا واوساط اوربية) تعادي العرب والاسلام وتعمل ضدهما بطرق مختلفة. وعندما ظهر الاستعمار الغربي قبل بضعة قرون واعتبر ارض العرب منطقة لابد من نهب ثرواتها والوصول للهند ظهر عامل جديد جعل اوربا ثم امريكا تتبنى خططا ضد العرب من اجل غزوهم وتمزيقهم، وتوج هذا النهج الغربي بانشاء اسرائيل في فلسطين، وهكذا توفرت البيئة الطبيعية المنتظرة لبدء سلسلة حروب مختلفة الاشكال ضد العرب تشنها قوى تلتقي عند قاسم مشترك هو معاداة العرب والعمل على تمزيقهم وتقسيم اقطارهم اما ثأرا منهم، كما هي حال ايران، او لاجل نهب ثروتهم كما هي حال الغرب الاستعماري والصهيونية.


وكان الاسلام في هذه الحرب يلعب دورا مزدوجا : فهو بالنسبة للغرب والصهيونية العدو الذي يجب تدميره ولكن بعد استخدام اسمه وقوة التزام الناس به لتمزيق العرب والمسلمين وزج الاسلام في صراعات لا تخدم الا امريكا والكيان الصهيوني، واذا تحقق ذلك فان الغرب والصهيونية يحققان هدفين مترابطين : الهدف الاول هو تدمير القوى والدول والانظمة التي يريد الغرب والصهيونية تدميرها بقوة الاسلام واسمه، والهدف الثاني هو جعل الحروب الطائفية والدينية والفئوية وصراعات السلطة بين اطراف الاسلام السياسي، وهي اكثر من كثيرة ومفتوحة النهايات، وسيلة لشيطنة الاسلام وتحميله كل الصفات السلبية التي تضمن تجميع العالم كله ضده وضد المسلمين، وهكذا تضرب القوى الوطنية والقومية والاشتراكية باسم الاسلام ثم يضرب الاسلام تحت غطاء اخطاء وانحرافات من ادعى انه يمثله!


ومن اجل تحقيق هذه الاهداف راينا امريكا تدعم التيارات الدينية المتطرفة منذ منتصف السبعينيات،

وهو ما تجلى مثلا في دعم من اطلقت عليهم تسمية (المجاهدين الافغان) والمساعدة الامريكية الاوربية على اسقاط الشاه في ايران لاجل ايصال خميني للسلطة ليبدأ عهد الفتن الطائفية. واختيار امريكا دعم تيارات الاسلام السياسي المتطرف سبقه دعم بريطانيا في الثلاثينيات من القرن الماضي لانشاء حركات اسلاموية تناهض الشيوعية وتخدم اهداف بريطانيا حينما كانت امبراطورية لاتغرب عنها الشمس.
اما من زاوية دوافع بلاد فارس، والتي اصبح اسمها ايران في ثلاثينيات القرن العشرين، فان الاسلام دين دمر امبراطورية فارس القومية لذلك يجب تمزيقه من داخله بالاضافة للعمل من الخارج على شرذمة من نشر الدين وهم العرب. وكان اكتشاف النفط احد اهم عوامل زيادة التامر على العرب من قبل الغرب والصهيونية وبلاد فارس، فغزت بريطانيا وفرنسا الارض العربية ومنحت بريطانيا الاحواز لبلاد فارس لانها منطقة النفط والمياه والتي كانت فارس تحتاج لهما بشدة كي تتوسع وتعيد مجدها القديم الذي حطمه العرب، من اجل ان تقوم ايران بدور الحادلة التي تحطم الامة العربية وتستنزفها فتخدم الغرب والصهيونية وتخدم في نفس الوقت طموحاتها الامبراطورية ونزعة الثأر لديها تجاه العرب.
ان التذكير بهذه الخلفية التاريخية امر ضروري لفهم ما يجري الان ورؤية جذور التلاقي الغربي الصهيوني مع ايران، وهو تلاق ستراتيجي، وليس تكتيكيا كما يظن بعض ناقصي المعلومات، ويشكل القاعدة الاساسية التي تتهدم فوق صخرتها وحدة الاقطار العربية التي تتعرض لعملية تفكيك منظم لوحدتها الوطنية.

الفتنة الاكبر : الصراع السني - الشيعي

اذا نظرنا الان الى الوطن العربي سنرى بدون غموض ان اخطر تهديد لوجودنا القومي بصفتنا عربا وللوحدة الوطنية لاقطارنا هي الفتن الطائفية التي اشتعلت ليس بالصدفة ولا بتأثير عمل الناس الطائفيين العاديين بل نتيجة تخطيط شامل وكبير وقديم وضعته عدة اطراف مختلفة لكنها تجتمع حول قاسم مشترك هو تقسيم الاقطار العربية، وكانت اكبر واخطر اداتين للتخريب الطائفي هما الطائفية السنية والطائفية الشيعية اللتان تكمل احداهما الاخر ولا تعمل احداهما بدون الاخرى. فما هي الطائفية؟ وماهو دورها في الفيلم التفاعلي وما هي حقيقتها؟
الطائفية في جوهرها عملية انتقاء ذاتي متعمد من النص او الحدث وتسخيره عمدا لخدمة هدف محدد رغم ان ما تم انتقاءه لا يعكس الحقيقة الكاملة بل جزء منها قد لا يكون الاصل او الجوهر بل السطح والمظهر، فكيف تتم هذه العملية؟ للاجابة ولتسهيلها، علينا ان نطرح الاسئلة التالية ونجيب عليها وهي : لم تفجر الصراع الطائفي في الوطن العربي؟ وماهي مخاطره الحالية والمستقبلية؟ وهل هو ضروري وعقلاني وطبيعي؟ وما هي صلته بصراعنا مع الصهيونية والاستعمار؟ وكيف انتقل العرب من التركيز على الصراع الطبيعي والحقيقي مع الاستعمار الغربي والصهيونية وكيانها الى صراع داخلي سني – شيعي تطور وطغى على الصراع الستراتيجي الاصلي والحقيقي؟ ولصالح من يحدث ذلك؟
ان الخطر الاكبر الذي نواجهه الان يتمثل في ظاهرتين ظاهرة احتدام مصطنع للفتن الطائفية وتوسعها واقتران ذلك بظاهرة بدء اسقاط الانظمة العربية التي كانت اداة الغرب وحليفة الصهيونية في اضطهاد الشعب العربي وسلبه حقوقه الانسانية ومنع اي ديمقراطية ونشر الفساد والديكتاتوريات، وفي هذا الاقتران نرى شرطية وجود يد الغرب والصهيونية من جهة ووجود وايران فيه من جهة ثانية. دعونا نناقش ذلك بصراحة. يتبع.
14/8/2011
[email protected]

*اليوم التالي (The next day) : عنوان فيلم امريكي شبه وثائقي قدم في الثمانينيات من القرن الماضي يطرح ما يحدث في اليوم التالي لتفجير قنبلة نووية من اثار على البشر والعمران.






  رد مع اقتباس
/