عرض مشاركة واحدة
قديم 31-05-2020, 02:23 PM رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
محمد خالد بديوي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / عمون
الاردن

الصورة الرمزية محمد خالد بديوي

إحصائية العضو







آخر مواضيعي


محمد خالد بديوي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: يفتشُ عن جنازتهِ التي في الحرب

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشاعر حسن رحيم الخرساني مشاهدة المشاركة

مُذ كانَ طفلاً
كانتْ أصابعُهُ حماماتٍ
وصمتُ عيونهِ فجراً يُحبُ البحرَ
كانَ مزاجُهُ ريشُ النوارسِ
حينَ يلعبُ فوقَها مطرٌ يُشاكسُ حُلمَها.
مُذ كانَ طفلاً
لم يجدْ في رأسِهِ قمراً يُدللُهُ
أو موجةً يغفو عليها مايراهُ
كي يراهُ
لم يجدْ عصفورةً حتى يذوبَ بتائهِا
ليقولَ للبستانِ لي رغبةٌ خضراءُ تعرفُني
وأعرفُها
لم يجدْ جبلاً ليعصمَهُ من كلِ مشنقةٍ
تُراقبُهُ
في البيتِ ..في الشارعِ ..في المدرسةِ
كان الهواءُ شاهداً يبكي!
مُذ كانَ طفلاً
كانتِ الحربُ طفولتَهُ
تُعلمُهُ لغةَ الشظايا
كيفَ ينسى الوردَ
كيفَ ينامُ لوحدهِ
بلْ كيفَ يمشي القبرُ فوقَ خيالِهِ
كانتْ تُعلمُهُ
وتفرشُ موتَها في القلب!
مُذْ كانَ طفلاً
لم يُشاهدْ لونَ أُغنيةِ النوارسِ
لا ..ولا قبلاتِها في السرْ
كانَ مشغولاً
يُفتشُ عن جنازتِهِ التي في الحربِ
يبحثُ في المسافاتِ التي سرقتْ دجاجتَهُ
وديكَ صديقهِ ..وأمَهُ!
أُمُهُ التي مازالَ يذكرُها..ويذكرُها
ويذكرُ ..
حينَ تورطَ الموتُ وكذبَ
إنها صعدتْ إلى الجناتِ!
مُذْ كانَ طفلاً..لم يكُنْ طفلاً
بل كانَ صوتاً
نامَ فيهِ الليلُ
نامَ سوادُهُ المجنونُ بالعشاقِ
دونَ طفولةٍ!
مُذْ كان طفلاً
لم .... قالتْ نجمةٌ
ماتَ الضياءُ بنبضِها
وتيبستْ بينَ العيونِ
( عيونُهُ )!


ما هذا العزف الذي ملأ الأرض والسماء
ماهذا الحزن المنتشر كطيور مهاجرة فغطى
الفضاء ..كأنك يا رفيق الحرف دخلت ذاكرتي
بلا كلمة سر أو مرور فانتقيت أوجع ما فيها
ورميته لينام بسهل تيبس عشبه وغفوت دون
غطاء ...لله درك ..فهذا النص داء ودواء لمن
يشكو من عسر البكاء.!!

شاعرنا القدير حسن رحيم الخرساني


نص باذخ وتصوير متقن من كل الزوايا
مسكوب ببراعة وصدق المشاعر، وحس
نقي يصب الوجع في القلوب والنوايا

بوركتم وبورك نبض قلبكم الناصع
احترامي وتقديري






قبل هذا ما كنت أميز..

لأنك كنت تملأ هذا الفراغ


صار للفراغ حــيــــز ..!!
  رد مع اقتباس
/