جمود ... لا ينبغي .. ..
مايفت في العضد أن العوام ، وطائفة عريضة من الإسلاميين ، وطبقات من المثقفين المنصفين , وفئام من المتعلمين المخلصين .... كلهم يرون أن الإخوان - كجماعة دينية سياسية - قد أصابها الجمود حتى يظن الكثيرون - لفرط ما تصلبتْ عليه الجماعة - انها باتت تستعصى على النمو النوعي والتطور الطبيعي وان الكثير من مواقفهم الأخيرة (العملية) المجانبة قد كرست لهذا الفهم ووثقته بأدلة دوامغ لا تعتريها شبهه .. ورغم هذا ... ترى الإخواني ( الأصيل ) ينظر إلى استدراكات (الاخرين )على جماعته نظرة المسلمين الأولى لتخذيل كفار قريش ومنافقي المدينة على مجتمع النبوة ما يعني = انه يرى أن جماعته لا تمثل جماعة المسلمين فقط ..بل هي الإسلام كله ! مايلزم عن ذلك أن أي نقص أو تِدِارُك على أفكارهم هو نقض صريح لعرى الإسلام ( الجماعة ) وأن سادتهم وكبراءهم الأفاضل لا يرد في حقهم الخطأ فعليا ، وإن قالوا به نظريا مقالة هي أقرب للـ (ديكور ) ... وحتى إن ورد خطأ (مرة ) واعترف به بعضهم ، فسوف تغرق امامهم في سيل هائج من التبريرات ... تلك التبريرات التي تختلف كثيرا باختلاف موقع قائلها من جماعته ومبلغ علمه وفهمه مايعني ان التبرير ليس واحدا لخطأ وارد .. بل هو ثقافة الدفع التلقائي لدي الأفراد (المنضبطين،،) لاسيما عناصر الطبقات الدنيا ، و التي يلبسونها ثوب إحسان الظن .. وما أبلاه من ثوب في مثل هذه المواطن ... جادلت احدهم - وبئس مافعلتُ -في أمر بيّن ترتبت عليه آثار مميتة مشهودة وكنت ( احسن به الظن ) فآلمني الحديث معه جدا ... وختم ( تبريراته)بخاتمة سوء حين قال ... (مافعلناه هو عين الصواب وإن عادت الأيام كرة أخرى فسوف نفعل الأفعال نفسها ) (*) تألمت كثيرا من قوله الذى أتفهم جيدا بواعثه من نفس قائله ... قلت ... صلى الله عليه وسلم .. نبينا محمد الذي قال ذات مرة : «لَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أمْري مَا اسْتَدْبَرتُ مَا سُقْتُ الهَدْيَ» ( * *) أي لو علمت في مبتدأ امرى ما علمته في خاتمته لما فعلت كذا وكذا ... اللهم خذ بنواصينا إليك أخذ الكرام عليه وارزقنا حُسن الفهم الإصابة والرشاد والانصاف والتجرد وانصر المستضعفين وفك كرب المكروبين وأعد المأسورين إلى ذويهم في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة وفي عفو وعافية ... ---------------- (*) انصافاً .. هناك قلة ذات وعي باتت تدرك هذه الأخطاء جيدا ، قال لي احدهم ذات حديث ( مشكلة كثير من الإخوان .. مازالت هي [التنظيم أولا]) (**) حديث: "لَوِ اسْتَقْبَلْتَ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدبَرْتَ مَا سُقْتُ الْهَدْيَ، وَلَجعَلْتهَا عُمْرةً". متّفق عليه من حديث جابر بلفظ: "مَا أَهْدَيْتُ، وَلَولا أَنّ مَعِي الْهَدْيَ لأَحْلَلْت". لفظ البخاري .. ----------------