الموضوع: متاهة الذَّات
عرض مشاركة واحدة
قديم 20-12-2018, 03:08 AM رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
ثناء حاج صالح
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمةالأكاديميّة للابداع والعطاء
سوريا
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


ثناء حاج صالح غير متواجد حالياً


افتراضي رد: متاهة الذَّات

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وليد حسين الشرفي مشاهدة المشاركة
من أنتَ؟ و امتصَّ السُّؤال
ملامحي، يرجو جوابي


و مضيتُ لا أدري أنا
من أين؟ أو أدري بما بي


أنا من فم الريح التي
هبَّتْ لتذروني شبابي


أنا ذلك الوعد الذي
حمل السَّراب إلى السَّرابِ


من أين؟ لا جهةٌ معي
ترنو ، و راحلتي اغترابي


أنا رحلةٌ منكوبةٌ
قلقُ المرايا من صِحابي


أنا من حسبتُ بأنني
شيئًا، فأنكرني حسابي


أُنسيتُني فذكرتُني
بصبابتي أو بالتَّصابي


و نسيتُ أنِّي ربما
المهزوم أنكرني غِلابي


لي ألف حربٍ خضتها
بتقهقري أو بانسحابي


لي مشربٌ من خيبتي
و غذاء أحلامي التَّغابي


أمضي و ما لي مسلكٌ
أو غايةٌ إلا اجتنابي


و أعود يحملني الأسى
و يلُفُّني وجع انتسابي


***

أنا من أنا؟ أكذوبةٌ
قيلتْ، فسال لها لعابي


أو (قُبلةٌ مسروقةٌ)
ستُذينُني حدّ انسكابي


أو ربما أهزوجةٌ
من قُبَّرٍ بين الروابي


أو عائدٌ من خيبةٍ
أهدى الغياب إلى الغيابِ


أو عابرٌ زادي البكا
و رفيق أوجاعي انتحابي


سجني الكبير بداخلي
(و الخوف ، نافذتي و بابي)



مجزوء لكامل
نفحات شاعرية ذات لغة شعرية تبحث في فلسفة ماهية الذات ، وأشكال تصوير حضورها المختلفة .
وكانت رؤية الشاعر لذاته ، تميل إلى اللامعنى واللاجدوى. فثمة الخلفية العبثية الممتزجة بدخان الخيبة وآثارها التشاؤمية السوداوية .
حضرت في النص صور شعرية ممتلئة ، مثل قوله

أو عائدٌ من خيبةٍ
أهدى الغياب إلى الغيابِ

وقوله
سجني الكبير بداخلي
(و الخوف ، نافذتي و بابي)

أما التكثيف في التعبير فقد كان في الغالب متراوحاً ، إلا أن مستوى المعنى كان عميقاً دائماً .
في البيت
أنا من فم الريح التي
هبَّتْ لتذروني شبابي

طننت أن الشاعر أراد بالفعل ( لتذروني) أن يقول : " لتذروَ لي " .

تحيتي والتقدير لإبداعكم شاعرنا الكريم






  رد مع اقتباس
/