۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - لماذا قطَعن أيديهن ؟ / مباركة بشير أحمد
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-03-2018, 12:54 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
مباركة بشير أحمد
عضو أكاديميّة الفينيق
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / أوراس
الجزائر

الصورة الرمزية مباركة بشير أحمد

افتراضي لماذا قطَعن أيديهن ؟ / مباركة بشير أحمد

لماذا قطعن أيديهن ؟
يوسف عليه السلام عاش في البادية مع إخوته موحدَين لله عزَوجلَ ،لأنهم أبناء نبي من سلالة أنبياء"إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ"
وعندما انتقل إلى المدينة أو"الحضر" ،عاش حياته كولد لعزيز مصر، على نفش الوتيرة بين أقوام يؤمنون بالله عزَوجل،ونستند في ذلك على مايلي : قول الشاهد أو عزيز مصر لامرأة العزيز" في قوله تعالى : ..."واستغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين"
وإقرار النسوة مجتمعات ،في قوله تعالى :"وقلن حَاشَ لِلَّهِ مَا هَٰذَا بَشَرًا إِنْ هَٰذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ"
عن امرأة العزيز،في قوله عزَوجلَ " وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي ۚ إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي ۚ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌرحيم"
وعلى هذا الأساس نستنبط أن البيئة التي حدثت فيها القصة ،قصة يوسف عليه السلام مابين بدو وحضر ،درج فيها الأقوام آنذاك،وهم يؤمنون بالله عزوجل وملائكته ،ومع ذلك لاتخلو النفوس من بعض أمراض كالحسد " حسد الإخوة" " والإقبال على الخيانة الزوجية" " امرأة العزيز"
وتندرج تلك الأمراض خاصة في مايُسمى "الكيد".
وبعد أن حدث ماحدث وراودت امرأة العزيز يوسف عليه السلام ،تحدثت نسوة المدينة عنها بسوء وعن يوسف عليه السلام ،ولماَ سمعت بما يُحكى عنها من النسوة ،
دعتهن إلى حيث اعتدت لهن أمكنة وثيرة للجلوس ووزعت عليهن سكاكينا .
لماذا ؟ لكي يُقطَعن أيديهن ،أي "يُجرَحن أيديهن"
وهل هنَ معتوهات ،أوفاقدات للوعي حتى يفعلن ذلك ؟
ليس كذاك ،وإنما تكفيرا عن اتهامهن يوسف ،صاحب المكانة العليا في قصر العزيز،والأخلاق الحسنة بماليس فيه ظنا منهن أنه مجرد عبد،- فالعبدُ لاتقيَده إتيكيت ولابريستيج"كما السادة الكرام- .
والدليل على ذلك،خروجه عليهن بأمر من زوليخة بعد حجبه عنهن ،وتقطيعهن لأيديهن فور رؤيته وإكباره وهو بهيئته الدالة على عظمته وأنفته ،وقولهن وبتتابع للأحداث : "وقلن حاش لله مَا هَٰذَا بَشَرًا إِنْ هَٰذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ".ومادامت امرأة العزيز تُقرَ بأنها ستجعله من "الصاغرين" إذا لم يستجب لأمرها ،فهذا يعني أنها كانت قد جعلته من "الكُبراء".والكبير له هيئة و"كريزما" تجعله محط احترام للآخرين ،وبالتالي ،فالحديث عنه بسوء ،يستلزم العقاب الصارم.
على العموم ،وسواء كان تشريعا إلهيا لطلب المغفرة، أو تشريعا أقرَت به النظم الإنسانية المالكة في ذياك الزمن ،فإن تقطيع أي تجريح الأيدي ،يُعتبر دلالة على "الإعتذار"
و"الإقرار بالبراءة" بعد إلقاء التهم على الأسياد جزافا.والدليل على ذلك إشارة يوسف عليه السلام إلى النسوة اللاتي قطَعن أيديهن لمَا دعاه الملك ،كإثبات على براءته وعليه ،دخوله السجن،لسنوات متتاليات ظلما وعدوانا.
والله أعلم
يقول الله عزَوجلَ :
" فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ ۖ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَٰذَا بَشَرًا إِنْ هَٰذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ (31) قَالَتْ فَذَٰلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ ۖ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ ۖ وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِّنَ الصَّاغِرِينَ "

صدق الله العظيم






  رد مع اقتباس
/