[محمد الدمشقي]

خذيني يا مراكب التيه و النسيان
خذيني نحو زوبعة بلا عينين
موج تتدحرج فيه السماء
أسماك جائعة .. ملح شره
ظلمات فوقها ظلمات
لا تضطرب يا قلبي
عبثا تحاول التشبث بالسراب
هلعك الطافح بالتجذيف لن يجدي
فلا مرسى و لا شطآن
مختنق أنت تنضح بالموت
و تسف التراب
نغماتك مفعمة بالدمع
إيقاعك فوضى
طبل مبحوح أنت
تقرع الجنائز و الرحيل
تتلاشى ... خيبة خيبة
غرق البحر
التهمته قوارب الخذلان
مم تخاف ؟

...
أرواحنا مقابر نسكنها
حولها نطوف
عيوننا مرايا منكسرة نائحة
نظراتنا رماد
سرقوا النار
أوقدوا جحيمهم
أضرموا حرائق الليل في بساتين النهار
سنابل الحب أحرقوا
و أطفؤوا جذوة الأمل
ردموا بحيرات الأمان
على أحلامنا سكبوا لهيب ضياع
كل شيء حولنا خداع
الكتب
البحر
السفن
الأصوات أصداء كذب
الوجوه ضحكات مزيفة
يضج بها الهواء
و نحن فقاعات مكتومة
حتى الموت يخدعنا
يرتدي عصافيرا ملونة
تأكل من رؤوسنا المتعفنة
و ترمق خيباتنا بازدراء
حتى الحياة تخدعنا بظلال خوف
التهمت كتب التاريخ حاضرنا
و مضت برفات مجدنا المثقوب
عربات الزمان


لن تسمع الجدران يا قلبي
لن يغيثك الحنين
الوفاء حليف للغرق
الرجاء حبل دخان
و اللحن يتلاشى ضجيجا
لا وقت للغناء
لا صوت .. لا هواء
وحده ظلك يطل عليك
يبتلعك
قطعك الوقت
بين العقارب و الافاعي
لم يبق غير لحمك طريا
و إن عافوك
اقتاتك صمتك
لن تسمع الجدران يا قلبي
لن تسمع الجدران