الموضوع: الأسد
عرض مشاركة واحدة
قديم 16-05-2019, 07:49 AM رقم المشاركة : 80
معلومات العضو
نوال البردويل
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع أدب الرسالة
فائزة بالمركز الثالث
مسابقة القصة القصيرة2018
عنقاء العام 2016
تحمل وسام الأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
فلسطين

الصورة الرمزية نوال البردويل

إحصائية العضو







آخر مواضيعي


نوال البردويل غير متواجد حالياً


افتراضي رد: الأسد

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طارق المأمون محمد مشاهدة المشاركة
شكل وجود الأسد الأعرج أو "مراد باي" لغزا محيرا و تحديا مثيرا للهواة و المحترفين من الصيادين , لا تجد له مكانا محددا فهو كثير الحركة و التجوال في غابات الجبال المحيطة بالسوق فمن وجده بجبال "صالح" لن ينكر على من رآه بجبال "أولاد مؤمن" و لن يغالط إن ادعى ثالث سماع صوته المميز في جبال "أم العظائم" , و كثيرا ما يروي صياد عن ظهوره المفاجئ له كالجني في "عين دالية " يعدو عليهم بسرعة فائقة تكاد تسابق السهم المنطلق منقضا على رامٍ أو ناقضا لشراك أو مثيرا لرعب بزئيره الذي تتجاوب معه الأسود و السباع فتزأر بعده مأوبة مثيرة الرعب في قلب كل من سولت له نفسه اقتحام مملكته , و كم من مرة يعد الصياد و فريقه الشراك الجعدلية المحكمة لصيده ثم يختبئون خلف شجرة أو صخرة فيفاجأ الجميع بتخطيه الشرك و ظهوره أمامهم مباشرة وجها لوجه بلا عازل أو ملجأ و سرعان ما يتجمع الأسود و السباع المختلفة إثر زأرة واحدة تدلهم على مكانه و صيده من الصيادين الضحايا فتصبح الغابة كلها أسودا... فلا يملكون غير انتظار رحمة الله التي عزمت صحبتها "لمراد باي" و قبيلته دون الصياد و زمرته , و لكنها أي رحمة الله تتدخل فتصرف عنهم الأسود زهدا فيهم و إعلانا للإنتصار عليهم فيُشيِّع المنتصرُ المهزومَ الى خارج الغابة مطرودا ذليلا تاركا سلاحه و شراكه خلفه بعد معركة بسيطة الهدف منها رمي سلاح العدو و طرده ليس إلا , يقتل فيها من يقاوم و يجرح فيها من لا يعلن استسلامه بسهولة... و لذلك أصبح من مسلمات صيد الأسود في تلك النواحي الاستسلام ورمي السلاح و رفع اليدين الفارغتين و التقهقر رويدا رويدا الى إن تُأمن غضبة "مراد باي الأعرج " إذا ما خانك الحظ و رماك قدرك في مثل هذا الموقف المهيب ..و لكن الويل لك إن كانت هذه المرة هي المرة الثانية التي ترى فيها في مثل هذا الموقف.
وكم من مرة أتى بخبره أهل العمق الأفريقي بالذات في الفترة التي انحسر وجود الأسود في الجبال الشمالية فيأتي بأخباره صيادوا "باماكو" و نهر " نيل السودان " كما يسميه العرب أو نهر"اجرون يجرون" كما يسميه "الطوارق " أو نهر "النيجر" كما سمي حديثا. فشبهوه بالبطل العظيم " ماندينقا سوندياتا كيتا" أو " ماري جاتا" الأعرج و التي تعني "أسد مالي" فقد كان مقعدا و لكنه أمسك بصولجان أبيه فقام و قامت معه بلاده فوحّد القبائل و انتصر على "سمانجورو" في معركة "كيريانا" الشهيرة و أنشأ "سلطنة مالي العظيمة" على طول "نهرالنيجر" حتى "المحيط الأطلسي" و التي امتدت لقرون طويلة مجيدة عزيزة – فأطلق عليه صيادوا قبائل "السوننكي" و قبائل "المادينغا" و مقاتلوها الأشاوس لقب " ماري جاتا " بعد أن فعل بهم مثل ما فعل بسابقيهم في الشمال البعيد و قد لاحظوا بفراستهم تفانيه في حماية كل الغابة و ليس قطيعه الذي يماشيه و يستأنس به فقط كفعل باقي الحيوانات و الوحوش التي لا تحمي إلا زمرتها وقطيعها...
فلما كثر عدد الأسود أصبح وجودها خطرا يتهدد الحيوانات و البشر في تلك المناطق أخذ السكان يشنون عليها حملات منتظمة و مستمرة تهدف الى قتلها أو طردها من المناطق المتاخمة يتزعمها الصياد الشهير "موجيانا" الذي جابت سمعته الآفاق حتى وصلت الى ذلك السوق البعيد فوصله منه من يدعوه الى مهرجاناته ليراه الناس و يحكي لهم عن مغامراته مع الأسود و بالذات الأسد ذي العرجة البائنة "مراد باي" أو " ماري جاتا " و كان ذلك بتمويل من أحد الأثرياء الأوربيين لأحد أشهر الحكواتية الذين بدأ سوقهم يضمحل بعد اضمحلال قصص الأسد الأعرج و تطاول الزمن على أخبار صياديه..
و كما في الشمال الأفريقي فإن استبسال " ماري جاتا" الأعرج في العمق الأفريقي في حماية القطعان من الأسود التي رحلت بسبب الهجمات المتعطشة للمجد و الشهرة تاركة وراءها بيئتها التي نشأت فيها و تكاثرت سلالاتها بها منذ القدم , ساعد استبساله في الحفاظ على كينونة الأسود الشمالية من التشتت و على سلالتها الجبلية من الإنقراض و على هويتها وسط حيوانات و سباع الداخل الأفريقي الشهيرة بحدة طباعها و شراستها التي مرستها عليها كثافة الأدغال و قوة الصراع بين الحيوانات المفترسة القوية على ضعاف الحيوانات المستضعفة التي غالبا ما تكون فريسة سائغة لأسد ظالم أو لنمر عابث أو لذئب مخادع أو لضبع عربيد ...
القرويون الذين يحاددون نهر "النيجر" شهدت حياتهم الكثير من التحولات الإقتصادية وفقا لسخاء المطر المعطاء وشحه الذي لا يكاد يتوقف الا قليلا لا اعتمادا على فيض أياد النهر العظيم و كرمه و لذلك كانوا كثيري الشكر لله , الذين وهبهم رزقهم من السماء لا يتعبهم فيه بشق أرض ولا بحفر ترعة , و كانوا يتقاسمون التصدق بعجل شهري يلقونه للأسود و السباع داخل الغابة امتنانا و عرفانا لله على توجيهه لها بعدم مهاجمتهم , ثم تقربا لها و تزلفا بسالف يد عندها تحميهم من غضبتها حين تجوع و رغبتها في الإفتراس .. و حين يتأخر المطر فإنهم يعمدون الى طفل معاق أو طفلة عاجزة بمرض أو إعاقة تحايلا على شرط "السحرة" الذين طالبوا بطفل صحيح الجسم غير معتل - يختارونه بالقرعة بواسطة ساحرهم الأكبر أو من ينوب عنه ثم يحملونه و يربطونه الى جزع شجرة كبيرة يوما كاملا فإن وجدوه صبيحة اليوم التالي حيا لم يصب بشيء فرحوا و انتظروا المطر الذي لا يتأخر عليهم بعدها كثيرا , و إن وجدوه قد افترسه حيوان مفترس لجّوا في التضرع و الاستغفار و وهب الأبقار للحيوانات المفترسة تصدقا لله كي يتعطف عليهم و يكرمهم بإنزال المطر,,, ولو شقوا الترع و حفروا القنوات لكان خيرا لهم.
تعودت الأسود التي نشأت في منطقة حوض النيجر الأوسط على هذه العادة و رعت عهودها بعناية فائقة فكانت لا تعتدي على إنسان طالما التزم عدم الإعتداء عليها ..لا يشذ عنها إلا الذئب ذو النفس الجشعة و الضبع ذو الطبيعة الغدارة ... فإذا أغضبت كرائم السباع باعتداء عليها فإنها تثور في غضبة كبيرة تهاجم إثرها القرى و حيواناتها و إنسانها لا ترعى عهدا و لا ذمة قديمة .. و كذلك إذا ما اعتدى أحد السباع على قرية أو حيوان مستأنس هو لأحد القرويين أو انسان بريء فإن أهل القرى القريبة كلهم يتضامنون في غضبة ضارية تخرج لها كل القرى رجالا و نساء شبابا و شيبا و أطفالا يحرقون مراتعها و يقتلون من وجدوه منها لا يسلم منهم إلا من أنقذته أقدامه ويستمر هذا الأمر الى أن يتدخل حكيم يصلح بين الطرفين فتعود الحياة الى سابق عهدها....و يكون الإصلاح بجمع ما قتل من السباع و الوحوش لا ليأكلوه و كانوا إذا ما اصطادوا شيئا من السباع في غير هذا اليوم أكلوه,, بل يرمونه إليهم في مناطق بعيدة تفصل بين الفريقين فريق السباع و فريق القرويين و يرجع القرويون الى قراهم بعد أن هدأت ثائرتهم و شفي غيظ قلوبهم و أطمأنوا أنهم لقنوا الأسود و السباع المفترسة الأخرى درسا قاسيا.. لا تلبث الحياة بعدها أن تعود الى سابق عهدها...لكن الأسود الغريبة جديدة على عادات أهل هذه المنطقة لم تتعود عليها فقد كانت حياتها كلها بين طارد و مطرود , لم تعهد السلم مع هذا الكائن ذي االساقين الذي يقف منتصبا كما الأشجار و لكنه لا كمثلها يتحرك... و لا لفترات قليلة يستجم فيها الطرفان كهدنة ينصلح فيها حالها يزيد نسلها و تقوى صحتها .. خاصة في الفترات الأخيرة ... أدى هذا الحال لريبتها منه و اتخاذها له عدوا مبينا..
و لذلك كثيرا ما كانت تتعدى على تلك المواثيق و العادات المتبعة بين أهل هذه المنطقة الجديدة عليهم و بين أهلها من السباع و الوحوش ... فإذا ما وجدت بقرة أو عجلا أو كبشا أو غير ذلك مما عظم أو صغر من ماشيتهم فإنها لا تتورع من الفتك به و أخذه لسد جوعة أو لتأمين غذاء ... وإذا ما التقت بذلك الكائن المنتصب ذي القدمين المتحرك فإن ردة فعلها الطبيعية هي الهجوم عليه لا تخاف عاقبة و لا تبالي بمصير...
فاتخذتها السباع الأخرى عدوا نافسها في المرعى و المسكن و النفوذ , و أثار حفيظة القرويين الحلفاء عليهم أجمعين القدامى و القادمين , إذ تتالت هجماتهم الضارية عليهم , فروعتهم فأصبح دخولهم الى مراتعهم في الغابة دخول توجس و مكوثهم فيها مكوث عجلة , عكس القادمين الجدد الذين اعتادوا على الكر و الفر في ماضيهم القريب فليس في حفيظة ثائرة من مهدد و لا في نار متقدة من خطر و لا في سلاح مشهرور من مخاف... ترد التهديد بهجمة أو فرار بعده هجمة و تجيد التعامل مع النار , فقد تعلمت أن النار تؤذي عدوها كما تؤذيها , و تعرف كيف تخاتل السلاح فلا يصيبها إلا حين غفلة .. ثم إنها تعتدي على من اعتدى عليها لا تترك ثأرا يبيت..هذا و قائدها الأعرج "ماري جاتا" يكبح جنوده حينا و يجمح بهم حينا آخر فاشتهر و ذاع صيته كما كان ذائعا في مراتع الشمال البعيدة...
حانوت "الباهي البنزرتي" الكبير الأنيق الذي يقع في الجهة الشرقية المطلة على مدخل الملوك و الأمراء , يقع منها في الواجهة المشرفة على الجبال الشرقية ..يأخذ كل المنظر المطل على السوق من نزل الأغنياء و الأمراء و أصحاب الفخامة , فلا يُرى من السوق إلا حانوته و بعض يسير من الحانوت الذي يجاوره و حركة المتجولين الذين يدخلون الى السوق من هذه الناحية و أسقف الحوانيت المطلة على الغرب و جدرها الخلفية , التي حرص أصحابها على تزيينها و طلائها بألوان قشيبة حتى لا يجرح المنظر الكلي حسن و بهاء اللوحة المطلة على نزل الأمراء و الأغنياء , فيأخذ المنظر كله لوحة زاهية ... اشتهر متجره هذا منذ عقود و رثه عن أبيه " لخضر" الذي جاء في وقت مبكر كصياد صغير يبيع ما مَن الله به عليه من صيد يومه من الثعالب و الغزلان و الأيائك الصغيرة و الطيور المختلفة بعد أن بدأ حياته و هو شاب صغير كصائد أسماك في مدينة "هيبو" أو "بنزرت" كما يسميها الأوربيون الذين يقصدون سواحلها الجميلة في السياحة و البحث عن البضائع الأفريقية .
تطورت حياة " لخضر"والد "الباهي" و ازدهرت بعد أن قطن "سوق أهراس" و بدأ كتاجر صغير يبيع صيده اليومي مفترشا الأرض ثم متخذا له طاولة تطورت الى عربة متحركة تعرف بسببها على "مختار" كبير تجارالسوق يقضي له حوائجه و يوصل له أماناته بعد أن اشتهر بهذ الخصلة الثمينة "الأمانة" , فلما أن امتلك قليل مال و بواسطة صديقه التاجر الكبير امتلك حانوتا صغيرا في أقصى زوايا السوق , و بجهده و اجتهاده أصبح دكانه القصي مقصودا بعينه , تجد فيه ما لا تجده في غيره من مطلوبات الصيد فقد تطورت مهنته من تاجر يبيع ما يصيده الى تاجر يبيع أدوات الصيد و يعلم الصيادين الجدد و الهواة مهارات الصيد و كيفية استخدام الآلات التي يشترونها منه مقابل جعل من المال متفق عليه ... و تخرج على يديه كثيرمن أمهر صيادي "سوق أهراس" .. فقد كان يأخذهم في طلوعه للصيد مدربا و مستفيدا مما يصيدونه بنسبة متفق عليها... و رويدا رويدا زاد ماله الذي لم يكن ينفق منه كثيرا فلا والد قريب ينفق عليه و لا زوجة و لا ولد .. فاشترى دكانا وسط السوق حيث المشترين الكبار يأخذ إليه ما يستغليه على حانوته الصغير القصي الذي جعل فيه صبيا يخلفه في البيع و الحراسة... زوّجه"مختار" كبير تجار السوق ابنته الكبيرة " حمّانة" ذات الشخصية القوية و المكانة الكبيرة في قلب أبيها الذي كان يكثر من مشورتها و الاستفادة من رأيها الثاقب وهي من أشارت إليه بتقريب هذا الشاب ال"الهيبوي"" البنزرتي" فقد آنست فيه ما لم تأنس في بقية تجار سوق "أهراس" كلهم.. فهو شاب صغير السن تكاد سيماء الذكاء تطفر من عينه وثبا , طموح يقضي الليالي ذوات العدد في إعداد بضائعه و ترتيبها , أمين اتخذه كثير من التجار مخبأ أموالهم و أسرارهم , محبوب وسطهم و قل أن تجد بينهم من يتمتع بهذه الصفة فقد كانوا يتحاسدون و يغير كل منهم من أخيه كما التجار في كل الدنيا يفعلون , زاده زواجه من "حمانة" مكانة و هيبة بين التجار و لكنه لم يعتمد على هذا الزواج إلا في تعجيل بزوغ اسمه فقد كان عصاميا يخرج الى صيده بنفسه و يدير تجارته وحده و يضع خططه و ينفذها بإرادته و كسب يده,
و قد حاولت "حمّانة" تمويله في كثير مما يعزم على فعله و لكنه كان يرفض و يقول لها مات أبي و لم يأخذ من أمي درهما واحدا و لن أدنس نهج أبي بفعلتي هذه ويقول لها دائما : ما لا نستطيع فعله اليوم نفعله غدا بإذن الله إن قصدناه , فلما أن وهبهما الله "الباهي" أخذت بعض مال و وضعته في يده قائلة هذه هدية "للباهي " خذها و نميها له تنفعه بها , فأخذها و اشترى بها قطعة كبيرة شمال السوق وخارجه سجلها باسم "الباهي" مطلة على الجبال الشرقية و جعلها كلها متجرا رغم امتعاض التجار و اعتراض كبيرهم أبي "حمّانة" الذي بدأ الخوف يدب في قلبه من منازعة هذا الشاب له في شياخته على السوق .. لكن ابنته العاقلة هدأت من روعه قائلة له بأنه لا أحد من أبنائه الآخرين له رغبة في تجارة و لا علم لهم بها لأن تجارة هذا السوق تجارة خطرة تتعامل مع الحيوانات و تتطلب جهدا شاقا لم يعودهم عليه أبوهم , و نصحته بأن يتخذ صهره ولدا فهو ليس بالغريب فهو زوج ابنته الحبيبة و قالت له فإذا ما أصابك ضعف الكبر تنازل له تدريجيا عن مكانتك التي أظنه سيملأها و سينميها و ينفع بها السوق.
أشار "لخضر" على نسيبه "مختار" كبير التجار و شيخ السوق أن يغير تخطيط السوق توسعة شرقا و غربا ثم يتطاول جنوبا و شمالا , و تنبأ له بأن هذا السوق بقليل توسعة و جميل عرض و إدخال بعض البضائع و النشاط فإنه سيكون سوقا تأتي له الدنيا كلها , و اقترح عليه أن يدعو السلطان العثماني لافتتاحه كما و يدعو سلاطين و ملوك بلدان قريبة من العمق الأفريقي و يدعوا تجار و أغنياء لهذا اليوم العظيم من الدنيا المحيطة ... فوافق على التوسعه و لم يوافق على دعوة السلطان و بقية الملوك و رآه تعديا للحدود و طموحا فوق الطموح , وجمع كبار التجار الذين لهم السطوة في السوق فأخبرهم برأي صهره فأعجبوا بفكرته , و بدأت توسعة السوق التي لم تستغرق سوى شهور قليلة فالمال يختصر كثير الشرح و يفتح مغلق الأفهام...
أهدى "مختار" حفيده "الباهي" الصغير ابن العشرة أعوام جروين من الأسود ذكرأ و أنثى جميلين وجدهما تحت لبوة صادها و هي نائمة متعبة بعد أن وضعتهما و جروين آخرين ماتا كما ماتت أمهما ... ففرح بهما "الباهي" فرحا شديدا , رغم أن أمه لم ترض ذلك فقد خافت عليه منهما , إلا أنه قال لها : من أراد أن يمتهن مهنتنا لابد له أن يتربى بين السباع و الوحوش حتى يتعلم الجرأة عليهم و يعرف مخاطبتهم و لغتهم و يأمن خطرهم و شرهم ....
ترعرع الأسدان تحت رعاية "الباهي" و والده الذي كان يشرف على هذه العلاقة الخطيرة بين الأسدين و ابنه ... أما "الباهي" فقد كان يحبهما حبا كبيرا و كانا يبادلانه نفس الحب يلعب معهما و ينام بينهما و لا يكاد يفارقهما.. يذهبان معه الى السوق والى حلقة الدرس و الى المسجد حتى عرفهما السوق و عرفا أهل السوق ..
كثير من المعلومات الهامة عن البيئة وطبيعة البلاد بكل ما تضم من أحياء
عن الناس وعن عاداتهم وبطولاتهم ومغامراتهم وعزمهم
جميل أن نتعرف على كل ما ذكرت من خلال قصك
أتابع...






  رد مع اقتباس
/