عرض مشاركة واحدة
قديم 21-11-2020, 04:42 PM رقم المشاركة : 106
معلومات العضو
منوبية الغضباني
عضو أكاديميّة الفينيق
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
تونس

الصورة الرمزية منوبية الغضباني

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


منوبية الغضباني غير متواجد حالياً


افتراضي رد: رسائل من حبر الماء إلى منوبية الغضباني

أنا على الخطّ مباشرة أقرأ وأعيد قراءة ما كتبت لي ....
حكايا ومظاهر من حولنا يا زهراءبها كثير من الهموم والضغوطات ...."إكراهات" عند البعض و"فنون لهو ومجون" عند الآخرين مفارقات عزيزتي وتباين لافتان...
فرّت بنا أزمنتنا إلى مسخ وقرف وصفاقة ما بعدها ..بكلّ الدّروب نصب لنا الواقع طرقا نسلكها غالبا مكرهين ..
وهذه الأمّ وذاك الأب الذي نناديهما الورع والمرجع والمثل.....تمردّ عليهما الزّمن ..
"وامهاتهن على رصيف الانتظار : انتظار أجر هز البطن وردف في بداية التكوين "
أرأيت صديقتي بشاعة أكثر من هذا الموقف ...فعسر لقمة العيش في أوطاننا العربيةوفساد الحكّام واستكراشهم وانشغالهم عن واقع شعوبهم جعل بعض الأسر التقليدية تقبل على ما يتنافى مع قناعاتها ليس حبّا في ممارسته وإنّما بحثا عن العيش ...
أتون وجع وذلّ وملح التّسليم والتّفريط في القيّم ..
فكيف يا زهراء يمكنهم الرّجوع لقيّمهم وملامح الأرض تضيع من تحت أقدامهم ...الفقر كافر يا صديقتي لمّا يتلجلج في الوجدان ينفجر الواحد فلا يدرك الممنوعات ولا المحظورات ...
في وقفة احتجاجية لأهل الفنّ عندنا وعدم استطاعتهم تسديد نفقات عائلاتهم كان الشّعار المرفوع
"سيّبْ اللّيل"...ومع احترامي للفنّ كإبداع فقد وجدت الشعار مقرفا يا زهراء..
فهل مع "سيّب اللّيل تْسَيَّبُ المفاهيم والظوابط والرّوابط ؟
اللّيل لذي لا تطاله العيون ..هو عالمهم ....
تتلاقفهم و"هنّ"عتمته وتطلق في دمائهمو"هنّ" فراشات أمل فيسترزقون ....
بالرّقص ...بالفنّ.....يمنحون كيانهم "الطّيني"شهوة الجسد ....والإيثارة
ولكن وكما قلت تماما
"زهرات مقبلات على الحياة يمتهن الرقصة في جو غائم الانفلات الأخلاقي
لا يبغين شيئا لا يمارسن دعارة لكنهن يرقصن طوال الليل لاجل "" شكارة "" حليب وكسر يابسة "
فأي عمق لمعاناة أهلهم الذي يفترشون الرّصيف في انتظارهم ...أيّة مشاهد يا فاطم صرنا نراها ونقرأ عنها في اخراجات مبتكرة ....تتهاوى تحتها وضمنها وقع حياة وخصاصة وفقر وتهميش..
فهل بقي في هذه الأوطان نقطة ضوء نقيم فيها ...
هل هذه المشاهد هي لحين أم هي أقدار شعوبنا التي لن تلتئم الاّ على وجع .وذلّ ..
فضاعات دمارات بشاعات والجراح صارت متعفّنة أكثر وأثخنت أرواحنا بمزيد الألم والأسى
نسأل اللّه أن يفرج كربتنا وكربة المعذبين على الأرض ....وأنت وأنا من المعذبين الذين يرشون الملح على الجرح بحرفهم ...
فقضيتنا قضية الأوطان ...
نردّد في كتاباتناورسائلنا أوجاعها الصّارخة ...ولكن...ولكن...
إذا الشّعب يوما أراد الحياة
فلابدّ أن يستجيب القدر
ولابدّ للظلم أن ينجلي
ولابدّ للقيد أن ينكسر.
____________________________________________________________
قرأت رسالتك اليوم وكم أفرطت في الوجع يا زهراء....






لِنَذْهَبَ كما نَحْنُ:

سيِّدةً حُرَّةً

وصديقاً وفيّاً’

لنذهبْ معاً في طريقَيْنِ مُخْتَلِفَيْن

لنذهَبْ كما نحنُ مُتَّحِدَيْن

ومُنْفَصِلَيْن’

ولا شيءَ يُوجِعُنا
درويش
  رد مع اقتباس
/