۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - مغرورة/ ثناء حاج صالح
عرض مشاركة واحدة
قديم 26-12-2018, 08:49 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ثناء حاج صالح
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمةالأكاديميّة للابداع والعطاء
سوريا
Post حرائق موقدي (مغرورة)/ ثناء حاج صالح


حرائق موقدي

1
صُحُفُ الدفاتر في حَرائقِ مَوْقِدي = قَلَّبتُها بأصابِعي حَرَقتْ يَدِيْ
هذي التي في دَفْتريْ ألقَيتُها = هَدَّدْتُها بالنارِ إن لم تَهتَدي
وَعَظَ اللَّهيبُ عُيونَها فَغَفَتْ بِهِ = والثَّلْجُ حِين أحاطَها لم تَبرُدِ
حالتْ عُيوني جَمْرَتَينِ من اللَّظى = لكنَّني مَغرورةٌ يا سَيـِّدي !

2
خاطَبْتَني: في العِشْقِ لا تَتَوَقَّفي !
من ذا يُغِيِّر من شُعُوري مَوْقِفي؟

في مَوْقِدي صَهَلَتْ خُيُولٌ واختَفَت
وذرا الرَّمادُ العُنفُوانَ المُختَفي

والموجُ هاجَ من الشَّواطِئِ وارتمى
حتى خَشِيتُ على اللَّظى أن يَنطَفي

أعْدو إلى حَقْلِ اليَباسِ وغَيمَتي
ممَلوءَةٌ من هاطِلٍ لم يَنشَـفِ

إلَّا إلى العِشْقِ الذي لم يَدْعُني
إلَّا لِمـائِدَةِ الفقيـرِ المُتـْرَف

يَبتاعُ من زيتِ الرَّحيقِ إدامَه
وأنا أَعِفُّ عن الشَّذا المُتَكَثِّف

ما كنتُ أرْضى شَربَةً من كأسِه
لو كنتُ أحْيا باجتِراعِ القَرْقَف*

مادام قَبْـلي كُلُّ قَلْبٍ ظامِئٍ
يَرجو القُطارَةَ من دَواءِ المُسْعِفِ

إن كان صَبَّ إليَّ كأساً عِفْتُه
أو كان يَحلِفُ لاضطِراري أَحلِفِ

أنا لا أقاسِمُ ظامئاً في جَرْعَةٍ
حتى ولو نالَ المُقاسَمَ ما يفي

أنا لا أُنازعُ خَيمةً أوتادَها
لا يَحْذَرَنَّي مَنْزِلٌ ذو أَسْقُفِ

حاشاي أتْبَعُ للعقارِبِ خُطَّةً
أَحْذو حِذاها كيفَ تَلْدَغُ أقْتَفي

أنا لا أنافِسُ مُمْسِكاً بحِبـالهِ
لِصُعودِ قِمَّة مَنْصِبِ الخلِّ الوفي

لو أَستَبيحُ من النِّساءِ عَذابَها
لَسَعِدْتُ يَوماً بانصِياعِ تَزَلُّفِ

ومَدَدْتُ طَرْفي للوَداعَة خِلْسَةً
أَسْتَلُّ من غَفْلاتِ قَلْبِ الأضْعَفِ

أنا إن بَكيتُ على النِّساءِ فإنَّني
آسى على البِنْتِ التي لم تُنصَفِ

في النَّهْر يجري السَّلْسَبِيلُ لِكَفِّها
وتَذوقُ من بَعضِ المياهِ وتَكتَفي

من حيثُ أنِّي صَخْرَةٌ فأنا كذا
ويَظَلُّ من أقسى عِنادي ما خَفِي

تلك المبادئُ ليس يَقبَلُ نَقضَها
مَن ليس لِلعَهْد الكريمِ بِمُخلِفِ

مَرْحَى لِصَبرٍ ضاقَ عن فَخْري الذي
أضْحى يُعدِّدُ كاذِباً ما ليس في

مَغْرورةٌ بِدَمي الذي هوَ جارفٌ
فَاجنَحْ إليه مع القَصائدِ يَجرِفِ

وتكيَّفتْ أوْجاعُ روحي بَينَما
من ضَلَّ عنه السِّرُّ لم يَتَكَيَّفِ

عَدوى الغُرورِ عُدِيتُها من سُوْسَةٍ
نَخرَتْ عِظامي يومَ خِرْتُ تَصَرُّفي

لا يَجرِفُ النَّهَرُ المُهَرْوِلُ عُنوَةً
مَنْ ليس في تَيَّـارِه بمُجَدِّفِ

لي صُحْبَةٌ كانوا حياتي عندما
عاهَدتُهم بِفِراقِهم أن أَحْتَفي

مَلَّوا جَميعاً من صُخُورِ تَحْجُّري
وأعيشُ وَحْدي في قُصور تَعَجْرُفي

لا تَسْتَضِفـْني في النَّهارِ حَقِيقَة ً
بَل مَحْضَ وَهْمٍ في الظَّلامِ مُزَيَّفِ

رَأسي على كَتِفِ الوِسادِ كأنَّني
حُلُمٌ تَسَرْبَلَ في بَياضِ (الشَّرْشَفِ)

أبكي رُؤوساً شَهْرَيارُ أطاحَها
وأنا أُقاوِمُ بالكلامِ تَخَوُّفي

لا فَجْرَ بَعْدي إن أطَلْتُ حِكايَتي
والَّليلُ يُسرِفُ في حُضوريْ المُسْرِفِ


الكامل


القَرْقَفُ: الخمْرُ
القَرْقَفُ : الماءُ الباردُ الصافي






  رد مع اقتباس
/