۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - ذاتَ قلَمْ
الموضوع: ذاتَ قلَمْ
عرض مشاركة واحدة
قديم 14-04-2019, 11:38 PM رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
ثناء حاج صالح
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمةالأكاديميّة للابداع والعطاء
سوريا
افتراضي رد: ذاتَ قلَمْ

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طارق المأمون محمد مشاهدة المشاركة
أتيتُ الى مَكتبي في اشتياقٍ لِأكتبَ بَعضَ رُؤَىَ الأُمنِياتْ

أُحَدّثُ نَفْسِي بِأنّي سَأغْـنِي غَـريراً يُنَقّبُ في المَكْتباتْ

تَخَيلْتُهُ كَيفَ عَـانَى لِيلْقَـى تَجَارِبَ أنْـدَادِهِ في الصّفاتْ

يُسائلُ عَنْ حَادثـاتِ الزمانِ صَحَـائفَ تُحـفظُ للحادثاتْ

يُنقّبُ عَنْ كُل مَعـنىً طَريفٍ وَ يَسْـبِرُ أسرارَهُ الطارِفاتْ

لَـعَـلّ لَـهُ مِنْ لَدُنّي حَياةٌ تُـرَدُّ إلَـيَّ إذا قيـلَ مَاتْ

أُحَـدّثُ نَـفسِي بِأنّي سَأبْني صُـرُوحاً مِن الكَلِمِ النَّيّرَاتْ

تُـضيءُ إذا مـا ادْلَهَمّ ظَلامٌ يُـشـيرُ إليـها هُداةٌ ثِقاتْ

تُـلَمْلِـمُ جُـرحَ فُؤادٍ شَتيتٍ وَ تَـرْأبُـهُ مِنْ حَياةِ الشّتاتْ

تَُفيضُ مِنَ الفِكرِ عَالِي الـمَقامِ كما فاضتِ البِيدُ باليَعْمُلات

هَرَعْتُ إلى قَلمي في انشراحٍ أجَـمِّـعُ أفْـكارَهُ الشّارِداتْ

شَـرَعتُ حَـديثِيَ بِاسمِ الإلهِ أُحـرِّكُ أمْـواجَـهُ الرّاكِداتْ

تَداعَـتْ إلي بَـنَـاتٌ لِفِكري تَحْـلّقنَ حَوْلي كَطَبْعِ البناتْ

تَزيَّـنّ مِـنْ كُل حُـسْنٍ بِزَيٍ يُـثِيرُ المَشاعِرَ كالعَارِضاتْ

وَطَبعُ بَناتِ النُّهَى قَولُ هَاكَ و طَبْعُ بَناتِ الهَوَى قَولُ هَاتْ

وَ مِـنْ لَمْ يُـشَبًّعْ بَنـاتِ نُهاهُ على الصغر جاعَ نُهاً كاعبات

فَـلَـمّا عَـجَمتُ كِنـانَةَ فِكري تَطَـايَرَ سِرْبٌ مِنَ الذكْرَياتْ

كَأنّـي بِـهِ قَـدْ تَـأبّطَ شَـرّاً وَ شَـُّر شُـرُورِكَ مَا قِيلَ آتْ

تَـعَـوّذتُ مِـنْـهُ بِتعْوِيذتَيْنِ وَ لاتَ مَـعـاذٍ وَ لاتَ وَ لاتْ

سَمِعتُ بُكاءً مِنَ الأمْسِ يُشْجي و قَـلباً يُتَمْتمُ في حَشْرجاتْ

و خَفقاً يُحاكي طُبولَ الحَماسِ عَلَى صَفحَتيْها حُروبٌ تُقاتْ

وَ دَاعٍ الى الثـأرِ صَـاحَ هَلُمّ وَ فـي رَاحَـتيْهِ بَقايا رُفاتْ

وَ دَاعٍ إلى الصّفحِ جَاء بِغصنٍ يَـقُولُ اسقِهِ حِلْمُنا كالنباتْ

فَأطْرقتُ حِيناً أعـاتـبُ قَلبي أيَـا قَلبُ حَسبُكَ مَا كانَ فَاتْ

فمَا أنـتَ بِـدْعً مِن العَاشقينَ و أهلُ الهَوَى فِي البُكَاءِ لِدَاتْ

ألمْ تَـرَ أنـي زَجَـرْتُكَ حِيناً و حِـينـاً تَبِعْتُكَ دُونَ التِفاتْ

عَـصَيْـتُ لِأجْلِ هَواكِ هُداي فَـقُـدْتَ خُطايَ إلى التَهلُكاتْ

نَـظَـرْتُ إلـيه فَقامَ يُداري دُمـُوعاً هَوَتْ رُغمَهُ سَاقِطاتْ

تَرَكتُ فُؤادِي يَحُثّ دُمُوعِـي و مَا كَان دَمْعِي عَصِيَّ الهِباتْ

فَصِرتُ أُقلّبُ بَينَ ضُـلُوعِي لَعَلِّي أرَى مِنْ دُمُوعِي مَـتاتْ

إلى أنْ رَنَتْ "شَهدُ" في ضحكاتٍ مَـعَ أخْـتِـها عَذبَةٍ كالفُراتْ

وَ"شـهـد" حَبيبةُ قَلبِ أبيـها و"شَهدُ" هِيَ الرُوحُ دُونَ افْتِئاتْ

و"شهدُ" عَلَى وَجْـنَتَيْها بَرِيقٌ يَـدِينُ لَهُ الحُسْنُ تامّ السِّماتْ

و"شهدُ"عَزيزَةُ بَيْـتِ هَواهَـا يَموتُ عَوَاشِقُها بِالـمِـئـاتْ

أَرَى لِصِبَاها نَضارَ الرَبِـيـعِ وَ أَرْقُـبُ أَيـامَـهَا المُقْـبِلاتْ

طَـفِـقْتُ أَعُـدُ لِيـومً أَرَاهَا تَـعِيشُ بِهِ فِي ( نَبَاتْ وَتَباتْ)

تَحَـيّرَ مِنْ حَـالَتَيّ يَرَاعـِي حُبُـورٌ وَ حُزْنٌ بِلا تَقْـدُمـَاتْ

فَلَوْلَا مَـلَكْتُ عَلِيهِ السَبـيلَ لَـخَـطَّ: إلَهِي عَلـيكَ الثَباتْ

هَزَزْتُ يَرَاعي وَ ذَلكَ دَأبِــي إذا مَا خَـشِيتُ عليهِ انْفِلاتْ

أَقولُ فَيكْتُبُ مَا قُلتُ طَـوعاً وَ يَـعْصَي عَـلَيّ لُزُومَ (السَكَاتْ)

وَ أعْلمُ كَمْ سَاقَ قَـبْلِي يَرَاعٌ رُؤوسَ عِـظامٍ إلى الشَانِـقاتْ

تَبَسّمَ مِمّا ذَكَـرتُ يَـراعِي و كَمْ غَاظَني مِنْهُ مَا قَـدْ أباتْ

أيسخـرُ مِنّـي و مِنّي رُؤاهُ وَ أقـوالَهُ الـسُـودُ و النّـيِّراتْ

فَلمَا تملكَ غَيْـظِي فُـؤادِي قَذفْتُ يَرَاعِيَ فِي الـمُهـمَـلاتْ

2011-05-24

المتقارب


الله!
قصيدة ماتعة يسرد الشاعر المبدع الأستاذ طارق المأمون محمد في بدايتها تجربته في ارتياد المكتبات والبحث بين صفحات الكتب عما سطرته أقلام مؤلفيها من تجارب الحياة وخلاصات الفكر . وقد كان هذا الجزء هو الأكثر حظا من السرد والأقل حظاً من العواطف الصافية الرائقة ،التي ما لبثت أن ارتفعت وتيرتها وانسابت مع الشعر الأكثر روعة في القصيدة بتلقائية وتناغم رائعين ، عندما انتقل الشاعر إلى موضوع آخر وهو تجربته في الكتابة الإبداعية فامتلك ناصية التصوير الشاعري لبنات الفكر وتابع رسم هذه الصورة الجميلة الخلابة على مدى أربعة أبيات تكثفت فيها المعاني وانبسطت أسارير التصوير وأبدع الشاعر وابتكر وأجاد أيما إجادة !

تَداعَـتْ إلي بَـنَـاتٌ لِفِكري تَحْـلّقنَ حَوْلي كَطَبْعِ البناتْ

تَزيَّـنّ مِـنْ كُل حُـسْنٍ بِزَيٍ يُـثِيرُ المَشاعِرَ كالعَارِضاتْ

وَطَبعُ بَناتِ النُّهَى قَولُ هَاكَ و طَبْعُ بَناتِ الهَوَى قَولُ هَاتْ

وَ مِـنْ لَمْ يُـشَبًّعْ بَنـاتِ نُهاهُ على الصغر جاعَ نُهاً كاعبات


وأيضاً كان للشعر الجميل الذي أحسسنا به وقد فجَّر ينابيع عواطف الأبوة ذروة أخرى عندما تحدث الشاعر عن ابنته شهد وأختها الفرات

إلى أنْ رَنَتْ "شَهدُ" في ضحكاتٍ مَـعَ أخْـتِـها عَذبَةٍ كالفُراتْ

وَ"شـهـد" حَبيبةُ قَلبِ أبيـها و"شَهدُ" هِيَ الرُوحُ دُونَ افْتِئاتْ

و"شهدُ" عَلَى وَجْـنَتَيْها بَرِيقٌ يَـدِينُ لَهُ الحُسْنُ تامّ السِّماتْ

و"شهدُ"عَزيزَةُ بَيْـتِ هَواهَـا يَموتُ عَوَاشِقُها بِالـمِـئـاتْ

أَرَى لِصِبَاها نَضارَ الرَبِـيـعِ وَ أَرْقُـبُ أَيـامَـهَا المُقْـبِلاتْ

طَـفِـقْتُ أَعُـدُ لِيـومً أَرَاهَا تَـعِيشُ بِهِ فِي ( نَبَاتْ وَتَباتْ)




أما جمال الخاتمة التي ختم بها الشاعر قصيدته ذات النفس الطويل فقد كان ملفتاً حقاً بسبب المفاجأة التي أدهشنا فيها الشاعر وهو يلقي قلمه في المهملات

أَ
تَحَـيّرَ مِنْ حَـالَتَيّ يَرَاعـِي حُبُـورٌ وَ حُزْنٌ بِلا تَقْـدُمـَاتْ

فَلَوْلَا مَـلَكْتُ عَلِيهِ السَبـيلَ لَـخَـطَّ: إلَهِي عَلـيكَ الثَباتْ

هَزَزْتُ يَرَاعي وَ ذَلكَ دَأبِــي إذا مَا خَـشِيتُ عليهِ انْفِلاتْ
قولُ فَيكْتُبُ مَا قُلتُ طَـوعاً وَ يَـعْصَي عَـلَيّ لُزُومَ (السَكَاتْ)

وَ أعْلمُ كَمْ سَاقَ قَـبْلِي يَرَاعٌ رُؤوسَ عِـظامٍ إلى الشَانِـقاتْ

تَبَسّمَ مِمّا ذَكَـرتُ يَـراعِي و كَمْ غَاظَني مِنْهُ مَا قَـدْ أباتْ

أيسخـرُ مِنّـي و مِنّي رُؤاهُ وَ أقـوالَهُ الـسُـودُ و النّـيِّراتْ

فَلمَا تملكَ غَيْـظِي فُـؤادِي قَذفْتُ يَرَاعِيَ فِي الـمُهـمَـلاتْ


ونحن لا يهون علينا أن يلقى قلم مبدع ذو مداد سخي العطاء جميل الأداء وافر المعاني إلى المهملات . وهو يستحق التكريم والإعجاب .
بورك في إبداعكم أستاذنا الشاعر الرائع طارق المأمون محمد
ولكم التحية والتقدير






  رد مع اقتباس
/