۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - فِجاج الذّاكرة
الموضوع: فِجاج الذّاكرة
عرض مشاركة واحدة
قديم 28-12-2018, 05:06 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
جهاد بدران
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
تحمل صولجان القصة القصيرة أيار 2018
فائزة بالمركز الثاني
مسابقة الخاطرة 2020
فلسطين

الصورة الرمزية جهاد بدران

افتراضي فِجاج الذّاكرة

فِجاج الذّاكرة...

أدقّ على خلوة الذّاكرة بقبضتي
يرتجُّ في ثُغورها صدى ذكرى..
تخومٌ وازدحام قلق .. من مداها البعيد..
صفحاتُ من سجف الظّلام .. رتعت في حقول السّراب..
أجنحتها قيودٌ تكدّست..
طوافها في فضاء الكلام صامت..
رغيفها من جوع .. ثقباً تقعّر
عالقة على جدار صليل
تعاني الظّلم في الالتقاط
تصرخ من زخم الصّور .. كفاك عبثاً وتنقيباً ..
ما زلت أنتظر ثوب العيد وبذرة النّور من حنين..
وقطرة النّدى في جدارك تغفو على بساط الآلام
تنتظر الرّحيق...
سأوصد في فجاجك ضابطاً لعبور رمال النّسيان..
خوفاً من ارتجاج ..
من خطّ الاستواء وصلاحيته
على مشارف الانتهاء..
والقوانين وأنظمة الرّماد ولوحة على رتاج الماضي
ممنوع الاقتراب والتصوير والنّقش على الدّيباج..
مدينة هي:
من الطّين في الاستقبال
من الزجاج في الاسترجاع
يسكنها ال ّلهيب والجراح والخيال..
تحت التعتيم وغيمة الغبار..
في فجّها الغريق بدم الأحلام وبحر الأحزان..
وترهّل أزقّتها المتضادّة في الذاكرة البعيدة المدى..
والحروف تسقط سهواً في فخّ الكلمات المتبعثرة..
انطفأ توهّجها بمفارقة الوريد وخلل النظام..
ففضّلت السّكوت لعقم الحياة أمام العتق من
أشجار الأوهام وتكاسل الرّوح..
أخرجت الشّريط المسجون من صور أشلاءٍ شتّى
قد تناثرت في فجها الملتوي..
نقشته على ورق البردى..
بريشة من حبر الدّم الوردي..
كي لا يمحوه التاريخ المذبوح على لوحة الشهداء..
ولكن من قلب نيرانيها المرهقة ..
سأعقد وضوئي
أمسح غبار العلق ..
أرويه بدموع الخطى بالأمل الأبيض..
أقودها ونبرة الصور الدامية تعاتب عيني..
لالتقاطها من خاصرة الألم..
ومن الوقت الذي لم يأذن لها بالرّقود
لكن سأزفها لانتفاضة جديدة ..
تعيدها الاتزان المطلوب..
كي لا تُطفىء جمال اللوحات المضيئة فيها..
التي أسرجتها قناديل الهدنة..
أهزّها ولحن زفراتي ممحاة لومضة اليأس..
رغم أنّ عنواني فوق إطار المرآة يترنّح في غصة..
لن أدَع حشو الجراح في قرارك يستكين..
سأسجل حلقات على ضفافك
من رحم النور..
وأهجر كل ذكرى
على
مدار الزّمان
بور.....
.
.

جهاد بدران
فلسطينية






  رد مع اقتباس
/