[فخري فزع]

وكأنَّ مِنْ روحي نَسجتِ قصيدةً
من غربتي ...


في موطني أحيا
أطاردُ ألف عصفورٍ
ويعزفُ لحنَ قافيتي
غُراب !


وكأن مرآتي
تجاملُ خِلْقَتي !

فالجرحُ في صُدغي
تراءى وردةً
والخدُ يحملُ من
تجاعيدِ الزمانِ
عُصّيَهُ
وتقولُ لي
يا سيدَ الشعراءِ
ما هذا الطياب !



أشقيتُ أمي ! .


أشقيتُ أمي
عينَها إنطفأت
كأنّ الله أوجدني
لترضِعني مُعانِقَةً
فأطْعِمُها القطيعةَ
والعذاب !

ما أنْ تراني الشمسُ
لا أرتاحُ
إلا حين أطرقُ
حِجْرَها
وأفيءُ
تسْرَحُ كفُها
في غرّتي
وتقولُ
يا لك من شقيٍّ
لا تَكِلُّ
ولا تهاب

الزرعُ زرعُكَ
يا فتايّ
ومن فؤادِك نَبْتُهُ
وغداً سَيحْصُدُكَ
السراب!

زمنٌ مُعرى
زندَهُ
كالزيف يسقطُ
في البيادرِ
تُنبتُ الارضُ
اليبابْ

وأنا
مُقِل الوطأ
يا لغتي
إستريحي
خففي إشعاعةَ الإكليلِ
فوق بُويضةِ
الكلماتِ
حتى ندفن
الموتى
وينكسرُ
العذاب

وأنا المعرى في
زماني
شاعرٌ شكاك
يجلده
المديحُ
فلا
أراني
أستريحُ
على هضاب الحرف
في لغة الضباب

وكأن من جرحي
أعدُ وليمتي في
موسم القحط المقفى
فاملأي امعاءهم
بالخيل
يا لغتي إذاً

وليملأ البخلاءُ
جُرحَكِ
بالحراب

( الكامل )