۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - لعنة الفراعنة ام قانون التطور هو من جعل هذه الامة بالحضيض؟؟؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-11-2012, 07:23 AM رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
زحل بن شمسين
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الاكاديمية للابداع والعطاء
العراق
افتراضي رد: لعنة الفراعنة ام قانون التطور هو من جعل هذه الامة بالحضيض؟؟؟



اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود 7
شبكة البصرة

صلاح المختار
تذكر دوما ان الاسماك الميته وحدها تسبح مع التيار
مالكولم مكريدج



تزامن احداث خطيرة
8– توقيت تفجير الاحداث : ان اشعال نيران احداث درامية ودموية في الاقطار العربية وتركيز الاعلام عليها وصنع ابطال جدد تلفازيا تحت تسمية تشكل بحد ذاتها استفزازا لكل عربي كان ومازال ضحية لامريكا وجرائمها وهي (ثورة شباب الفيس بوك)!!! ينطوي على هدف محوري غير منظور للبعض وهو زيادة التعتيم على الحدث الاعظم في المنطقة منذ ثمانية اعوام وهو تطور الوضع في العراق المحتل خصوصا دور المقاومة العراقية المسلحة للغزو الامريكي، فقد كانت المقاومة العراقية حتى تفجر انتفاضة الشعب التونسي هي القوة المركزية التي تستقطب احترام ودعم الشعب العربي لانها تولت مواجهة امريكا العدو الاشد خطرا للامة العربية، كما نرى ذلك في العراق وفلسطين، وكانت امل العرب الاول والرئيس الموجود والمحسوس والمتمتع بقوة عظيمة من بركاتها ونتائجها تمريغ انف امريكا في وحل الفشل والهزيمة، رغم ان الاعلام العربي المرتبط بامريكا والكيان الصهيوني كقناة الجزيرة كان يمارس اقذر خطة تعتيم وتشويه للمقاومة العراقية ودورها وطبيعتها.


لقد شهد الوطن العربي ربيع العرب الاكبر الحقيقي والعملي، وليس المصنوع في هولي وود والذي بشرت به هيلاري، وشم الشعب العربي نسيم النصر والقوة والعبقرية العربية من (بساتين) الفلوجة والبصرة والموصل وديالى وبغداد وبابل الثائرة...

الخ منذ نجحت المقاومة العراقية في تحوبل غزو العراق الى (اكبر كارثة ستراتيجية) تواجهها امريكا في تاريخها كما قال قائد القوات الامريكية في العراق في عام 2006 لانها ليست فقط هزيمة عسكرية مرغت انف امريكا في وحول العجز عن قهر المقاومة المسلحة بل هي ايضا، وهذا هو الاهم، عملية استنزاف مادي ونفسي لامريكا اوصلها لحافة الانهيار الكامل بتفجر الازمة المالية، لذلك فان العربي في كل مكان شعر بالفخر والاعتزاز بالنفس لان المقاومة العراقية قد استأنفت الطريق الذي حفرته المقاومة الفلسطينية، التي اغتيلت من قبل امريكا والكيان الصهيوني وبمساعدة مباشرة وكاملة من النظم العربية فحوصرت وقزمت تلك المقاومة ولم تعد تشكل الظاهرة الرئيسة في الوطن العربي، فجاء انطلاق المقاومة العراقية بقوتها وزخمها الضخمين ليعيد للعرب ربيعهم والشعور بالقوة والامل ويكمل مشوار المقاومة العربية في فلسطين.
فماذا فعلت امريكا للتعتيم على المقاومة العراقية ومنع معرفة ما تحققه من انتصارات عليها لاعادة الناس الى حالة اليأس من تحقيق التحرر؟ ولماذا وقتت تفجير احداث الوطن العربي مع اقتراب ما سمي ب (الانسحاب من العراق) والذي كان مفترضا ان يتم في نهاية هذا العام؟ في عام 2006 بدأت امريكا بتنفيذ خطة اضعاف المقاومة العراقية عبر تأسيس الصحوات وكسب شيوخ عشائر بالمال، ودفع القاعدة لاعلان انشاء (امارة اسلامية) في العراق واكمال ايران لما قامت به المخابرات الامريكية باصدارها الاوامر لمقتدى الصدر للقيام بعمل طائفي خطير وهو استغلال تفجير مرقد سامراء لشن هجوم دموي بشع جدا على اهل بغداد لاشعال فتنة طائفية وتحويل بغداد من عاصمة تتشكل من كل مواطني العراق الى مدينة من لون طائفي واحد او مسيطر كليا، وبالفعل فان هذه الاحداث اربكت الشارع العراقي وادت الى اكبر عملية تهجير منظم لاهل بغداد الاصليين واسكان الاف العوائل من خارج بغداد.


لكن المقاومة تجاوزت هذه الاعمال التأمرية المشتركة الامريكية الايرانية واعادت تنظيم صفوفها

وشنت هجومها المضاد مستعيدة زمام المبادرة في العراق واضعة امريكا امام مأزق خطير تمثل في عجزها عن مواصلة احتلال العراق بنفس الطريقة القديمة، نتيجة تفجر اخطر ازمة داخلية وهي الازمة المالية الامريكية التي نقلت امريكا من حالة مواصلة التوسع الخارجي الى حالة تهديد وحدتها الداخلية، ويكفي هنا ان نذكّر مرة اخرى بان الدين العام الامريكي كان قبل غزو العراق في عام 2003 يبلغ اكثر بقليل من اربعة تريليون دولار ولكنه قفز في عام 2008 الى حوالي عشرة تريليون دولار اي اصبح اكثر من الضعف وكان اهم سبب لذلك هو الاستنزاف في العراق اثناء مواجهة هجمات المقاومة العراقية، والان في عام 2011 اصبح الدين العام الامريكي حوالي 14 تريليون دولار الامر الذي جعل الكونغرس الامريكي يوم 12 /7/2011 يرفض زيادة سقف الدين العام من اجل طبع مليارات الدولارات لمواجهة التفاقم الخطير للازمة الامريكية، ووضع الادارة الامريكية امام خيارين احلاهما مر وهما زيادة الضرائب لتقليص الدين، وهو قرار سيزيد من غضب الناس على الادارة، وخفض الانفاق الحكومي بالغاء فقرات من الميزانية الامريكية تحرم الناس من خدمات كثيرة وتلك هي ابرز مظاهر ازمة امريكا البنيوية الان.
كيف تواجه امريكا كارثة تزايد احتمال انهيارها من الداخل؟ الجواب كان من الضروري زيادة حدة الصراع الاقليمي بين ايران ودول عربية وايران لاجل زيادة تصدير السلاح وما يتعلق به لدول المنطقة، وتصعيد ظاهرة القتل العشوائي للعراقيين وتأزيم الوضع السياسي داخل المشاركين في الحكم خصوصا بين المالكي واياد علاوي، ومحاولة تكرار جريمة عام 2006 التي نفذها مقتدى الصدر واكمال ذلك بدفع امريكا لاتباعها من الطائفيين السنة للاعلان عن رغبتهم بتأسيس اقليم فدرالي سني في غرب العراق، وبنفس الوقت زيادة التأمر على وحدة القوى الوطنية والتعتيم على عمليات المقاومة والايحاء بانها لم تعد تقوم بعمليات مسلحة الا نادرا مع ان الفصائل الاساسية في المقاومة تصدر يوميا تقريبا بيانات مصورة عن عملياتها العسكرية. او ترويج نفس اكاذيب عام 2006 والتي قالت بان المقاومة العراقية تحولت الى صراع طائفي! واخيرا وليس اخرا فقد استخدمت امريكا كل احتياطياتها لمنع توحد المقاومة العراقية والتنكيل بكل فصائلها المقاتلة. وهذه الخطة كانت مصممة لارباك الشارع العراقي واقناع الشارع العربي بان الامل في التحرر من امريكا والصهيونية اغتيل مجددا بالسيطرة على العراق، تمهيدا لسحب عدد من القوات مع ابقاء قوات النخبة واستخدام القوات الامريكية في الكويت وتركيا وقطر لمواجهة اي تهديد لها في العراق اذا قررت المقاومة السيطرة على بغداد.


ولاكمال خطة عزل المقاومة العراقية وتحويل الانظار عن الساحة الرئيسية للصراع الستراتيجي التي تخوض فيها امريكا حربا كاملة الاركان وخطيرة النتائج على امريكا والعالم فان تبديد دعم الشعب العربي للمقاومة العراقية وملأ فراغ الزعامة المزيف في الشارع العربي كان ضرورة تفرض نفسها، وكان المخطط الامريكي يتضمن تصنيع صورة ايجابية لعناصر جديدة وشابة لتحتل الفراغ المزيف في الشارع العربي

وتطرح اراء وتلتزم بمواقف تتصادم مع نهج المقاومة وثقافتها القائمة على اعتبار المقاومة المسلحة هي الطريق الرئيس لتحرير الامة واراضيها وثرواتها واعتبار امريكا هي العدو الرئيس في هذه المرحلة بينما شباب الفيس بوك يتماهون مع امريكا لانها هي من اعدتهم فكريا ونفسيا وسياسيا، وهكذا تظهر فئة لها شعبية لكنها تدافع عن امريكا او على الاقل لا تتخذ موقفا رافضا لها، فيحصل تناقض بين هؤلاء الشباب وبين المقاومة وثقافتها.
وقوة وذكاء هذه الخطة تكمن في انها استغلت اعظم ظلم تعاني منه جماهير الشعب العربي بسبب فساد واستبداد الانظمة لذلك فان من يعاونها على اسقاط الانظمة – وهو هنا امريكا - سيجد من يتعاون معه من ابناء الشعب دون التوقف عند تاريخه وواقعه، فيكسر تابو عزل امريكا ومواصلة الضغط عليها بكافة الطرق.
وكانت عملية تفجير التظاهرات هي العمل المطلوب لاكمال الطوق على المقاومة العراقية. والاهم هو حرص امريكا على تصنيع تناقض قوي بين المقاومة العراقية والقوى الوطنية كافة، من جهة، ومن خرجوا لاسقاط الانظمة العربية نتيجة بروز تناقض في فهم وتفسير ما يجري، من جهة ثانية، على اساس ان المقاومة العراقية والقوى الوطنية العراقية تعرف وبحكم تجربتها التاريخية انه من المستحيل قيام ثورة حقيقية وتغيير حقيقي لصالح الامة والشعب اذا تم بدعم امريكي لان امريكا بطبعها وتكوينها دولة امبريالية معادية للامة العربية في فلسطين وتحتل العراق الان وتنكل بشعبه باسوأ صورة، وليست دولة تحرر تدعم القوى الرافضة للظلم، فكيف تدعم ثورات حقيقية؟
ان تزامن او تقارب توقيتات الاحداث المتصاعدة في العراق مع احداث تونس ومصر واليمن وسوريا وليبيا هو في ان واحد محاولة للتعتيم على العراق واحداثه وتسهيل امرار صفقة بقاء القوات الامريكية في العراق والتمديد لها بحجة ليس اضطراب الوضع في العراق
فقط بل ايضا الهيجان الشامل في المنطقة كلها وتاثير ذلك على العراق العاجز عن حماية نفسه، كما تقول امريكا الان، من جهة، واعداد البيئة النفسية للقيام بتصنيع قيادات جديدة بديلة للشارع العربي، مرتبكة فكريا وسياسيا، لانها لا تملك خبرات سياسية وامكانيات السيطرة على الحكم حتى لو امتلكت قدرات كفاحية ضخمة تستطيع اسقاط الانظمة التي تتخلى امريكا عن حمايتها، فافتقار الشباب للقيادة الكارزمية المعروفة وتناقضاتهم الفكرية والسياسية وعدم وجود تنظيم شعبي، والذي يعد الضامن الاساس لمنع افلات قيادة الانتفاضة او الثورة من يد الشباب، كل ذلك يجعل دور الشباب في الانتفاضة فعالا وضخما لكنه يتنهي حالما يسقط النظام وتطرح مسالة من هو البديل في الحكم فتتقدم القوى التي تعتمد عليها امريكا وتحتل مكان الديكتاتور الذي اسقط وتتولى المبادرة والحكم، وهذا مانراه الان في مصر – وكذلك في تونس - من ازمة تتفاقم بسرعة ووصلت يوم 12/7 الى حد ان المجلس العسكري المصري الاعلى اصدر بيانا هدد فيه الشباب في ميدان التحرير بقوة وبلا تمويه ورد الشباب برفع مطلب اسقاط الطنطاوي بعد ان اعتبر وطنيا وداعما للشباب، من جهة ثانية.
ان علينا ان نقف الان وقفة شجاعة ومسؤولة ونطرح الاسئلة التالية ونجيب عليها بصراحة من يتحمل مسؤولية تاريخية عن نتائج ما يجري : ما هي طبيعة ماجرى ويجري في الواقع؟ وهل حققت الانتفاضة في تونس ومصر الاهداف الحقيقية لها؟ هل ما يجري في ليبيا واليمن سوريا والبحرين تطورات تخدم امتنا العربية وتحقق الاهداف الوطنية والقومية المنشودة؟ ام انه كارثة دخول الاقطار العربية مرحلة الحرب الاهلية تحت غطاء مموه هو اسقاط انظمة فاسدة بينما الحقيقة هي انه عمل تشجعه وتدعمه امريكا مباشرة ورسميا وبلا لف او دوران؟ وهل الحرب الاهلية من اجل اسقاط الانظمة هي خيارنا ام خيار امريكا والكيان الصهيوني؟ ومن يدفع الى خيار الحرب الاهلية؟

9- أغتيال مشروع ثورة : لم يعد ثمة شك في ان انتفاضة مصر العظمى والتي تفوقت على الثورة الفرنسية والثورة الروسية من زاوية دور الجماهير فيها، قد تم السطو عليها ونهبها من الشباب الوطني الذي اشعلها وهو ما كان مخططا وبالتفاصيل قبل الانتفاضة المصرية من قبل المخابرات الامريكية
وهذا ما قلناه بالضبط وبالدقة اثناء اشتعال الانتفاضة وبلا اي اوهام او خداع للذات، فلقد جاءت احداث الشهور الستة الماضية لتقدم لنا ادلة قاطعة على صحة ما قلناه وتعرضت اوهام حصول ثورة للتبدد المأساوي، وفيما يلي اهم المؤشرات والادلة الحاسمة على تلك الحقيقة :


أ- تم التخلض من ديناسور مكروه ومعزول شعبيا لفساده ودكتاتوريته وهو حسني مبارك،

وتحقق هدف اولي للشعب ولكنه ليس الهدف النهائي لان اسقاط النظام ليس غاية بحد ذاتها بل هو خطوة على طريق طويل، والهدف البعيد يبقى التخلص من النظام برمته واقامة نظام وطني سليم وديمقراطي، اما النظام، وبقرار امريكي مباشر تمثل في ممارسة ضغط رسمي وشديد على مبارك للرحيل وعلى قيادة الجيش لتولي المسؤولية، فانه اراد تحميل مبارك وبعض اركان نظامه مسؤولية الفساد والاستبداد وابقاء بقية النظام ممثلا بالمجلس العسكري، الذي كان الاداة الاساسية التي حمت نظام مبارك طوال عدة عقود، ووزراء وقادة امنيين في النظام، واعلان ان الثورة تحققت وانتهى االامر ومن الضروري تحقيق الهدوء وتوقف التظاهرات، وان على الشباب انهاء الاعتصامات والتظاهرات لانها تهدد الامن الوطني المصري وتلحق اضرارا بالغة بالناس.

ب - باسقاط مبارك تم تنفيس الضغط الاخطر والاهم في نفوس الناس والذي تراكم خلال عقود من الزمن وكان القوة المحركة للانتفاضة الملايينية المصرية،

وتفرقت اغلب الكتل الجماهيرية واختفت الكثير من العناصر الشبابية الوطنية او اعتقلت، وما تبقى هو عبارة عن نخبة قليلة العدد رايناها في ميدان التحرير في يومي 12و13 / 7 معزولة عن الملايين وتفتقر للقدرة على ممارسة ضغط فعال كما كانت تفعل عند تفجر الانتفاضة المصرية، وهذه النتيجة مرسومة ايضا، وهي تساعد النظام العسكري على اجبار النخبة على التراجع، ويظهر ذلك واضحا من بيان المجلس العسكري يوم 12/7 المملوء بالتهديد (لاولئك الذين يريدون الاستيلاء على السلطة)، وخرق (الشرعية الدستورية)! وهذا الواقع يعني ان المواجهة هذه المرة لن تكون بين ملايين المصريين بكل عنف عواطفهم واستعدادهم للموت والنظام بل بين نخبة صغيرة لم تستطع حتى ملء زاوية من ميدان التحرير وبين نظام تبرء من اثام حسني مبارك وصور على انه نظام وطني دعم (ثورة الشباب)!

ج- فورا بدأ رجالات امريكا يتسابقون للترشيح للرئاسة فعمرو موسى وزير خارجية مبارك المخلص اخذ يقدم اوراق اعتماده كتابع لامريكا ومستعد لمواصلة التطبيع مع الكيان الصهيوني، ومحمد البرادعي فعل نفس الشيء،

بل انه حتى المرشح المحسوب على الناصريين حمدين صباحي صرخ متسابقا مع عمرو موسى بانه سيحافظ على السلام مع اسرائيل! وبين موسى والبرادعي وصباحي فتح (الاخوان المسلمون) علنا حوارا علينا مع امريكا التي لم تتردد بالاعلان عن رغبتها بدعم وصول الاخوان للحكم، واكد الاخوان انهم مستعدون لمواصلة التطبيع مع الكيان الصهيوني! اذن اين التحرر من كامب ديفيد؟ واين تخليص الفقراء من الفقر والفساد؟ وهل كانت انتفاضة مصر مجرد مطلب ديمقراطي ومطلب ضد الفساد مجردين من اي توجه تحرري ووطني ضد الاستعمار والكيان الصهيوني؟

د- اصاب اليأس اغلبية الشباب حالما بدأ الجيش بضربهم وتفريقهم بالقوة بعد تنحي مبارك مباشرة وبلا تأخير، وقد رايت بنفسي بعض هؤلاء الشباب يبكي دما من القنوات التلفازية وهو يتحدث عن عنف الجيش وانه خيب الامال! والسؤال هو اين القيادات الشبابية التي فجرت وقادت الانتفاضة المصرية؟ لماذا اختفت اغلب رموزها؟ هل انتهت (ثورتهم) باسقاط مبارك وتركوا كل شيء على حاله من الفساد والفقر والتبعية لامريكا والكيان الصهيوني؟

ه– لتلخيص ما حصل لنقرأ ما كتبه كاتب بريطاني معروف عما يحصل في مصر فتحت عنوان (فيسك: المجلس العسكري يتمنى موت مبارك.. والثورة اخطأت بالاعتماد عليه لحكم البلاد) نشرت صحيفة اندبندنت البريطانية يوم الثلاثاء، 12 يوليو 2011 مقالا لروبرت فيسك ورد فيه ما يلي : (أكد الكاتب البريطاني الكبير روبرت فيسك أن غضب المصريين تجدد، بسبب إصرار الشعب على المطالبة بالتغيير وتحقيق اهداف الثورة. وقال فيسك،المتخصص في قضايا الشرق الأوسط، إن الثورة المصرية ذهبت فى الطريق الخاطئ وهو حكم المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذى تجاهل من قاموا بالثورة من فقراء وليبراليين وأغنياء ايضا واخذ فى الاعتبار الاخوان المسلمين والسلفيين واخذت الفوضى تزحف في شوارع المدن المصرية في كل ليلة، وازدادت الفتنة الطائفية اشتعالا،وعاد رجال الشرطة إلى أساليبهم القذرة ضد الشعب. واكد فيسك أن الأمر بالفعل أصبح سئ، قائلا "أنت لا تملك حقا إلا أن تسير في شوارع القاهرة لتفهم ما يحدث هناك والاستماع إلى اولئك الذين يصرون على الديمقراطية والحرية من قلب ميدان التحرير". وأضاف فيسك أنه فى ميدان التحرير ومع توقف حركة المرور بسبب خيام المعتصمين التى اصبحت منتشرة في الميدان بأكمله توجد جميع طوائف المجتمع من علمانيين ومسيحيين واسلاميين كلا جنبا الى جنب.
تواصل الصحيفة : ونقل فيسك عن فهد فيليب (26 عاما) وهو طالب بكلية الطب البيطري من جامعة القاهرة "لقد سئمت من المجلس العسكري الذي يستخدم نفس اساليب مبارك" ويستطرد "إن محاكمة المدنيين ما زالت بطيئة، ولا يزال هناك حالة من انعدام الأمن ". واستطرد فيسك "مما لاشك فيه انه قتل ما يقرب من 900 مدني على أيدي الشرطة المصرية والقناصة أثناء ثورة 25 يناير، وعلى الرغم من ذلك تم الحكم على شرطي واحد فقط غيابيا عن قتل المتظاهرين". وقال فيسك انه تقابل مع صديق صحفى مصري قديم أعرب له عن مخاوفة من تعريض حياة المصريين للخطر خصوصا ان هناك حديث عن "العصيان المدني" من الناس الذين يريدون حرق مراكز الشرطة مرة أخرى وأخذ القانون بأيديهم عن طريق قتل رجال الشرطة وهناك قصص اخرى على نطاق واسع.


أضاف فيسك " سمعت بنفسي في ميدان التحرير، أن مجموعات الشباب سيحاولون إغلاق قناة السويس ما لم تقدم السلطات الأمنية الذين قتلوا الابرياء في شهري يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط للمحاكمة، وارتفعت الأصوات بكلمة واحدة وهى المطالبة بعقوبة الإعدام للرئيس السابق حسني مبارك". وأكد الكاتب فى نهاية مقاله كلام صديقه الصحفي بأنه على قناعة أن المجلس العسكري لا يمكنه بدء المحاكمات إلا إذا توفي مبارك. واضاف "انهم يودون له الموت للخروج من المأزق ومنحهم فرصة لالتقاط انفاسهم قبل التعامل مع ابنائه".
هذا المقال كاف لتوضيح مصير الانتفاضة المصرية، فهي استلمت من قبل العسكريين وهؤلاء كما يعرف الجميع صنائع امريكا وكانوا تحت امرة مبارك لان امريكا كانت تدعمه وعندما تخلت عنه طردوه وحلوا محله بامر امريكي صريح. مرة اخرى اين الثورة؟ اين تضحيات الشهداء والام ملايين المصريين؟ كما راينا لم تكن هناك ثورة بل عملية اغتيال لمشروع ثورة، والذي حدث في مصر حصل مثله في تونس.
اما الاقطار العربية الاخرى التي تشهد حربا اهلية مدمرة، كليبيا، او قتالا باهض التكاليف البشرية والمادية يتصاعد لايصاله لحرب الاهلية كما هو حال سوريا واليمن، فانه وضع يقدم لنا على طبق من ذهب حقيقة ان امريكا هي المهندس الاول ووراءها الكيان الصهيوني، ولعل من غرائب (ثورة الفيس بوك) قصة مشاركة الصهيوني برنار هنري ليفي الذي يقدم كفيلسوف في تصعيد ما يسميه حزب النيتو و(جماعة الجلبي) في ليبيا ب (الثورة)، ثم تنظيمه لمؤتمر دعم (الثورة السورية) في باريس بحضور عناصر من المعاضة السورية المنتمية لحزب الجلبي!
والاغرب هو ما حصل في حماة السورية عندما استقبل السفير الامريكي في سوريا اثناء زيارته لحماة بالورود والتهليل والتكبير كأنه امام مسلم وتقي او كانه جيفارا وقد نهض من قبره! وهكذا حقق افراد في حماة حلم محبط لجورج بوش الصغير ولكن ليس في العراق، الذي استقبل الجيوش الامريكية بالرصاص وودع بوش بالحذاء، بل في سوريا وفي حماة بالذات ومن قبل من يسمون انفسهم (ثوارا)! لقد فزعت وانا ارى شبابا يحيطون بسيارة الجزار – السفير - الامريكي وينثرون الورود عليه ويصفقون له وكأن امريكا محرر العرب وليست صانعة اكبر هولوكوست عربي وهو ابادة اكثر من اربعة ملايين عراقي منذ عام 1991؟ او كأن امريكا ضمنت حقوق الشعب الفلسطيني ورفضت المطامع الصهيونية! السؤال الذي بدأ يقرع راسي بتكرار عميق هو : كيف اصبح السفير الامريكي يستقبل بالورود في حماة ورئيسه ودع بالحذاء وجيشه هزم بالرصاص في العراق؟ ورافقه سؤال اخر : هل يمكن لامريكا العاهرة في العراق وفلسطين ان تكون طاهرة في سوريا وليبيا واليمن؟ دعونا نرى قصص العشق الذي يصر رجال دين على وصفه ب(العذري) بين (ثوار) الفيس بوك في اقطار عربية وامريكا ورموز الصهيونية الاكثر عداء للعرب.
يتبع...........
almukhtar44@gmail.com
13/7/2011

شبكة البصرة

الاربعاء 12 شعبان 1432 / 13 تموز 2011






  رد مع اقتباس
/