۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - بانتظار الأمل( رواية لزاهية بنت البحر)
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-08-2011, 06:11 PM رقم المشاركة : 69
معلومات العضو
زاهية بنت البحر
عضو أكاديميّة الفينيق
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / آرام
سوريا
افتراضي رد: بانتظار الأمل( رواية لزاهية بنت البحر)49


وهي في الطريق قبيل انتهاء ساعة المشي اليومية في الجزيرة، أحست سراب بإرهاق شديد، وألم في أسفل بطنها، طلبت من عادل أن يعودا إلى البيت لعدم استطاعتها متابعة السير ولو لخمس دقائق.
استلقت في فراشها بعد تناول كأسا من مغلي الكمون أحضرته لها درة التي اطمأنت عليها، وتأكدت بأنها بخير، وأن الإرهاق ليس نذيرا بقرب موعد الولادة، فمازال أمامها أيام لحين ذلك الموعد.
استسلم عادل لنوم عميق وغفت سراب بينما كانت حماتها على وشك الاستغراق بالنوم عندما سمعت الباب يقرع بشدة.
نهضت مفزوعة.. اتجهت إلى الباب .. فتحته.. فوجئت بالقادمة الصغيرة في هذه الساعة المتأخرة من الليل..
- مروة ما بك يا ابنتي؟
تجيبها باكية
- أبي يا خالة يحتاج طبيبا.
وعندما خرج الطبيب من غرفة أبي سراب قال لعادل:
- اطمئن، عمك بخير، لم يفقد الذاكرة، ما حصل له اليوم من نسيان بعض الأمور كان بسبب ارتفاع ضغط الدم المفاجئ.. سيتحسن عندما نخفض نسبة ارتفاعه.
- تقول امرأة عمي إن نومه بات قليلا وأحيانا يبدو مكتئبا، وكما قالت بدأت تظهر عليه عادات جديدة، كالنوم المتقطع لفترات قصيرة في النهار.
- هذا بسبب التقدم بالسن، ويصيب الكثيرين من الشيوخ.
- ما علاج ذلك؟
- سأصف له الدواء المناسب وعليكم مساعدته بممارسة بعض التمارين الرياضية المناسبة لسنه، وانتظامه بأوقات ثابتة للنوم والاستيقاظ خاصة.
- سيتم ذلك ب‘ذن الله
- وأنصح بتعرضه للضوء، وللشمس بعد العصر، والتقليل من المنبهات خاصة في المساء، وعدم استخدام الحبوب المنومة التي قد توقف تنفسه وهو نائم.
عندما فتحت له الباب رأته مهموما سألته:
- ما به عمك يابني؟
أخبرها بكل شيء..
- مسكين أرجو أن يجتاز محنته بإيمان وثبات، وسيشفى بإذن الله إن هو التزم بتعليمات طبيبه.
- أين سراب؟
- لم تزل نائمة، لم أوقظها... غدا نخبرها بالأمر.
- خيرا فعلتِ، بارك الله فيك يا أمي.
- اسمع قبل أن أنسى.. زيت السمسم مفيد لارتفاع ضغط الدم إن هم استخدموه في طعامه لشهرين، ويقلل نسبة الكولسترول في الدم.
- أم عادل.. هل أصبحت طبيبة؟
- هذه خبرة أجيال يا بني.. هكذا كان آباؤنا وأجدادنا يفعلون وكانوا يعمرون كثيرا.
قبل مغادرة سراب المنزل إلى بيت أهلها ناولتها درة قنينة فيها زيت السمسم، وأوصتها بأن يطبخ طعام والدها به، وألا يدخل السمن والدهون في طعامه متمنية له الشفاء العاجل.
لم تستسغ والدة سراب وصفة درة فوضعت قنينة الزيت في إحدى خزن المطبخ بينما رحب والدها باقتراح أم عادل، ولكن الكلمة النهائية في هذا الشأن تظل لزوجته خاصة فيما يتعلق بصحته ما لم يصف الطبيب الدواء ويشترى من الصيدلية.
جلست سراب مهمومة، حزينة لما أصاب والدها.. طمأنها عادل وهو يمسح دموعها بأصابع يده، وحذرها من شدة الانفعال حزنا كي لا يؤثر ذلك عليها وعلى الجنين فهي مقبلة على الولادة التي قد تحدث في أي وقت..
حاولت سراب الترويح عن نفسها خوفا على جنينها الذي سيرى النور قريبا، لكنها فشلت فهي تحب والدها ولا تستطيع رؤيته مريضا رغم أنه طمأنها:
- أنا بخير ياابنتي، اهتمي بنفسك، أريد رؤية حفيدي بصحة جيدة، فلا تزعجيه وإلا اشتكاك لجده.






  رد مع اقتباس
/