۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - هل كانت لنا حياة ،قبل أن نُولد ؟ مباركة بشير أحمد
عرض مشاركة واحدة
قديم 21-12-2014, 08:09 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
مباركة بشير أحمد
عضو أكاديميّة الفينيق
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / أوراس
الجزائر

الصورة الرمزية مباركة بشير أحمد

افتراضي هل كانت لنا حياة ،قبل أن نُولد ؟ مباركة بشير أحمد

هل كانت لنا حياة قبل أن نولد ؟
إذا حياة الآدمي وسريان روحه على الأرض تستوجب ،الجسد الذي هو بمثابة الصندوق الحامل لهذه الروح ،فكيف إذن نلقي بتفكيرنا إلى دركات الخطأ ونعتقد أننا وجدنا في الحياة قبل أن نولد ؟ ألم يُصور الله سبحانه جسد آدم من طين كيما تتم مُحاورته وسجود الملائكة له وهو أب البشرية ،ونعلم يقينا أن أجساد الآدميين من ذريته تتكون في بطون أمهاتهم ؟،فكيف خُلقنا إذن قبل أن نولد ،وهل أجسادنا كانت من طين، أم مادة أخرى ،والرسول الكريم يقول : "كلَكم من آدم وآدم من تراب "؟ فلو خلقة أخرى غير الطين صورنا بها الله سبحانه ،فكيف يمتد انتسابنا إلى آدم عليه السلام إذن ؟ والله عزوجل يقول : ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين‏*‏ ثم جعلناه نطفة في قرار مكين‏*‏ ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين‏؟
.نستشف من سياق الآية الكريمة أننا من آدم ،فكيف يُصور الله جسده من طين ،بينما ذريته من شيئ مُبهم ،قبل ميلادهم ؟ فلادليل يُثبتها نتيجة في القرآن الكريم ،فالله عزوجل يقول:" وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة."...ويقول سبحانه :" منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى""
بل كيف خُُلقنا ذي قبل ،ولأي غرض ؟ العبادة ؟ ولكن العبادة تستوجب العقل .فكيف نعبدالله في زمن مُبهم ،ثم ننسى تماما ما جرى لنا قبل ،ولماذا أصلا نحيا مرة ثانية ،فما يدرينا وفرضا آمنَا بها نتيجة وجودنا مرتين ،أننا سننسى حياتنا الثانية للولوج في حياة ثالثة ،ورابعة إلى مالانهاية ؟؟
ويقول الله تعالى : ..."وللآخرة خير لك من الأولى ".
وهذه الآية الكريمة،خير دليل على وجود حياتين لاغير ،،الحياة الدنيا " الأولى" والحياة العليا " الآخرة".
قد يسأل سائل : ولكن مابال عيسى عليه السلام، قد تحدث رضيعا عن غيبيات مستقبلية ،وكيف ؟ومتى أتاه الله الكتاب ؟؟ في قوله سبحانه عن عيسى عليه السلام :
." فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا . قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا . وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا . وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا
. وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا"

عيسى عليه السلام تحدث رضيعا على لسان عيسى الرسول الذي آتاه الله الكتاب وأمره ببر والدته ،فلقد امتزج حاضر الرسول رضيعا ،بمستقبله الموجود خلف ستار الغيب بإذن الله سبحانه ،ودماغ الرضيع في تلك اللحظات الزمنية ،لم يكن مستوعبا لما كان يتلفظ به ،إنما مجرد أداة لإبلاغ رسالة ،تجلَت من خلالها قدرة الله ومعجزته في خلقه ،بدليل أن عيسى الرضيع قد قد عاش تحت كنف ورعاية والدته لايتكلم ،ولا يُصدر من الأفعال ما يدلل على نضوجه المُبكر جدا،إلى أن وصل إلى سن الرجولة ،والقوة الجسمانية والنفسية ،فحمل الرسالة. و في قوله سبحانه وتعالى :" وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنا كُنا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ "،إنما من ساحة المستقبل قد حدث هذا الفعل الجلل ،وعقولنا قاصرة على فهم هكذا حقائق مثيرة للرهبة والإكبار لله عزوجل ،والله على كل شيئ قدير.

والله أعلم






  رد مع اقتباس
/