الموضوع: صرخة العبور ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-03-2020, 11:03 PM رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
حرية عبد السلام
عضو أكاديميّة الفينيق
تجمل وسام الأكاديمية للابداع الادبي
رابطة الفينيق
المغرب العربي الكبير
المغرب

الصورة الرمزية حرية عبد السلام

إحصائية العضو







آخر مواضيعي


حرية عبد السلام غير متواجد حالياً


افتراضي رد: صرخة العبور ..

لنقف عند العنوان حيث نجد أن الكاتبة ركزت على الصرخة
والصياح وكأنها تستغيث أو تستعطف أو تحتج على شيء ما
كان شديد الوقع وهذا الشيء يلزمه العبور / المرور / الإجتياز من مكان
إلى آخر / حالة إلى أخرى / موقف إلى آخر أو شحنة إلى أخرى
لنسافر معها عبر هذه الإنتفاضة التي جاءت محملة بموال عناد وتحديات حلم
كانت الرهانات كثيرة تخترق العثمة تعبر جسر الجرح حد الفتنة ...
وكانت المتاهات تتزين بأقراط لهب والأرض تنحدر لتمزقها
موشومة بتجاعيد الجبن ترثي اِستحالتها...
هكذا كانت تستنكر كل حلم ضاع في عتم الليل حين عزمت
النوارس على الإبتعاد والنهر فُضت بكارته والصدور فقدت
تمائمها والأيام قضمت فلم يتبق من الحلم سوى أضغاثه وكأنه
فقد وطنه وتاه في المنافي
سفر الشاعرة عبر هذه المتاهات كان رفقة من يسامرها هذا
الإختراق ومن يسمع صوتها الذي اٍرتج داخلها وصرختها
المسكونة بمواجع الوطن التي اِنسلت من بين فخذ الهم لتعلنها
مدوية حين قالت ( يا صديقي ) كانت توتقها كي تتسلل
من بين خيبات الصمت إلى أعالي جبال الضجيج...حينما
أحست أن نداءاتها ضاعت في جوف المهلكات
هكذا كانت صرخة العبور حبلى بنبيذ الخوف على حياة
لم تبتسم وحلم تغرب شمسه كل يوم قبل ميعادها وأصابع
الأرض ملتوية على عنقها والنجم الجريح يعتصر زمنه الغابر ...
فكانت صرخة الشاعرة تخطفها من غيم التاريخ طفلة بمساحات
كل الأعمار قبل أن يمطر المساء في ضفافها وتمتص الأرض
عناد النهر عسى أن يظهر القمر في ليل الوطن وتشدو كل الأطيار
هكذا حاولت الشاعرة أن تغتسل من ماء الأمل لتحرر التاريخ من محال الغروب
أيتها الزهراء لنصوصك نكهة التميز فتقبلي هذا التوقف المتواضع
حتى لا أخدش حياء النص أكثر






  رد مع اقتباس
/