عرض مشاركة واحدة
قديم 23-07-2011, 05:12 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عبدالمجيد التركي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديميّة للإبداع الأدبي والعطاء
رابطة الفينيق / صنعاء
اليمن

الصورة الرمزية عبدالمجيد التركي

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


عبدالمجيد التركي غير متواجد حالياً


افتراضي أرى الآن ما لا يُرى

أرى الآن ما لا يُرى
عبدالمجيد التركي


أرى الآن أفئدة تتدفـَّقُ من حزن هذي الكمنجة، أشياءَ لم يرها كاهنٌ أو يحيطُ بكلِّ تفاصيلها شاعرٌ يتهجَّى قصائده ومواجعه.. إنَّ هذي المواويل كانت أنيناً تجسَّد حتى غدا غـصَّة تتمدَّدُ بين السماوات والأرض مثل الندى، لا يراه سوى الورد والصبح حين يدقُّ على كلِّ نافذة قطَعَتْ ليلها في مناجاةِ نافذة أغلق البـُعدُ أزرارها وطوتها المسافاتُ والليلُ والأسئلةْ.


أرى وردة خدَشَتْ نفسها لتشمَّ شذاها.. لماذا إذا واجهتني المرايا تـُريني سوايَ، إذا كتـَبـَتني القصائدُ في كلِّ سطر أرى وجعاً كلما جفّ حبري تندّى وسال.. توجـَّه وجهي إليكِ ولكن قلبي له وجهة ليس فيها نظرْ .



أرى الآن ما لا يُرى.. أرى الليلَ يبحثُ عن شمعةٍ تحمل الهمَّ عنه قليلاً ليدخل في حُلمٍ لا تـُكدِّره الظُّلماتُ، كأني أُجنُّ.. قد ارتفعت حُجُبٌ جمَّةٌ مُذ بدأتُ كتابة هذي الحروف وصرتُ أرى سُحُباً تشربُ الماءَ والماءُ يحبلُ بالظمأ المستدير فتورقُ في قاع بئر السراب الحصى..



يا إلهي: توقفَ في كلِّ هذي التقاويم وقتي، أنام وبي قلقٌ أن أنام بلا حُلمٍ أصبحت ساحة الحلمِ بيضاءَ من غير سوءٍ سوايَ، توشَّحت الجنيَّاتُ بأثدائها واستعار الذي كان يسترقُ السمعَ نظارةً كي يرى ما أرى.





(إذا فرَّقتنا المسافاتُ تجمعنا الذكريات).....

كأني قرأت العبارة أعلاه في صدر شاحنةٍ حين كنا معاً نتقاسم خبز مشيئتنا ونلوِّن أحلامنا في شوارع صنعاء، هل تذكرين: عبرنا حدود الصداقة في لحظة وانتقلنا إلى جنة عرضها مثل شوق المرايا إلينا، وما زال يسألكِ البـُنُّ عن رغبتي فيه عن رغبتي فيك عن رغبتي في احتساء الجنون..


هنا صنمان يكادان أن يستجيبا إذا دُعيا.. هل تذكَّرتِ، كنا نصلِّي وكانت تؤمِّنُ كلُّ الزوايا، سأدنو لكي تستجيب السماواتُ أدعيتي، إنني ساجدٌ، تلك تسبيحتي ولساني الذي لا يكفّ وهذي يدي تتهجَّاكِ ترقيك من كلِّ حُمّى وكلِّ حميـَّا، سيسألني الله عن وجعي كيف عاقرتــُه، عن أصابعي المتخمات بذاكرة ليس تنسى.






  رد مع اقتباس
/