عرض مشاركة واحدة
قديم 06-11-2014, 02:17 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
مباركة بشير أحمد
عضو أكاديميّة الفينيق
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / أوراس
الجزائر

الصورة الرمزية مباركة بشير أحمد

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


مباركة بشير أحمد غير متواجد حالياً


افتراضي أيوجد حقا...( أدب نسوي) ؟؟ مباركة بشير أحمد

أيوجد حقا...( أدب نسوي) ؟؟


سؤال لطالما نثرت زهرات حروفه زمنا على أرصفة الحيرة كأوراق خريفية ،فتاهت مع هبات رياح الواقع المضطربة إلى اللارجعة، وأخيراخلص بعض الأدباء إلى تسميته بالأدب النسوي،ذلك الذي يكشف الستارعن خصوصية النساء، كماالفقه النسوي الدقيق ، الذي يتعسر على الرجل أن يخوض غمار الغوص في محيطاته الأنثوية الجارفة العميقة، بيد أن البعض الآخر قد نفروا من هذا الوصف واعتبروا الأدب تشكيلة
وانبعاثا فكريا ووجدانيا يحدد سيكولوجية الكاتب الإبداعية ،كما أنه رصد لأحداث وقصص
إنسانية ، لاتخرج عن إطار متين تحدده مفاهيم ورؤى نابعة من مجتمع الكاتب سواء أكان
رجلا أوامرأة .ودليلهم في ذلك أن الأديبات لاتقتصركتاباتهن دوما على قصص أنثوية تكون
فيها المرأة بطلة في الغالب أين تنحصر بين أسطرها معاناة النساء، وشكواهن التي لاتنتهي
من الرجل كزوج أوحبيب ،إنما فيهن من تجاوزت أحرفهن هذه القضايا النسوية وتوغلن بأقلامهن
في شتى المجالات الأدبية والسياسية والفلسفية والتي يتوه فيها القارئ في مغارات التعجب
إذا لم يقرأ اسم المؤلف .ولكن هذا لايعني أن نتجمد على عتبة الإستسلام ونركن إلى ما
استشفه هذا أوذاك من خلاصات على إثر نظرات خاطفة من كوة ضيقة أو مشوشة ساحاتها بذبذبات
فكرية وراثية منغرسة أنيابها في الفص العاطفي من خلايا الأدمغة الذكورية ،أو الأنثوية
أحيانا ،والتي تعتبر الأنثى غير قادرة على تخطي مارسمته القوانين العرفية لها من خطوط
شائكة.بل إن نظرة الإنتقاص هذه وجب أن تضمحل ويحل محلها اعتقاد معرفي آخر ،لست أقصد
ذاك الذي لايمانع في أن تأخذ المرأة حريتها في ماتشتهيه من كتابات مختلفة الرائحة واللون،
وغير المنصبَة في قوالب راكدة، إنما أن نغرس في أعماقنا بذور اليقين التي ستثمر إعجابا
واسعا بما تقدمه المرأة من عظيم الإبداعات ،إذا ما فتحت دون مواهبها أبواب التشجيع
وقوبلت بالترحيب ،نظرا لأن مابمقدورها أن تجود به من غنائم ماتعة في الساحة الأدبية
قد يغفل عنها القلم الذكوري وخاصة إذا تعلقت الأمور بقضايا نسوية ليس بإمكان الأديب
الرجل أن يصل فيها لرأي صائب ذي ملامح جلية بارزة كالأمومة وحالات الوحم والغيرة على
الزوج والمخاض العسير بل و كثير من التصرفات الأنثوية عند لقاءاتهن في الحمامات العامة
أو في المآتم ،وبالتحديد في المجتمعات المحافظة ،الخلية من الإختلاط بين الجنسين .وإضافة
على بصمتها الأنثوية في جبهة العطاءالمميز، فإنه بإمكانها أن ترصد ماينتمي للرجل من
مشاعر تحت أنف قلمها ببراعة ودون عثرات تكمم سيرها .أولم يتكون عقل هذا الكائن البشري
في رحمها ويتغذى من دمائها،فكيف إذن لا تفسر شيفرة نواياه حتى قبل أن ينطق بها لسانه
؟ أولاتشعر المرأة الزوجة بخيانة زوجها لها على بعد أمتار قبل تلفعها بثوب الحقيقة
؟ بلى ولكن الرجل لايفرق في الغالب بين المرأة الوفية وأخرى لعوبا تجيد رسم الإبتسامة
على شفتيها الورديتين .ومهما استدرجت الأحداث النسوية القلم الذكوري تحت تأثير الرغبة
والشهية لكشف النقاب عن تفاصيل وجهها الضبابية ،فإن حصيلة إبداعاته الأدبية لن تعدو
إلا أن تكون ترجمة سطحية تنتمي صيغها لأصول أكادمية غير مشبعة بمصل الحقائق . فحالة
الوحم على سبيل المثال في نظر الأديب الرجل ماهي إلا غمة نفس وغثيان تشعر به المرأة
الحامل فجأة ودون مقدمات ،وكل النساء فيها متشابهات ،بيد أن الواقع لا يثبت ذلك إنما
يقر بالإختلاف ، والمرأة عند المخاض ليست مجبرةعلى الصراخ والنحيب بل هناك من النساء من تستحضر طاقة من الصبر والتجلد ،لم نجد لها أثرا في الروايات الرجالية والأفلام السنيمائية . أجل.. هناك أدب نسوي تحتكره الأقلام النسوية عن جدارة تحت وطأة مقولة :لايعرف المرأة إلا المرأة .وآخر إنساني،
أيضا للمرأة ماتقول على أرضيته الواسعة ،وماتغرس في حقوله من أفكار خضراء ذات نتاجات
مشبعة بالأحاسيس الأنثوية الغنية بفيتامينات فكرية ،تحت إشراف التجربة والإطلاع الواسع
. إذن كيف نفسر إعجاب القراء بكتابات رجالية متمثلة في روايات وقصص يتعمم فيها تصوير
المشاعر الإنسانية للجنسين معا ،كما هو الحال لصاحب جائزة نوبل للأدب وعميد الأدب طه
حسين وغيرهما من الأدباء العمالقة ؟؟ طبعا هذا مرده إلى خبرة الكاتب في كيفية بسط مخزونه
الفكري بناءا على مااشتملت مدارك العقول في المحيط الإجتماعي من تصرفات وأفعال بديهية،مع
مزيج من الصور الجذابة التي تعتمد على الخيال وإعطاء الأولوية ونصيبا أكبر من الإهتمام
للجانب الذي تتأكد فيه مرونة اعتقاداته الذكورية كإدماج الحرب و السياسة في القصص الغرامية
.بمعنى أن هذا الأخير، أي الكاتب يقوم بعملية عجن للأحداث المختلفة ،مما لا يؤثر سلبا
على نتاجه الإبداعي، ويوقعه في متاهة .ومابين تكاثف الصور وتعاقب المراحل، تتضاءل عملية
التركيز عند المتلقي، ولاينشغل إلا بنهاية الرواية .لكن لوأن الكاتب الرجل، اضطرلسرد تفاصيل حكاية نسوية بحتة، لتوقف عند العقبة وسدت أوردة قلمه وتجلط حبرها بكلسترول الجهالة .ولذا لا أرى
هناك داعيا لنفور الكاتبات من تسمية ماتسكب أقلامهن من جمان على صحن الورق ، بالأدب
النسوي ،فهذا لعمري دليل استفرادهن بأدب سامق لايجيد نسج حروفه النابضة إلا حواء.






  رد مع اقتباس
/