الموضوع: الدائرة......
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-04-2016, 01:24 PM رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
رائد شريدة
عضو أكاديميّة الفينيق
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


رائد شريدة غير متواجد حالياً


افتراضي رد: الدائرة......

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نوال البردويل مشاهدة المشاركة
الدائرة......

ارتعدت فرائصها حين أطل بوجهه العاري، تعتريه ابتسامة تفضح ما بداخله، ونزعة افتراس متوثبة بشهوانية مفرطة بدت واضحة على ملامحه، عيناه الغائرتان تشيان بمكر معتق، يتكلم والشرر يقدح منهما.
تحدر الدمع حاراً على وجنتيها، وهي تستعيد شريطاً من صور وذكريات لم تكن لتكترث لها عندما كانت العلاقة بينهما في أوج ازدهارها، تسودها المحبة والتقارب الفكري والنقاش الهادئ الرزين، كما كانت تتخيله ملاكا طاهرا، ذلك المتسلق الممسوس بمس من أخبث شيطان، وتلك الوداعة الـ كانت مرسومة بإتقان، كم غيبتها عن وعيها، وأرسلتها لعالم سحري أجمل من الخيال، منتشية تسبح في أحلامها بسعادة وهناء..
لم تكن تدرك أنه من المحال تحقيق ما بني على الخيال.
خلعت راحتها ووضعتها تحت قدميه بحب كالجبال، لم تشعر بغير ظله حولها، خسرت الكثير من أصدقائها ومقربيها لأجله، لم يكن يرى ذلك فعينه فوق، وربما كان يرى ويعلم لكنه يتجاهل في سبيل غايته، فاستطاع الوصول إلى أعلى السلم بسهولة ويسر، مرتقيا درجاته مثنى وثلاث ورباع، لم يعدم حيلة النفاذ إلى قلب وعقل المسؤولين، كان نجاحه باهرًا محيرًا جالبًا لكل أنواع الحسد، لكنه لم يكن يهتم، كان مندفعا كعربة فقدت مكابحها في منحدر أهوج..
ومع مرور الوقت تنامت ثقتهم به وتعاظمت حتى أصبح يعرف أدق التفاصيل عنهم كما فعل مع خالدة، ثم يبدأ بتضييق الخناق عليهم، لم يكن باستطاعتها أو باستطاعتهم مخالفته في كل ما يرغب أو يأمر..
رفعته لمكان أعلى من وظيفتها، لكن الثقة المطلقة والدعم المتفاني اللذين منتحتهما له عن طيب خاطر، لم يشفعا لها كي تستمر في عملها في مكانها، فأطاح بها عن طيب خاطر..
كانت العيون تقول: سمن كلبك يأكلك، لم تكن لتستطيع تحمل نظرات الشفقة والازدراء، اشتعلت اللبؤة الجريحة في داخلها، بهدوء جمعت أوراقها وخرجت..
بينما ترتشف قهوتها الغاضبة بقهر وحيرة، كانت تشاهد برنامجا تلفزيونيا عن تفجير مبنى كبير، قال المهندس: نحن ندمر بعض الأعمدة الأساسية في أخفض طابق فقط..
لم تمض أيام حتى كانت تجلس مكانه وتطيح به عن طيب خاطر أيضا، لكنها كانت تتصدق عليه ببعض المال كلما مرت به على باب الدائرة..
قصة تلامس الواقع، سردية جميلة، ووصف متقن.
أشكرك.






هناك فرقٌ شاسع بين حضارة القوة، وقوة الحضارة.
  رد مع اقتباس
/