الموضوع: نبضات
عرض مشاركة واحدة
قديم 18-02-2017, 06:18 PM رقم المشاركة : 46
معلومات العضو
ادريس الحديدوي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
المغرب

الصورة الرمزية ادريس الحديدوي

إحصائية العضو







آخر مواضيعي


ادريس الحديدوي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: نبضات

تبخرت كل الكلمات في الهواء إلا "تلميذتي المحبوبة " التي استقرت في جمجمتي و استوطنت عروقي بكيفية لايمكن وصفها أو التعبير عنها .. هل هو الحسد الطفولي أم الفضول!؟
خرجت من البيت صامتا جامدا بينما الكون من حولي يتحرك و يعبر عن نفسه بطريقته الخاصة؛ الصبية يلعبون و الصراخ لا يفارقهم ، بينماالشباب منقسمون إلى فرق مختلفة في زوايا المنازل المظلمة يضحكون بصوت مرتفع جدا، ثم يتحول الضحك إلى صراخ و شتم و أحيانا إلى عراك عنيف ينتهي بحمام الدم.. هل صارت الدماء رخيصة إلى هذه الدرجة!؟
خَيل إلي أنني أمشي و روحي قد اعتقلت في عنق الزجاجة و أن هناك في هذا الكون من استطاع أن يقاسمني مشاعر و حنان أمي ، فمن تكون هذه التلميذة؟؟ أين تسكن؟؟ هل هي جميلة ؟؟ ماذا لو أزاحتني من قلب أمي و صارت تفضلها أكثر مني؟؟
الأسئلة التي تراودني الآن أشعر بها كسحب داكنة جافة تتحرك كالنمل داخل عروقي لتفكك ألوان الطيف لدي و تقضي عَلى كل نسمات الندى بداخلي.
و أنا أمر بالقرب من منزل عائشة، سمعت جدتي تقول لي بصوت مرتفع
:- لا تبتعد كثيرا يا بني، حينا لم يعد آمنا كما كان في السابق..!!
ابتسمت في وجهها قائلا:" حاضر يا جدتي ..!!"
لمحت على وجهها ارتياحا؛ فهي لا تحب من يعاكسها في الكلام، رغم طيبوبتها المفرطة إلا أنها صعبة المراس عندما تغضب، تتحول إلى موجة هائجة يصعب التحكم فيها.
ذات يوم، كنت ألعب " لعبة الشطرنج " مع سعاد بنت عائشة بالقرب من المنزل، لم أسمع مناداة جدتي المتكررة؛ لأنني كنت في حالة تركيز شديدة و لا أحب أن أهزم بسهولة.
لم أشعر بنفسي حتى صفعتني جدتي بيدها على رقبتي فسقطت على حضن سعاد و أنا أضحك بقوة .. بخفة دخلت هي منزلهم دون أن تقول كلمة واحدة، فهي تعلم أن جدتي تحب من يصمت عندما تغضب. . حاولت الامساك بي و لكنني اختفيت من أمامها مثل ألوان الطيف عندما تختفي من حضن السماء فجأة و بدون سابق إنذار..






  رد مع اقتباس
/