أيّها الفَارّ هَاربًا لاكتظاظ
و مبَان كثِيفَة كالضّبَابِ
هَلْ سترتاحُ إنْ وَصَلْتَ إليْهَا
أمْ سَتَبقَى عَلى رَصِيفِ الذَّهَابِ ؟
حَيثُ تَعتادُ بَعْدَ عَهدٍ دُرُوبًا
و وُجُوهًا أليفَةً كالغَيَابِ
و يُربّي فِيك اِغْتِرَابُك شَخْصًا
بِسِمَاتٍ أخْرَى ... كَمَا الأغْرَابِ
وَ يعُودُ الفتى ... الذّي وَدّعوهُ
راجعاً بَيْنَ الأَهْلِ و الأَتْرَابِ
بَاحثًا عنْكَ في تفَاصِيلِ مِرْآتك تَدْنُو فَيَخْتفِي فِي اقترابِ
*****
هَا أنَا عُدْتُ يَا بِلاَدِي ولكِنْ
لمْ أجدنِي هُنَا و لاَ في اغترابي
كَيْفَ أنْجُو مِن وحْشَتي ؟!
واغْتِرَابِي عَالِقٌ فِي حَقَائِبي و ثِيَابِي !
الخفيف