عرض مشاركة واحدة
قديم 24-05-2014, 08:43 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
آمال محمد
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل لقب عنقاء العام 2012
تحمل وسام الاكاديمية للابداع الادبي والعطاء
تحمل ميدالية الأكاديمية للتميز 2011
عضوة لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
الاردن

الصورة الرمزية آمال محمد

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


آمال محمد غير متواجد حالياً


افتراضي ليه يا بنفسج " ق.ق.ج... قراءة أستاذة خديجة بن عادل

.
.


"لية يا بنفسج" آمال محمد

النص...


تقلب الفنجان قرب النافذة
والخاتم يضييق

تقلب ذاكرتها قرب الفنجان
والطاولة تتسع

تقلب الورقة قرب الفراغ
والقلم يجوع

تقلب الفراغ قرب القلم
والورقة تموت


............................




* ليه يا بنفسج

تنقلت في تقليبها للأشياء بين الملموس والمحسوس وبفتح النافذة فتحت الذاكرة وفتحت معها الفكرة
التي أرادت أن تعالجها القاصة من خلال المرأة وبإيحاء جميل وصيغة مدروسة بالمليمتر باستخدامها اللفظة الدالة
التي ترمز للمضمون دون مباشرة وأخذت تأزم الطرح '' الفكرة '' حتى الخروج من بوتقة السؤال لما هو جواب شافي
ووافي قد يعيد للبطلة بعض شهيق من أجل استمرارية في ظل المعاناة التي تعيشها والتي تتمثل في ح ــــــالة الفقد
والحنين الكبيرين لما فات وما تترقبه .
ومن رحم الألم تسطر من وجعها أمل كيف ذلك نرى ؛


(( تقليب الفنجان قرب النافذة .. والخاتم يضيق ))
صورة دالة تؤثث للمشهد من أجل ابراز عامل الزمن الذي فعل
فعله بالإنتظار مما يوشي أنه مر زمن كبير من أجل القبض على ما تريده ومع جلوسها أمام النافذة..
التي تطل على الفضاء الخارجي كي تبصر أبعد نقطة في المدى وتتطلع الأفق بكثير من الأمل لكن بإيحاء جميل دون أي اسهاب
في الشرح من القاصة أكدت أن الخاتم ضاق مما يبين أن العامل العمري في تقدم ولم تبق الأمور على طبيعتها


. وتنقلت بنا في تقلباتها حيث وصلت في القول :
(( تقلب ذاكرتها قرب الفنجان .. والطاولة تتسع ))
وما تأثير هذا التحول إلا أن يعطي اشارات أن التقليب في الذاكرة
المحسوس يفتح الأبواب ويشرعها على الكم الهائل المخبوء داخل هذه الذاكرة المزدحمة بالصور والمشاعر بما كان
بين المفرح والمحزن اذا هنا حنين وغوص داخل الوجدان والوقوف بالتأمل عند محطات كثيرة كانت بمثابة الأوكسجين
اذا لم لا تتسع الطاولة للحديث باخراج الأهات والأنين والوجع وحتى الفرح ولو لحظي .
من يرى المفردات يقال بها مبالغة لكن بأسلوب ذكي وظفت في مكانها الصحيح .
وهو رد طبيعي لكل من يرى في الفضاء الخارجي لا شيء فتعود للشيء بالتقوقع داخل الفضاء الداخلي
كونها لم تتخلى عن ما كان بالأمس .


وبعدها تتنقل بنا تدريجيا لتصف لنا قائلة :
(( تقلب الورقة قرب الفراغ ... والقلم يجوع ))
الله على هذا المقطع الذي زاد من قيمة القصة واستفز القلم
كي يريح هذه المرأة من ألمها ويحررها من وجعها ونزاعها الدائم وما الفراغ هنا هو إلا فراغ روحي..
لفقدان نصفها الثاني وهو الشريك '' الرجل '' الذي لمحت له في البدء بالخاتم .
الفراغ هنا ليس الفراغ بمفهومه بل هو ذلك الفراغ العاطفي الذي لم تمحى بصمته وبرحيله ترك هذه المرأة
تتعذب وبما تملأ هذا الفيض والحنين والشوق والولع إلا بنظرتها للقلم جانبا عسى يخفف وطأة ماتبق من بعض الأمنيات أو اخراج مكنونات النفس وما حواها الا بقرار أوحد هو استخدامه كأداة تعيد للنفس بعض من الطمأنينة
وهكذا تؤسس لإكتمال المشهد وتزيد من قوته البنيوية بتحريكه وتحويل المشكل لحلول في

(( تقلب الورقة قرب الفراغ ...والورقة تموت ))
وهنا نجد أن السرد جمع بين تراكم تجربة ذاتية ووجدانية مع جماليات اللغة
التصويرية خلق لنا ميلاد نص أدبي رائع باختلاف المسمى له تأثير نفسي في ذات المتلقي بطبيعة الحياة الاجتماعية
التي تفتح على عوالم انسانية وعاطفية باقتناص اللحظة من حيزها الزمني الماضي واخراجها بتحريرها بالحركة بأسلوب مشوق عبر النسيج الحكائي الذي ينوه إلى التدفق المعرفي والوعي الكامل لفلسفة الألم مابين / سلبي / وجودي / رومنسي / انساني / ايجابي .
لو نعود للقصة في مضمونها نجدها حالة فقد تعبر عن الألم واللذة معا وتأرجح الذات بين الرغبة الملحة والتعلق
بأحاسيس تشد إلى الهاوية لذا تجد النفس في حصولها على ما تريده تتعلق
وفي حالة الحرمان ترغب أكثر فأكثر
لذا وجب على المرء الخروج من دائرة الضياع والقلق بتسليط الضوء وأنوار فكره لمعالجة الأمر باخراج هذه المأساة
التي تسكن روحه ووضعها على الورق ومع موت الورقة التي امتلأت عن آخرها تكون هناك ولادة
التي تتمثل في أمرين
أولها كتابة أدبية رائعة سلطت قدراتها المعرفية في معالجة المشكل
وثانيا الخروج من دائرة الذات وتطلع المرء لإنسانيته في التعبير عن نبل العواطف وسموها .
اذا فخلاصة قولي لا يتألم إلا العظيم الذي وصل بايجاب انسانيته الى روحانيته فأدرك الفروق
وقام بعلاج المشكل بشعور علوي يعكس على العالم بالايجاب وتفوق على الذات..
بمعرفته الحقيقة السامية ...
بسلبها وايجابها ويعد تجاوز إلى الغبطة ولو وقتية .


............
العنوان ليه يابنفسج قال الكثير يعد سؤال به عتاب للنصف الثاني الرجل الذي ترك بصمة لا تمحى ورحل
الفكرة : رائعة رغم حزنها وعولجت بطريقة قاصة متمكنة فتأسست بين تناميها في مراحل أربعة حتى الميلاد
الصيغة : ممتازة لغة ومبنى فالقاصة لها أسلوبها المجازي والرمزي المكثف الذي يغني ويزيد
المفارقة ! موجودة في أكثر من موضع بين الملوس والمحسوس في الفعل ورده في عمليات التقليب المتتالية
الأربعة للأشياء وكذلك في الفضاء الخارجي والداخلي الذي أبحر بنا إلى عواصم الوجود .
القفلة : حققت المتعة ، الصدمة ، الربكة والدهشة كيف
المعروف أن الموت هو فناء الشيء لكن براعة القاصة أخذنا بنور بصيرتها لمدارك الوعي الوجودي بماهية الذات
فعكست روحها وتغلبت على ألمها لتخرج من عصارة المعاناة ميلاد ابداعات فنية أدبية باختلاف المسمى .
الأهم هو تغلبها على الفراغ وانتصارها بتحقيق غايتها الأسمى بتبليغ الرسالة
فمن يبحث يجد ومن يتفحص ويتمعن يصل إلى الخلاص .



.....
العزيزة امال محمد أتدري أنه رابع رد أكتبه ؟! بكل مرة يطير ادراج الرياح لسبب أو لأخر لكن هذا لم يحبط عزيمتي
بل وددت أن أقول أنك كاتبة لك حسك القصصي ممتاز وعالي به رسائل عظيمة مشفرة تتزاحم في كتاباتك الصور
فتمتع وتدهش وتبلغ المتلقي أن وجود الذات أسمى من أن تتخبط في دائرة الضياع والقلق .
أجد قصتك تحركت تدريجيا من السرد الحكائي للحركي بآخر نقطة على الورقة التي شهدت نور فكرك
الذي يعتبر كطلح منضود / وأقل ما أهبه النجوم .
هذا ما جال بفكري اللحظة وما غلق حبرك على آخر أمنية من قصك وهبنا ما ينشده اي قارئ
تحيتي ودمت بارعة القص قولا ومعنى .






  رد مع اقتباس
/