الخاطرة ... ---------- فكرةُ طرأتْ ، فدوّن القلم بعض آثارها حين ولت طيفا منفلتا ،وصحوا مذابا في أفق النفس .. عصفت متأودة ، ثم ولت بعدما أفلحنا - بقدرما - في تحنيط بعض آثارها .. .. الخاطرة ، هي كل ما خطر على البال ، في ساعة تأمل ، وهي كل ما جرى على مدرج اللاوعي ، في اغفاءة صامتة . وأما تخنيث الألفاظ استئلافا لشبق الهوى، وتصنع الميوعة وزركشة الكلمة بأصباغ مستعرة ، فليس شرطا في خلع مسوح الخاطرة عليها. دون العلامة ابن الجوزي رحمه الله (خواطره )في كتاب دقيق عميق جدا ، وأسماه (صيد الخاطر). فما رأيت له -علي قصر نظري - نظيرا يحاكيه في بابه ، أوكفؤا يضاهيه بين أترابه ،أو ندا يدنو منه ويربو عليه . كتبه في تؤدة وعمق وصفاء ، بألفاظ منتخبة راقية ،ومعان بكر حِسان .. ولم يكن بعد قد اُخترِعت تلك اللغة الزئبقية التي تشعل فتيل الخاطرة ؛ فتخرجها ألسنة لهب عالية ، سرعان ما تثور حتى تخور .. أنا لا تغشني الطيالس والحلى ... كم في الطيالس من سقيم أجرب [/color]