عرض مشاركة واحدة
قديم 16-12-2018, 08:25 PM رقم المشاركة : 43
معلومات العضو
خديجة قاسم
(إكليل الغار)
فريق العمل
عضو تجمع الأدب والإبداع
عضو تجمع أدباء الرسالة
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
تحمل لقب عنقاء العام 2020
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
الأردن

الصورة الرمزية خديجة قاسم

إحصائية العضو







آخر مواضيعي


خديجة قاسم غير متواجد حالياً


افتراضي رد: البنية الايقاعية لمختارات فينيقية

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عادل عبد القادر مشاهدة المشاركة


مهما كان الضيق و العسر فلابد من فرج و يسر
و النفس المؤمنة بقضاء الله و حكمته
لا تضعف ابدا و لا تستسلم لليأس
و لعل من بين هؤلاء


خديجة قاسم / طال الغياب

طــال الغـيـاب وطـالـت الأسـفـار والـشـطّ ضــلّ طـريـقَـه الـبـحّـار

من ألف هـمس ألف شوق أبتدي أهـزوجـة فـيـهـا الـفــؤاد يـحــار

من ألـف نبـض ألـف حلـم دافـئ تقـتـات عـطـر أريـجـه الأشـعــار

من ألف دمع ألف ذكرى لم تزل كالنجـم فـي عتـم الفـضـاء تـنـار


( فى الشعر العمودى يطغى الايقاع الخارجى
بسبب الترقب السمعى لانتهاء التفعيلة فى صدر البيت
و كذلك موعد حلول القافية
الأمر الذى يجعل السامع – ربما – يغفل
عن حركة و عمل الايقاع الداخلى فى النص
هنا استخدمت الشاعرة بحر الكامل مستفعلن /متفاعلن
و اتخذت الراء المتحركة قافية
فماذا عن حرف الراء ؟
متوسط القوة زلقى مجهور
و هو اكثر حرف استخدمه العربى كقافية
و عمل الراء فى اللغة كعمل المفصل فى الجسد
و لا اعرف لغة تخلو منه
و فى المعجم الوسيط 328 مصدر يبدأ بالراء
178 دال على الحركة
42 دال على الرقة و النضارة
29 دال على الثبات و الاستقرار بعد الحركة
فبعد الاستهلال و التصريع
جاء البيت الثانى بالفعل الحركى ابتدى
من هنا كانت القافية الدالة على الحركة
مطابقة للحالة النفسية للشاعرة التى ستبتدىء
فى البيت الاول طغى حرف الطاء
و هو من الحروف الاقوى
فكأنما ارادت الشاعرة ان تستهل بالقوة
و فى الابيات 2/3/4
ترديد للدلالة على الكثرة و التعدد
بجانب التجانس التركيبى )

مادت وتاهت في الشتـات كأنهـا مـطــرود دارٍ دونــــه الأســــوار
وتشـردّت فـي كـل فــجّ تشتـكـي لا الــدرب درب لا الـديـار ديــار
كـم ذا يـطـلّ خـيـال حـلـم سـاكـن ونـوافــذ حـيــرى فـــذاك سـتــار
وغيوم فكر في سماء النفس كم حجـبـت شمـوسـا للخـيـال مـنـار
وصهيـل حنجـرة الشكـاة كأنـهـا نُــذرت لصـمـتٍ مُـزّقــت أوتـــار
وعيـون سهـد أجدبـت فتقـرّحـت جـفّ المعـيـن وغـابـت الأمـطـار

( هنا تجانس تركيبى فى عجز البيت الثانى
و لا يخلو بيت فى هذا المقطع من فعل حركى )

يا رقّـة الطيـر المغـرّد وشوشـي وجـدان صبـر ضـاق فيـه جــدار
يـا ثغـر بشـرى فلتشنّـف سمعنـا غــار الشـقـاء وزلـزلـت أكـــدار
إني على شطّي وإن طال المـدى الـوعــد آت لـــن يـضــلّ نــهــار

( فى هذا المقطع انتشر حرف الشين بكثافة
و هو حرف مصادره دالة على الرؤية
و بذلك تحول الغد الأتى من منطقة الشعور
الى رؤيا العين دلالة على اليقين )
الخلاصة : جاء الايقاع معبرا عن الحالة النفسية للشاعرة
الراغبة فى كسر هذا الجمود و احداث حركة تغيير فى الواقع
من اجل الغد الافضل الاتى و الذى تراه يقينا
قراءة جميلة غاصت في عمق الإيقاع وتناغمه مع الحالة الشعورية والوجدانية الشعرية
سعيدة بهذا الكرم وهذا العطاء الطيب
كل التقدير أ.عادل
دمت طيب العطاء







  رد مع اقتباس
/