طــال الغـيـاب وطـالـت الأسـفـار والـشـطّ ضــلّ طـريـقَـه الـبـحّـار
من ألف هـمس ألف شوق أبتدي أهـزوجـة فـيـهـا الـفــؤاد يـحــار
من ألـف نبـض ألـف حلـم دافـئ تقـتـات عـطـر أريـجـه الأشـعــار
من ألف دمع ألف ذكرى لم تزل كالنجـم فـي عتـم الفـضـاء تـنـار
( فى الشعر العمودى يطغى الايقاع الخارجى
بسبب الترقب السمعى لانتهاء التفعيلة فى صدر البيت
الأمر الذى يجعل السامع – ربما – يغفل
عن حركة و عمل الايقاع الداخلى فى النص
هنا استخدمت الشاعرة بحر الكامل مستفعلن /متفاعلن
و اتخذت الراء المتحركة قافية
و هو اكثر حرف استخدمه العربى كقافية
و عمل الراء فى اللغة كعمل المفصل فى الجسد
و فى المعجم الوسيط 328 مصدر يبدأ بالراء
42 دال على الرقة و النضارة
29 دال على الثبات و الاستقرار بعد الحركة
جاء البيت الثانى بالفعل الحركى ابتدى
من هنا كانت القافية الدالة على الحركة
مطابقة للحالة النفسية للشاعرة التى ستبتدىء
فى البيت الاول طغى حرف الطاء
فكأنما ارادت الشاعرة ان تستهل بالقوة
ترديد للدلالة على الكثرة و التعدد
مادت وتاهت في الشتـات كأنهـا مـطــرود دارٍ دونــــه الأســــوار
وتشـردّت فـي كـل فــجّ تشتـكـي لا الــدرب درب لا الـديـار ديــار
كـم ذا يـطـلّ خـيـال حـلـم سـاكـن ونـوافــذ حـيــرى فـــذاك سـتــار
وغيوم فكر في سماء النفس كم حجـبـت شمـوسـا للخـيـال مـنـار
وصهيـل حنجـرة الشكـاة كأنـهـا نُــذرت لصـمـتٍ مُـزّقــت أوتـــار
وعيـون سهـد أجدبـت فتقـرّحـت جـفّ المعـيـن وغـابـت الأمـطـار
( هنا تجانس تركيبى فى عجز البيت الثانى
و لا يخلو بيت فى هذا المقطع من فعل حركى )
يا رقّـة الطيـر المغـرّد وشوشـي وجـدان صبـر ضـاق فيـه جــدار
يـا ثغـر بشـرى فلتشنّـف سمعنـا غــار الشـقـاء وزلـزلـت أكـــدار
إني على شطّي وإن طال المـدى الـوعــد آت لـــن يـضــلّ نــهــار