۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - الوعد الحق
الموضوع: الوعد الحق
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-09-2019, 11:06 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
محمد برهومي
عضو اكاديمية الفينيق
عضو تجمع أدباء الرسالة
يحمل أوسمة الاكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق
المغرب العربي الكبير
تونس

الصورة الرمزية محمد برهومي

افتراضي الوعد الحق

الوعــد الحــق
************

على طريقٍ بلا بدءٍ و إنهاءِ
مشيتُ والسّيفُ مغروزٌ بأحشائي

أبحرتُ خمسينَ في تيهٍ ..بلا هدفٍ
والقلبُ يرزحُ من ضيقٍ بأعباءِ

زوارقي كانَ موجُ اليأسِ يصفعُهَا
يعيقُهَا الرّيحُ عن سيرٍ و إرساءِ

حتّى تراءى لعينِي فجأة قمرٌ
أضاءَ من وجههِ اللّألاءِ ظلمائِي

وأرسلَ النّورَ في دربي فأشرقَهُ
شكرٍا إلهِي على خيرٍ و ضرّاءِ

محمّدٌ كان ذاكَ البدرَ مكتملاً
ومنْ يضاهيهِ في مجدٍ و علياءِ

محمّدٌ وِرْدُ إبراهيمَ مِنَ أمدٍ
و لحنُ داودَ في صبحٍ و إمساءِ

محمّدٌ قد حكَى موسَى بسيرتهِ
وجاءنَا عنهُ ياسوعٌ بأنباءِ

محمّدٌ كلُّ حرفٍ حينَ ننطقهُ
مذاقُهُ عسلٌ منْ خيرِ أدواءِ

محمّدٌ في خريرِ الماءِ نسمعُهُ
نراهُ عندَ الدّجَى إشعاعَ أضواءِ

نشمّهُ في عطورِ الزّهرِ، نلمسُهُ
بوجهِ طفلٍ صحَا منْ بعدِ إغفاءِ

محمّدٌ في كتابِ الغيبِ معجزةٌ
تُشفي الألَى كابدُوا الأوصابَ من داءِ

أمَا تأوّهَ جذْعُ النّخلِ من أسفٍ
على الرّسولِ، فلمْ يَبْخَلْ بإرضاءِ؟

وانشقَّ بدرُ الدّجَى طوعًا لرغبتِهِ
وسالَ منْ يدهِ فيضٌ مِنَ الماءِ ؟

أمَا علَا فوقَ سبعٍ. والبراقُ لهُ
سفينةٌ عندَ معراجٍ و إسراءِ؟

أمَا تمايلَ ذاك الطّودُ في أُحُدٍ
بأفضلِ الخلقِ في دحرٍ لأعداءِ؟

أمَا تزعزعَ عرشُ الفرسِ في وجلٍ
إبّانَ مولدهِ منْ قربِ إنهاءِ ؟

محمّدٌ كانَ في أحشاءِ آمنةٍ
نبعًا تفجّرَ منْ أعماقِ صحراءِ

لمْ تشعرِ الأمُّ أنَّ الحِمْلَ يرهقهَا
فحَمْلُ أحمدَ محفوفٌ بسرَّاءِ

وحينمَا وضعتْهُ شعَّ من أُفُقٍ
نورٌ رءاهُ الوَرَى في كلِّ أرجاءِ

وبعدِ أنْ صارَ موكولاً لمرضعةٍ
أمْرُ المبجّلِ مَا ضاقتْ بإعياءِ

تفتَّقَ العُشبُ منْ أرضٍ بمقدمِهِ
ودرَّ ضرعٌ و فاضتْ كلُّ نعمَاءِ

في الأربعينَ أتاهُ الوحيُ فانبجستْ
منهُ المقاصدُ في كشفٍ وإجلاءِ

فأكّدَ الله للدّنيَا نبوءَتَهُ
الوعدُ حقٌّ و هلْ يخفىَ على الرّائِي؟

" الخالقُ الحقُّ ، ربٌ لا شريكَ لهُ "
أدلَى بهَا الغوثُ جهرًا دونَ إخفاءِ

قريشُ لمْ يَخْشَهَا رَغمَ الّذي فعلتْ
كمْ كابدَ المُرَّ في صبرٍ و إيفاءِ

حتَّى أَتَمَّ بفضلِ الله دعوتَهُ
فشاعَ اسلامُنَا في كلِّ أنحاءِ

ألفٌ ونِصْفٌ من الأعوامِ ماضيةٌ
ورايةُ الدّينِ في رفعٍ و إعلاءِ

( الحمدُ لله منشِي الكونِ من عدمٍ)
وباعث الرّسْلِ إنقاذًا لدهماءِ

(ثمَّ الصّلاةُ على الهادِي) محرّرنَا
منْ رِبْقَةِ الكفرِ، من جهل وإغواءِ..
__________________________
على البسيط
بقلم محمد مبروك برهومي






الشعر تاج من عقيق باذخ ****
وهو المطية صوب مجد شامخ
  رد مع اقتباس
/