۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - أنا والبحر والمطر
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-11-2020, 06:05 PM رقم المشاركة : 35
معلومات العضو
د.عايده بدر
فريق العمل
عضو تجمع أدباء الرسالة
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
فائزة بالمركز الأول
مسابقة قصيدة النثر 2020
تحمل صولجان الومضة الحكائية
وسام المركز الاول في القصة القصيرة
مصر

الصورة الرمزية د.عايده بدر

افتراضي رد: أنا والبحر والمطر

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد على مشاهدة المشاركة
أنا والبحر والمطر



.. و أظل أسقي الورد و يأبى فؤادي سقيا النسيان
رغم الظمأ القاتل ، ليل مفترس ينهش جسدي ،
وجد ملتهب يذيب مشاعري ..
أشباح غياب تلتهم روحي ..



أروي الورد بــ بعض دمي
بــ نبضات خبأتها لك ..
بـ آهات شعوب معذبة ، أضناها القمع ، وأخرسها سوط الجلاد ..
فـ سكنت مدن الأحزان..


البحــر استقال فما عاد يستقبل النور على صفحته ..
يرفض التطبيع مع ضوء القمر ،
يخاصم المدى ، يُغرق الشمس في ليل سرمدي يرفض الرحيل ..
ما زلت أسامره..

رغم قتامته ، ملوحته و قسوته ..
أقرأ له أخبار جوع ، قتل ، تنكيل ودم بريء يراق على أعتاب المدن ..
كل أخباري حزينة ..



أسأله عنها ..

هل صادفتها ؟ هل مرت بك ؟ هل حدثتها عني ؟
أيها البحر !

ما زلت أشيد بيتا من رمال ..
على واجهته أنقش حلما يلازمني،
يؤرقني ،
يطاردني ،
ويقتلني ..
يكتب اسمها، يرسم وجهها ..

ما زلت
أكافح لهيب الذكريات ، فـ تهزمني، تصلبني على لوح من نار ..
تحرقني ..
وتنثر رمادي في أفق غدَّار ..



أسأل النادل عن دواء للصدع الذي مزق العرب ،
وآخر للصداع الذي احتل مشاعري ..
أسأله فنجان قهوة بنكهة زمن مضى واعتزل ،
بطعم نخوة وشموخ فرسان ترجلوا ..
التقمت حيتان الغياب أرواحهم ،
وجيادهم ،

يعرض عني !

فـ أمضي إليك صديقي الغاضب ،
أحكي لك قصة طفلة رائحتها من رائحة الجنة ،
ترسل الأحلام على ظهر الموج ،
فـ يمرح الحلم في صدري ويلعب ..
تطرز قلبا أصابه سهم
يتمدد على جانبيه حرفان من نور ونار ..

خليلي !
كيف مات الحلم العربي ؟
هل أصبح عدو الأمس صديق اليوم !
وكيف أقسمنا يومها ألا نفترق ؟!
وكيف كتبنا عهدنا على وجه مدى مخادع ،
كاذب ؟


تحت المطر
كانت

عيناها شلالات حنان تغمرني ،
أهدابها مظلة تغطيني ،
أنفاسها تبعث روحي من جديد ..
تربت أناملها على قلبي الملتاع ؛
فـ أذوب بين راحتيها،
أرتل سفر العشاق ،
أتغنى بمزامير الهوى ،

ساعتهــا عشقت المطر ..

تنشر ضحكاتها رهاما ..
على قلبي ،
على عمري ،
وعلى شواطئ روحي ..
فتحلو بنا الحياة ..

طفلة تغفو على صدري ..
تتأبط مشاعري ..
ترتدي روحي وتخلعها في اليوم ملايين المرات
ترسم على وجهي لوحات براءة ،
فراشات من وجد ونور ..

والآن أجلس على شفا هاوية الانتظار ..
تجلدني الذكريات ،
تشتعل في يدي جمرات من شوق وحنين ..

هلم صديقي إليَّ !
اقرأ عليَّ تعاويذ النسيان ..
اجلد الوجع في دمي ..
نقِّ روحي من سحر العشاق ..
قل للعرافة أن تبعثر أصدافها،
تهمس فيها عن وجع الإنسان،
عن ظلم الإنسان ،
وعن جزر الأحزان ..

تسألها الرفق بطالعي المكلوم
تستفتيها :
لماذا ذات مطر التقينا وافترقنا ؟
لماذا أحب المطر،
وأكره المطر ؟

لا تعاويذ للنسيان تصلح للمطر
لا قراءة طلاسم يمكنها أن تجنبنا عشقه
وبين البحر والمطر
بين مالح وعذب كان الحرف نبع نبض ونور
لماذا نحب المطر
ذلك سر تكوينه
ولماذا نكره المطر
ذلك ما لم يعرف بعد

شاعرنا المتألق صاحب النبض المتفرد
أ.أحمد علي
أبدعت في نسج حرف يطل على المطر والبحر
ويمكث بينهما طويلاً
لروحك الراقية كل التقدير
ولحرفك النابض بالجمال يليق به البهاء
مودتي وتقديري
عايده








روح تسكن عرش موتي
تعيد لي جمال الوجود الذي هو بعيني خراب
  رد مع اقتباس
/