اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جهاد بدران
جناية
.
.
" حفر حفرةً عميقةً، ليدفن فيها صمته..
تعثّر بثرثرة لسانه، فوقع مغشيّاً عليه.."
جهاد بدران
فلسطينية
|
جناية
أرتكبها ، فأراد طمسها واخفاء ما اقترفت يداه
ولا أدري لماذا أراد دفن صمته وهو ما يحتاجه
لكتم جنايته.
{حفر حفرةً عميقةً، ليدفن فيها صمته.}
ربما لأنه ليس الفاعل ومن قام بالجناية،لكنه
الشاهد عللى وقوعها،وقد يكون هو الفاعل
وهناك من يشاركه إما في الفعل أو أنه شاهد
الواقعة.
وأرى أن الاحتمال الأول هو الأقرب للمراد.
{ تعثّر بثرثرة لسانه، فوقع مغشيّاً عليه}
هذا ما يؤكد على انه لا يتقن الصمت ويجد
متعته في الثرثرة التي أوقعته في زلل اللسان
وكشف المستور.!
وربما أن الجناية هي في :
(الصــمــت )
خصوصا أن صمته لم يكن في مقامه الصحيح
ولأنه كان عليه أن يقول حتى لا يكون شريكا في
هذه الجناية..
{ فوقع مغشيّاً عليه}
تعني أنه فقد وعيه وحركته بمعنى :
( مغمى عليه )
وهذه الحالة يتعرض لها الإنسان بسبب صدمة ما
وربما أثر تعرضه للضرب..وربما لاستنشاقه الغاز
أيضا.
الوقوقوع في "شرك الثرثرة" يأتي بعد قراره بدفن
صمته.
وربما "للفظة" ــ حفر ــ و ــ حفرة ــ ما يعيد الذاكرة
الى (المكيدة) واسترجاع المأثور :
(من حفر حفرة لأخيه وقع فيها)
ربما يكون هذا المعنى أقرب للمراد لكن فشله في دفن
"صمته" يجلعه بعيدا..!
ومضة خاطفة و ــ بارقة ــ رشيقة مفتوحة على التأويل
الصورة متقنة في التقاطها ومحكمة في بناءها قوية وعمقية
دلالتها ومراميها. توافرت فيها شروط الومض وخصائص
الحكائية فكانت راقية ورائعة وفي كل شئ.
أديبتنا المكرمة جهاد بدران
بوركتم وبوركت الروح النقية محلقة.
احترامي وتقديري