عرض مشاركة واحدة
قديم 06-07-2011, 08:29 AM رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
زاهية بنت البحر
عضو أكاديميّة الفينيق
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / آرام
سوريا
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


زاهية بنت البحر غير متواجد حالياً


افتراضي رد: بانتظار الأمل( رواية لزاهية بنت البحر)

15
سرق الخوف أمنها، وبدد صفوها، فاتسعت عيناها وهي تخرج من غرفتها إلى بهو الدار والهواجس تملأ رأسها، رأت حماتها هي الأخرى بحالة قلق أشبه بالذعر:
- ما الذي يحدث في الخارج يا امرأة عمي؟
- لاأدري، اهدئي سأعرف ماهناك.
- صراخ رجال يملأ الأجواء.. سأنظر من خلف النافذة لمعرفة ما يدور.
- لا.. قد يراك أحد.
- كيف سيراني من خلف النافذة؟
- قلت لك لا تفعلي، سأرتدي ثياب الصلاة وأخرج، ناوليني الغطاء، أسرعي.

تزداد الأصوات علوا مختلطة بأصوات نساء.. تفتح درة باب البيت.. تمد رأسها إلى الحارة.. تلتفت إلى سراب.. تشير لها أن لا تقتربي وهي تغادر الدار.. يلتهما الزقاق.. تمتد يد رجل من الخارج وتغلق الباب.
مازالت الأصوات تعلو.. تعلو.. يختلط الحابل بالنابل.. أصغت من خلف الشباك.. وقع في سمعها صوت امرأة:
- أنت السبب يامنافق، لو أنك أحسنت تربية ابنك لنجت ابنتي من أنيابه القذرة. والله ثم والله، لن نسكت على هذا الأمر، وسترى ما الذي سيحل بك وبابنك.

إنه صوت جارتهم سجية.. أجل هي سجية أم الصبية شهلة، لكن ما الذي حدث؟ الفتاة مخطوبة لابن عمها، وسيتم الزواج بعد شهر، لابد أن الذي أثارها خطب جلل، فهي امرأة متزنة ومن عائلة يحترمها الجميع، ويقال بأنها حليمة، فهيمة.
انتظرت عودة حماتها لكن الأخيرة لم تعد إلى البيت رغم عودة الأجواء إلى هدوئها المعتاد.
توضأت سراب وصلت فرض العصر، وجلست تحتسي قهوة ما بعد العصر، يؤنس وحدتها ما يقوم به الجنين في بطنها من حركات مفاجأة كانت تضع فوقها يدها وتقرأ المعوذتين والسعادة ترسم فوق وجهها ابتسامات الرضا.

منذ مدة احتجبت سراب عن الناس ولم تعد تظهر لأحد، فهي تخاف كثيرا على حملها، وتخشى أكثر أن يرى الآخرون دهشتها وتأملها بما لم تعرفه سابقا، فالتأمُّلُ بشيءٍ غريبٍ يحدثُ لصاحبِهِ دهشةً تجعلُ الآخرينَ في حَيرةٍ من أمرِه.. منهم من يتهمُهُ بالاضطرابِ، وآخرونَ بالجنون، والبعضُ يظنُّهُ حالماً يرنو لأملٍ بعيدِ يوشكُ أنٍ يصطادَهُ بعينينِ مشدوهتينِ بروعةِ الصًّورة وربما كان ضربا من خيال..
سراب تؤمن حقيقة بما علمتها أمها وكانت تردد على مسمعها قولا حفظته عن ظهر قلب"إذا شعرتِ بأنك متشوقة للقاءِ فكرةٍ ما خطرتْ في بالك، فلا تمانعي باعتناقِها إذا كانتْ مفيدةً لك ولمنْ حولك.. ازحفي إليها بكل ما أوتيتَ من قوةٍ إن عجزتِ ركضاً، أو مشياً، وتأكدي بأنك لن تتلوثَي بالغبارِ لأن الفِكرَ الطاهر يكون دائماً نظيفا". هي تعلم بنظافة حملها فلِمَ لا تتعلق بفكرة المحافظة عليه وعلى مستقبله بما سيحضره عادل من مال؟
وعندما عادت أم عادل إلى البيت سألتها عما حدث. هزت المرأة رأسها بأسف واختصرت ما جرى بعدة كلمات، لعنت فيها الشيطان الذي يلعب بعقول الشباب فيقترفوا الإثم عن طيب خاطر، وعند المطالبة بإصلاح الخطأ والإسراع بالزواج يقولون: لم نجبر أحدا على شيء.
قالت سراب بأسف: لا حول ولا قوة إلا بالله، حتى لو كانت خطيبته يرفض ذلك؟
- أجل يا ابنتي لأنه يقول، من تسلم نفسها قبل الزواج لا تُستأمن على عرضٍ بعده.
بقلم

زاهية بنت البحر
يتبع






  رد مع اقتباس
/