سلام الله
مُراودة غريبة
وحين مَوْت
حين موت ،عندما يداهِمُ الإشراقة الانطفاءُ الأخيرُ ، يراوِدني جُوعٌ غريب يمْتد في أوصالي وضلوعي الهزيمة ، يَمْتح مني دمعة الوداع
فـ أختبىء في دموع الآخرين الذين تكتظ بهم الذات والمساحة والذاكرة وما تبقى من استفزاز وجع
أختبىء خوفا من نظرات العتاب وتساؤلهم المشروع والشرعي
فكيف يستطيع القلب الطعام والشرب لحظة وفاة ونهاية عزيز؟؟
حين حدث هذا مع والدي الحبيب رحمه الله وطلبت من ابنة خالي ـ رحمه الله ـ أن تُمدني بقليل من حليب وخبز
نظرت إليّ شزرا ـ مازلت اتلمظ تلك النظرة من عينين قاسيتين ثم قالت: حماقيتي ..؟؟ هل جُننت ِ ؟تريدين طعاما؟
رديت عليها بنفس النظرة وبنبرة أقسى من عينيها وأمرتها أن تاتيني بالطعام وهي الأكبر مني سنا / هي المرة الأولى التي أرفع فيها صوتي على ابنة خالي العزيزة نعيمة
جاءت ب كأسة الحليب على استحياء ودفعتني إلى ركن مظلم ومُنزو وبعيد عن أعين العائلة
لم أكتف بهذا بل عدت إليها أطلب المزيد لكنها هربت مني
ثم
استمرت هذه الحالة على الاقتصاص مني فـ كلما داهمني وجع أحسست بجوع كبير يستحيل وصفه بمجرد فصوص ملساء
إنه الوجع اللذيذ الذي يغير حروفه فيغدو جوعا / وأغدو فتاتا
لعبة نمارسها هو وأنا مراودة جميلة
هو ينسيني تلك الحرقة في لحظتها وأنا العاشقة المتمردة أتلمظها كل آنٍ وأينٍ
هو يناسبه تغيير المعطف ما بين جيم وواو بردا وسلاما على قلبه
وأنا ألتحف نفس المعطف جمرة كاوية
لكن لا أحد استطاع فهمنا أو فهم هذه الشهوة المراودة ـ بكسر الواوـ هي شهْوة ُ لقاءٍ ما بيننا كلما متح الوقت نهاية ورشحها بداية جديدة ..
زهراء اللحظة وعلى المباشر