عرض مشاركة واحدة
قديم 28-10-2010, 03:34 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
صبري الجابري
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع أدباء الرسالة
يحمل أوسمة الاكاديمية للابداع والعطاء
الاردن

الصورة الرمزية صبري الجابري

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


صبري الجابري غير متواجد حالياً


افتراضي رد: في الشعر ... أين هو الزناد

بسم الله الرحمن الرحيم

موضوع أكثر من رائع
يتحد فيه النقد بعلم النفس
أعدك بالبحث فيه ومحاولة الوقوف على رأي من أحد مشايخي

على الصعيد الشخصي
أعتقد الأمر له علاقة بقدرة الشاعر واحترافيته على لمس ما يعتمل في نفوسنا وتجسيدة على شكل من أشكال التعبير الكلامي القريبة من ناحية الفهم اللغوي لمخزوننا الكلامي الذي نفهمه

مثلا :
كلنا يحفظ قول المتنبي ( لا تشتري العبد .... الخ )

مع أنه من الناحية الفنية بيت عادي جدا ولا يحتوي أي صورة فنية ، بيت بدأ بجملة إنشائية عادية وأنتهى بجملة خبرية عادية
بيد أنه حرك شيئا كامنا في نفوسنا ، وكأنه كان يتكلم عن شيء نحس به في كوامننا الداخلية ، وأيضا لأن الكلام فيه كان سهلا غير معجمي يفهمه الصغير والكبير

والمفارقة أنه يوجد في القصيدة نفسها أبيات أكثر حدة وأعمق تصويرا
مثل : لا يقبض الموت نفسا من نفوسهم = إلا وفي يده من نتنها عود

ولكن ربما ليس كل متلق يستطيع وهضم المعنى المراد من البيت ، ليس لقصور في البيت بل لقصور عند المتلقي في ايجاد الدلالة المترتبة نتيجة عدم الدراية الكافية باللغة

في الزمن الحاضر كثير من الناس يتساءل : أين الإعجاز في القرآن ، لا أجد فيه إعجازا
طبعا لأنه جاهل باللغة
بينما كان كفار قريش يتسللون ليلا لسماع الرسول- صلى الله عليه وسلم - وهو يتلو القرآن
وكانوا يفهمون ويدركون ما يسمعون ، لدرجة أنهم لم يحاولوا حتى مجرد محاولة لتقليدة رغم التحدي القرآني لهم بذلك

وعليه :

أرى أن القضية لها طرفان
الاول
الناص واحترافيته على لمس ما يعتمل في نفوسنا وتجسيدة على شكل من أشكال التعبير الكلامي القريبة من ناحية الفهم اللغوي لمخزوننا الكلامي الذي نفهمه ، وذلك لا يتاتى له إلا بالصدق الموضوعي والصدق الفني
فإذا كان الناص مجاملا أو مبتذلا أو منافقا فلن يحقق شرط الصدق بدليل إن معظم قصائد المدح والرثاء لا سيرورة لها بين الناس عدا النتخصصين
بينما القصائد التي كتبها الشعراء نتيجة احتراق نفسي حقيقي وغير مفتعل لاقت رواجا وسيرورة ، لأن الشاعر يكون صادقا أولا ، ولأن هذا الصدق يسوق الشاعر بشكل تلقائي وغير مقصود أبدا لاستخدام ألفاظ قريبة من المعجم الثقافي السائر والذي يفهمه الجميع ثانيا
بينما القصائد المجترة اجترارا ترى الشاعر ينساق تلقائيا وبدون قصد نحو الوصف وتجميله وبالتالي ينتج عنه ميلا للتقعر والتشدق والتنطع غير المقصود طبعا والذي ينتج عنه نفور من المتلقي قطعا

كلنا يحفظ : ركزوا رفاتك
أو سلام من صبا بردى
..... الخ
ولكن لا نحفظ قصائد شوقي في مدح الخديوي
أو قصائدة بمناسبة ختان ابن الخديوي

كلنا يحفظ قصيدة الفرزدق في مدح زين العابدين
ولكنا لا نكاد نحفظ شيئا من قصائده في مدح عبد الملك بن مروان

أنظر مثلا الأبيات الموجودة في توقيعي وهي للمتنبي
لا تكاد تجد فيها كلمة واحدة معجمية
وهي صادقة موضوعيا وبالتالي فنيا
المفارقة إنه قالها بعد أن فارق سيف الدولة ، يعني كتبها لنفسه ، لذلك كان صادقا

الثاني : المتلقي والذي بالضرورة ينعكس علية العامل الأول مباشرة ، مع الأخذ بعين الاعتبار قدرة المتلقي على فهم واستيعاب ما هو أمامة ، والأخذ أيضا بما يتمتع به من ذائقة

وكما قلت يبقى هذا رأيا شخصيا وسوف أسأل من أعرفه من المشايخ الذين تتلمذت على يديهم


الجابري






أَنَا يَا صّدِيْقَةُ قّدْ تَعِبْتُ وَخَانَنِي رَهَقُ الطَّرِيْق
  رد مع اقتباس
/