۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - رَقَاعَةٌ
الموضوع: رَقَاعَةٌ
عرض مشاركة واحدة
قديم 15-03-2019, 03:40 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
محمد عبد الغفار صيام
عضو أكاديميّة الفينيق
افتراضي رَقَاعَةٌ

رَقَاعَةٌ!


بدا في عمر أصغر أبنائي، وإن كنت لا أتمنى لابني أن يتبوأ مركزه على سطوته و رفعته؛ بعدما أسفر بمنطقه الصفيق عن رقاعة مضمرة أبت إلا أن تفجر:
• أحسبك ــ بمكانتك وحيثيتك ــ في غناء عن أن ترى تسجيلاتك المخلة صوتا وصورة، ولك أن تتخيل صرح أحلامك ما تحقق منها وما أوشك ينهار أمام ناظريك، ومعه استقرار أسرتك المصونة، وأمجاد العائلة الميمونة!
لم يكن من الحكمة اصطناع جدل ينبش أتلالاً من ذكريات مطمورة؛ قد يخلف نبشها روائح، وجوائح لا سبيل لكبحها فأردفت:
ــ وما الثمن المطلوب؟
• نحن لا نبيع!
ــ تقايضون إذن؟
• المقايضة ضرب من البيع!
ــ أياً كانت المعاملة إنني على أهبة السداد.
• رضيت أم أبيت؛ فلا خيار لديك!
ــ أيا كان المطلوب فإنني على أتم الوفاء به؛ شريطة الستر.
• الستر! ليس من بضاعتنا، لا بيعا، ولا ابتياعا!
ــ و بعد إذ...؟!
• سنكتريك لأمد غير محدود؛ لتنفيذ تكليفات لا سقف لها.
ــ أتعدون ذي مقايضة، أو بيعا؟ إنها عبودية وابتزاز.
• لعلهما مجتمعين أخف وطأة من الفضيحة!
ــ أين أنتم من المروءة، والشرف...؟
• تلك بضاعة الأغرار، قاطني المدينة الفاضلة.
ــ أحسبكم من قاطني المجارير إذن!
• صحَّ حسبانك، ونقتات فضلاتكم، فهي ما تبقينا على قيد الحياة، و تبقيكم تحت نعالنا!
ــ أية لعبة رقيعة تلك؟
• إنها السياسة، لعبتنا عزيزي المواطن الشريف.
ــ ألا تبا لكم و لها!
• لا بأس، سنمنحك امتياز سب، ولعن غير مشروطين؛ حتى تسكن ثائرة نفسك.
ــ لن تسكن ثائرتي، ولن أذعن لاسترهانكم.
• من يذعن لشهواته يبق أبد الدهر لنا مرتهناً.
ــ "من كان بلا خطيئة فليرمها بحجر".
• آلآن لبست مسوح الرهبان؟
ـــ كما لبستم خلعة الشيطان!
• أبشر! فعقد استكرائك سارٍ ما بقي الشيطان!
ــ لا تغرق في تفاؤلك، فلم أمهر عقدكم المشؤوم بعد.
• لا أجد لك مخرجاً ، أو فسحة من خيار.
ــ لن يفلح سعيك لحشري في زاوية خيارك الأوحد.
• إذن تغز جادا نحو حتفك.
ــ اقض ما أنت قاض.
• لست موسى، و لن يقيل عثارك الخضر.
ــ حسبي إذن أنني خذلت فرعون و زمرته!
• حسناً، بيدك جذبتَ ذراع مقصلتك، و لا أوْبة!
ــ لا ضير، فليكنْ السداد؛ و إنني على أتم أُهْبة!






  رد مع اقتباس
/