رحلةُ المعنى !
إلى الشاعرة : عائشة العبد الله
يا المعنى ، صمتُكَ نقيٌّ
فهبني فيكَ رحلةً أُخرى
بلا ثرثرةِ الموتِ
وخرائبِ القافلةِ وشركِ المسافاتْ
أكلما سبرتُ فيكَ غوراً
تعمّقْ في داخلي متاهُ العماءاتْ ؟
يا المعنى ، يا صُحبةَ الحقيقةِ في شهواتها
يا الحاذقُ المُنتشي
يا سراحَ العمرِ يستقصي السهواتْ
منْ يُقاسمُني فيكَ طرفَ الطريقِ
وعراً ،
حتى إذا وقفتُ بوادي طُوى
في انتحالِ الأبديِّ
أشتعلتُ مُبلّلاً برحيقِ الكلماتْ ؟
فقلْ ، إذا جاءَ الليلُ ممسوساً بخوفي
هل ستُجادلني ،
لتفتعلَ صخبكَ المُعلَّقَ بفاتحةِ الوقتِ
تردَّدَ لزجاً يلتمسُ الثرى
مُعرَّشاً في المجراتْ
ولكَ أنْ تتعافى من جرحِكَ الأولِ
من الخطيئةِ التي كلتها معي
حتى أطبقتْ على دفَّةِ القلبِ
وجعاً ،
تدحرجَ فاغراً في صفقةِ الخساراتْ
فانشدْ عبيركَ المصقولَ بشفةِ ياقوتِكَ الأزرقِ
واتبعْ إرثكَ في اللوحِ المحفوظِ
وخُذْ ما شئتَ
لتشهدَ ختانَ الضوءِ في العبراتْ
فيا صاحبي ، لا تكنْ حذراً
مثلي ، هذه المرَّةَ ،
وتقدَّمْ في حنينِ حدائقكَ
مُنتظراً نورَهُ الآتي يصطحبُ النهاراتْ
تحسّسْ قلبكَ الآنَ ،
واسهرْ معي
ولا تخفْ أنْ تُحصي أدمُعي
فقد جاورتَ فديتَكَ
حيثُ الوصولُ رهانُ العابرِ
من
أعالي
السمواتْ !
لوس أنجلوس
ليلة 7 مارس 2019