۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - مدونة ياسر أبو سويلم الحرزني
عرض مشاركة واحدة
قديم 24-03-2019, 01:37 PM رقم المشاركة : 267
معلومات العضو
ياسر أبو سويلم الحرزني
عضو أكاديمية الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
الأردن

الصورة الرمزية ياسر أبو سويلم الحرزني

افتراضي رد: نقلات صوت (كما لو أصيب معنى)









عبور
...........

لا تخف ، خذ مفاتيح ضوئك من رشح
ماء وضوئك ، واعبر بسلطان سجدة
أمّك قم كاملاً ، قد بعينك ضوء النهار
الضرير الذي عثرا
لا تخف ، اقدح البصرا
ناهز الظلّ ، واصعد إلى مجمع النظرين
تراني هنا ، هل ترى ؟
لا تخف ، رتّق البصرا
هادن الضوء ، واقذف بعينك صوب
منابع هذا المدى ، هل ترى ؟
لا تخف ، احبس الضوء ، عد كاملاً
واغمد العين لا تجرح النظرا
لن ترى

هل ترى ؟
ضاق فجّي ، فصرّ يديك على صوت أمّك وانتظرا
ضاق فجّي ، فقم كفّن الظل ، ذكِّ بعينك
ضوء النهار الجريح الذي احتضرا

إن تذكّرتني مرّتين سأعطيك عيني لكي تسهرا

لا تخف إنّها ليلتي انتبذت
جذع عتمتها ، هادنت غولها واختلت
قدحت نجمها واعتلت
كي تضيء لك القمرا

إن تذكرتني مرّتين سأعطيك عيني لكي تسهرا

لا تخف ، لن ترى
فاخفض القول واهرع
لقرن هلال تقوّس في عين أمّك عرجون شوق وظفر انتظار
لا تخف ، اخفض القول واخضع
لبيرق نذر يلوح بعيداً بأرض الفرار
لن ترى ، فاخفض القول واسمع
للفظة طير تهيّأ في صوت أمّك بحّة حزن
تهجّى فرارك ، فانتدب السفرا
وتلعثم باسمك ، فاختصرا

إن تذكّرتني مرّتين ساعطيك عيني لكي تسهرا

لا تخف ، أنخ الظلّ واصعد إلى مفرق الهجرتين
تراني هنا ، وأنا أنت ، أنت وحيرة أمّي
بعدّ أصابعها مرّتين ، وتنسى
تنادي بإسم مسافرها مرّتين ، وتنسى
تداري خيال مسافرها ، وتغصّ بمن حضرا
أنهر الدمع عن عينها ، وخيالك ينهر فيها وما انتهرا

إن تذكّرتني مرّتين ساعطيك عيني لكي تسهرا

لا تخف رتّل الحمد ، قم فوّج الظلّ
واصعد إلى مفرق الهجرتين
تراني أعتّق نخبكْ
نخبك الضوء يا وجع العمر ، نخبكْ
وكما يفعل العابرون وبالسكتتين
أتمتم فيك حداءً يجوب الثنايا ، يواكب ركبكْ
إن تذكّرتني مرّتين سأعطيك عيني لكي تسهرا

لا تخف إنّها نقلتي بنشيد العبور بجاه القوافي الثقال
سأفاتحها بمفاتيح ضوئك
حتّى يتمّ نصاب الضحى
لا تخف إنّها صيحتي نفثت حرزها في شقوق الظلال
سأخافتها بالصدى وبماء وضوئك
حتّى يئّن غبار الحداء بقطب الرحى
لا تخف إنّها سكتتي لتحرّي أذان القرى
هل ترى ؟
إن تذكّرتني مرّتين سأعطيك عيني
وأفرش ظلّي اليسير حصير صلاة
وأقوم أؤمّك أنت وأمّك كي تعبرا



وكما لو أريد البكاء ، بكيت بعيني البعيدة
وكما لو أعود لأطوي حصيرة ظلّي الشحيح ، نسيت
وقمت لأحدو لطيف جديد يمرّ بليل القصيدة.







.
.






  رد مع اقتباس
/