الموضوع: تحت الركامِ
عرض مشاركة واحدة
قديم 17-02-2021, 01:52 PM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
أحلام المصري
الإدارة العليا
شجرة الدرّ
العنقـــاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
عضوة تجمع أدباء الرسالة
تحمل صولجان الومضة الحكائية 2013
تحمل أوسمة الاكاديمية للابداع والعطاء
مصر

الصورة الرمزية أحلام المصري

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


أحلام المصري متواجد حالياً


افتراضي رد: تحت الركامِ

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نوري الوائلي مشاهدة المشاركة

تحت الركامِ
قلبي تجرّعَ مِنْ أخبارِها وجعا = واهتزّت الروحُ مِنْ أعماقِها فَزعا

الحالُ ليلٌ فلا بدرٌ أضاءَ دجىً = ولا سناءٌ بوقتِ الفجرِ قد سَطعا

ممّا رأيتُ شغافُ القلبِ مُنتَزَع = والحزنُ هشّمَ ضلعَ الصدرِ واقتلعا

بغداد أبكي وأبكي قبل صرختِها = حين التصبّرُ في أوجاعِها طبعا

فيها الشوارعُ حمراءٌ يلوّنُها = دمٌ أُسيلَ على أعتابِها اندفعا

في كلّ حينٍ ذئابُ الغدرِ تنهشُها = كأنّما القتلُ في أنحائِها شُرعا

ما قاربَ الموتُ عزمَ الواثبين بها = وكلّ عزمٍ إذا لاقى الردى خَضعا

بالصبرِ قامتْ كأنّ الصبرَ محزمُها = وفي المصائبِ لم تخنعْ لها جَزعا

لم يسمع العربُ اللاهون صرختَها = ولا الغزاةُ، وكلُّ الكونِ قد سَمعا

نادتْ بصوتِ الإبا والأنفجارُ دَوى = والعصفُ أنْسفَ والدخّانُ قد تَبعا

جمْعٌ مِنَ الناسِ ألوانٌ عقائِدهم = تترى الشظايا على أجسادهِم سَفعا

راعي المذابح ما رقّتْ عواطفُه = رغم الضحايا، عن التقتيلِ ما ارْتدعا

بدون ميْزٍ عموم الخلقِ غايتهم = بل أحرقوا مَنْ إلى الأشلاء قد فَزعا

ما ذنب طفلٍ وشيخٍ أو فتى يفع = أوصالهم قطعاً تعلو السما دُفعا

الكادحون إلى أرزاقهم قُتلوا = والأهلُ تنظرهم شوقاً ومنتفعا

مثلُ البدور ِفتى ضاعتْ ملامحُه = تحت الركامِ ومِنْ آمالِه انْتُزعا

عند الرصيفِ فقيرٌ بائعٌ فُلقتْ= بالعصفِ هامتُه والكفُّ قد قُطعا

وفي الطريقِ عجوزٌ هُدّ كاهله = قد مزّقته الشظايا حانياً وجعا

يجاهدُ المرءُ فيهم كلّ واجهةٍ= ولم يجدْ في كفافِ العيشِ متسعا

بسْم الرحيم أُسيق الأبرياءُ إلى = نارٍ فلو أنّ ماساً مسّها انْصدعا

بئساً لفكرٍ بذكرِ الدين متّخذ = للظلمِ باباً وللدنيا وما ورَعا

قومٌ مقطعةٌ أشلاؤهم فُقدت = ممزوجةٌ بترابٍ بالدما زُرعا

فاخْضرّت الأرضُ والأوصالُ بذرتها = والغصنُ أُثقلَ محمولاً ومفترعا

جذرُ الضحايا نمى للثأرِ مئذنةً = وللسلامِ نداءً حيثما ارْتفعا

شعبٌ جريحٌ وباتَ الجرحُ ساعدَه = فكسّرَ القيدَ والطغيانَ قد صفعا

يجثو لعوزٍ وخيرُ الله حاملُه = كنز إلى الشعبِ منْ إيتائه مُنعا

يصارعُ القهر آلاماً ويجرعُه = مَنْ ذاقَ ما ذاقَ أو مِنْ بعضهِ هَلَعا

رغم المجازرِ والتفريقُ لامسهُ = شعبٌ إلى الظلمِ والعدوانِ ما ركَعا

ما ساومَ الشعبُ جوراً في مبادئهِ = ولا بوعدٍ مِنَ الأشرارِ قد خُدعا

هل كفّ عنك الردى بغداد أسألُها = أو زالَ عنك غبارُ الحربِ وانقشَعا

أو لا تزالُ حشودٌ للعدى جُمعت = من كلّ فج شراراً شرّ ما جُمعا

بغداد اقرأُ سفراً كلّما امْتُحنت = حتّى غدوت لذاك السفر مُنقطعا

لو ذقت يوما أجاجَ المهلكات فقد = سقاك اللهُ ماءَ الخلدِ مذ وضعا



البسيط


بكينا و ما نزال نبكي..
لكن بغداد التي احتملت كل ما لا يحتمل..ستعود
شمسها لن تغيب طويلا..
.
شكرا لك الشاعر القدير د/ نوري الوائلي
شكرا للشعر حين يضعنا أمام جراحنا التي لا تندمل

تقديري






،، أنـــ الأحلام ـــــا ،،

  رد مع اقتباس
/