[رافت ابو زنيمة]

ما لم يقله الياسمين

جاءت برائحة الياسمين
تجرّ اليأس بحبال صوتها
تشكو وجعا ينزُّ من منابع الشعور
تبكي له "متصنمة" عفاريت سليمان
ويئن منه أحد عشر كوكبا والجمر والصخور
تخاف أن يلقيها البحر نحو ذاكرة العبور
رغم قصر المشوار
ونعومة أظافرها
رغم موهبة التعبير
وجمال جوهرها وظاهرها
إلا أن حظها تربى على يد الألم المغرور
ألم سرق من فمها ملعقة الفرح
وابتلع في لجيّة المظلم إناء السرور
‏..............
هو الألم ..
عميلٌ سرّيٌّ في منظّمة الأحزان
يغتال ضوء فجر ( كانْ )
فيكحل الظلام عيون المكانْ
يعانق صاخبة الضوضاء الملكية
لينفي روحانية سر الوجدان
‏...........
جاءت يزفها الياسمين
كأرض من دون سماءْ
كوطن أرهقه الرحيل
ودنسه الأعداء
كغصن فقد زهره
ومل عصفوره النداءْ
‏..............
فوق الغيوم
على رصيف محطة
في عاصمة الكبرياء
( كانت )‏‎
تسفك دمعها
علّها تسقي عطشا
أشد من عطش الصحراء
‏..............
هو العطش .....
عميلٌ سرّيٌّ في منظّمة الألم
يغتصب لذة انتعاش الحياة
سرابه جهارا يروم العدمْ
كلامه يباب ..طريقه غياب
وكأس شفائه يصبُّ السقمْ
‏..............
جاءت مخضبة بالياسمين
تعدُّ على أصابع الرمال
كم من تنظيم يحتلها
الأمل بعيد المنال
رغم شوقها المرتجف
رغم هبات النسيم
رغم المحال
جاءت كحلم
أقفلت دائرة اليأس على عطرها
اجترّت حزنها القديم
ومضت ... ثم مضت ......
وتركت خلفها رائحة الياسمين
‏..........