۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - إنهم يقتلون الورد..
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-08-2018, 09:26 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
خديجه عبدالله
عضوة أكاديمية الفينيق للأدب العربي
عضوة تجمع أدباء الرسالة
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
إحصائية العضو







آخر مواضيعي

خديجه عبدالله غير متواجد حالياً


افتراضي إنهم يقتلون الورد..

إنهم يقتلون الورد....🌷


بعد غيبوبة ألمت بها. وسط تلك الوحشية المقيتة, بروض ينعم بالحياة, في مدينة يسكنها الهدوء والاستقرار, استفاقت تصرخ لا.. لا تتلف الوَردُ , أمي لقد رأيته ذلك الجندي المتوحش كان يدوس النباتات, يحرقها, يتلفها, ويعبث في سنا القناديل,,. ويعتقل الأطفال ويلقي سلال الوردُ من أيديهم .لما ذا يعبثون ببلدنا هكذا ويحولونه صحراء وأشواك .من هؤلاء يا أماه من أين أخذ الورود بعد اليوم, وحقولنا أضحت رمادا ...!..؟


يتوالى القاء القذائف والبراميل الحارقة على السكان الآمنين, لا يهدأ ليلهم ,ولا يستكين نهارهم, دوي انفجار يُسمع الأصم هنا وهناك .وضحايا غصت بأناتهم أرصفة الشوارع ,قبلت الموت بروح راضية لا خيار لها إلا الاستسلام.


وفجأة يدخل أحد الأطفال. وقد تضرج في دمه بين الحياة والموت, في منظر تهتز له أروقة المشفى. تصرخ الطفلة مجددا أمي هذا فادي كان معي في الحقل. عندما كنا نسقي النبات ونقطف ما نحتاجه من الورد للاحتفال المدرسي .. ما به هكذا لا يتحرك .......؟


لم يسعف فادي مبضع الجراح .ولا امتداد الصوت في صفير الريح. يموت والوردة مازالت بين يديه ..تحتفظ بنظارتها وهي ترتوي من دمه . بعد أن وقف الطب حائرا أمام جبروت الباطل, هو شهيد, يا ابنتي شهيد.. يتردد القول على لسان والده .وهو يعتصر ألما , إنهم يقتلون الورد.. هم يدمرون البراعم ,يدوسون الأزهار. يشيخ الورد لرؤيتهم وهم يرقصون على موت الغصون. ويحتفلون بين الرماد.. لم يعد الورد يا ابنتي يؤمن بمقدم الربيع, حين أطلق الخريف العنان لذلك المارد بداخله .ليعتدي على نواميس الطبيعة, ويدمر براعم تتسلق سلم الحياة لتنعم بغدٍ مشرق, شياطين لا يؤمنون بمعتقد النقاء, مات الورد يا أبناء الأرض, توارت معه أحلامنا الكبيرة.. حين غفت الفراشات عن مناغاة الزهر. وتهاوت الأغصان عارية.


انتزعَ الأب الوردة من يد فادي ووضعها على قبره, وهي تودع روح الحياة وكأنها ذبلت لرحيله .
جمع الأب رباط جأشه متغلبا على حزن سكن بين أضلاع ذاوية عُزف بها لحن وداع ,و ذهب لحقل الموت في صمود وتحدي ورغبة وعزم .أن يهتم بزراعة الأرض, ليثبت لهم إن الأرض لا تموت. مهما بلغ جبروت معاولهم ونار قذائفهم ,مادام وقود الإرادة يسري في الشرايين !,شده منظر وردة ملقاه مازالت متشبثة بدورة الحياة ونبض الأرض ,أخذها ونفض ماعلق بها من أتربة وضمها بين يدية وهو يسقيها بدموعه.














  رد مع اقتباس
/