۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - لعنة الفراعنة ام قانون التطور هو من جعل هذه الامة بالحضيض؟؟؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 19-11-2012, 07:26 AM رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
زحل بن شمسين
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الاكاديمية للابداع والعطاء
العراق
افتراضي رد: لعنة الفراعنة ام قانون التطور هو من جعل هذه الامة بالحضيض؟؟؟

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود 12
شبكة البصرة

صلاح المختار

تذكر دوما ان الاسماك الميته وحدها تسبح مع التيار
مالكولم مكريدج



ان الفتنة الطائفية لم تكن ممكنة الظهور الا بعد وصول خميني للسلطة وقيام نظامه على اسس طائفية رسمية،

تمثلت في جعل مذهب ايران الرسمي هو المذهب الاثنى عشري واعتبار الفقرة التي تثبت ذلك من الفقرات غير القابلة للتغيير في دستور ما سمي ب (جمهورية ايران الاسلامية)، لان الشاه كان قومي الاتجاه صراحة ودون لف او دوران ولم يغطي نزعته التوسعية بغطاء ديني او طائفي الامرالذي حرمه من العثور على عرب يدعمون دعوته الطائفية في الوطن العربي، لكن خميني الذي هاجم القوميات وتبنى شعارا، اثبتت الاحداث اللاحقة كلها زيفه، وهو (نشر الثورة الاسلامية) خلق ما يسمى عملية تداخل الخنادق، فالاسلام هو دين العرب وثقافتهم وروح قوميتهم العربية ولذلك فان كل مسلم قريب من العرب وجزء من معسكر الاسلام.
وترتب على هذه الحقيقة ان التحسب من المسلمين والشك بهم كان منعدما او شبه منعدم وحسب الحالة وبفضل هذا الاختراق، الذي تم على نطاق واسع في فترات معينة، حصلت مصاهرات بين العرب والفرس ونشأت جاليات فارسية في بعض الاقطار العربية مثل العراق دون بروز حساسية قوية ضدهم. وحالة ايران المسلمة تختلف – على الاقل نظريا – عن حالة الكيان الصهيوني القائم على ديانة اخرى غير الاسلام وبينها وبين الاسلام صراعات قديمة فنشات نظرة شك واحيانا عداء بين العرب والمسلمين من جهة واليهود من جهة ثانية، انتجت حصانة ضد اختراق اليهود للعرب والمسلمين، كما ان الاستعمار الغربي بالاضافة لدعمه انشاء اسرائيل نهب ثروات العرب وقسم اقطارهم ومنع وحدتهم واضطهدهم مباشرة بواسطة قوات الاحتلال البريطانية والفرنسية ثم الامريكية، او بواسطة انظمة عربية نصبها الغرب لاجل دعم استعماره للوطن العربي، فنشأت اجيال من العرب ترى ان الغرب عدوا خطيرا لهم، وكما تجاه الصهيونية فان الحصانة ضد التغلغل الغربي الاستعماري كانت موجودة وقوية جدا.

بفضل تداخل الخنادق بين العرب والفرس بوجود دين مشترك بينهما تدهورت الحصانة لدى اغلب العرب ضد الفرس وايران وانعدم التحسب من تاريخ الصراع بين العرب والفرس وتم نسيانه تقريبا، ونشأت فكرة غير دقيقة وهي وجود اخوة ايرانية عربية بفضل الاسلام، كل تلك الحالات سمحت بنمو الطائفية وتوسعها تحت الرماد وسرا في البداية الى ان تفجرت حينما جاءت اللحظة التاريخية المناسبة. فماذا حصل؟ لقد كشفت ايران واتباعها عن كل ما كانت تخفيه تحت غطاء التقية خصوصا بعد غزو العراق في عام 2003 وتمثل ذلك فيما يلي :


1 – اصبح الحديث الايراني المباشر عن وجود تزييف للاسلام من قبل الصحابة ابو بكر وعمر وعثمان علنيا،

حيث اتهموا بالسطو على السلطة وحرمان علي منها وادعو ان امامة علي نص عليها القرأن. وفي اطار ذلك بدأت اوسع عملية استفزاز للاغلبية الاسلامية بسب الصحابة والتشهير بهم عبر قصص اما كاذبة او مشوهة، مما دفع الطرف الاخر للرد بنفس الطريقة وهكذا نشأت حالة توتر واحقاد متبادلة.

2 – وتمادى البعض من انصار ايران فقاموا بالطعن بعائشة زوجة النبي واتهموها بالزنا، وقام رجل دين ايراني مشهور بتأليف كتاب يتهم في عمر بن الخطاب بالشذوذو الجنسي! ومجدت ايران ابو لؤلؤة

المجوسي قاتل عمر بن الخطاب وعدته بطلا قوميا فارسيا، وبالطبع فحينما تصل الامور الى حد الطعن اللااخلاقي برموز الاسلام الاساسية فان الحالة تتحول الى نوع من نزعة الانتقام والحقد الشديدين.

3 – حينما وقع غزو العراق لعبت ايران الدور الحاسم في انجاحه كما اعترف الكثير من قادة ايران وفي مقدمتهم نائب الرئيس الايراني محمد علي ابطحي في مطلع عام 2004 في مؤتمر في الامارات العربية حينما اكد بانه (لولا مساعدة ايران لما نجحت امريكا في غزو افغانستان والعراق)، وهذه ال (لولا) شرطية وتحدد الدور الايراني في غزو العراق وهو انه لازم للنجاح الامريكي وبدونه كان مقدرا للغزو ان يفشل. وهذا الدور الايراني المباشر في غزو العراق ودعمها لخطة امريكا لغزوه وتدميره وتقسيمه حولت الصراع بين العرب وايران الى صراع رئيس وليس الى خلافات ثانوية.

4 – عندما استولت قوات الاحتلال على العراق، بدعم مباشر من ايران التي ادخلت فيلق بدر، وهو قوات عراقية ومن اصول ايرانية غالبا دربت في ايران، واخذ هذا الفيلق يقوم بعمليات تصفية جسدية شاملة للعراقيين

وبلا رحمة وبطرق غير مألوفة حيث كان العراقيون يقتلون وترمى جثثهم في الانهر واماكن القمامة والمستنقعات حتى تتعفن ويصعب تمييزها. وكان الدافع مزدوج طائفي شمل كل سني فقتل الالاف على الهوية او سياسي شمل كل وطني مناهض للاحتلال او رافض له. ولقد وصلت حصيلة الغزو من الشهداء الى اكثر من مليوني عراقي قتل اغلبهم على يد فرق الموت الايرانية بمساعدة امريكية مباشرة او ضمنية. لقد انتشرت فرق الموت في كل مكان واصبح الناس يوميا يعثرون على جثث بالمئات واعترف الاحتلال وحكومته بان العدد اليومي لمن يتم اغتيالهم وصل الى ما بين 250 و300 قتيل عراقي! وبالطبع كانت هناك فرق موت امريكية واسرائيلية وكويتية وكردية عراقية تخصص كل منها في قتل نوع معين من الناس، ففرق الموت الاسرائيلية تخصصت بقتل العلماء بينما تخصصت فرق الموت الايرانية بقتل الضباط والطيارين العراقيين الذي قاتلوها حينما حاول خميني غزو العراق رسميا فاندلعت الحرب بين البلدين، كما ان هناك فرق موت اجرامية اخرى هدفها الحصول على الفديات من الناس. في جو القتل المنظم الطائفي وغير الطائفي تحول العراق الى ساحة قتل وقتل مضاد وتهجير وتهجير مضاد للاخر، واعيد تشكيل التجمعات السكانية على اسس طائفية وتمزقت الكثير من روابط العراقيين الاجتماعية والاسرية نتيجة لهذه الحرب المفجعة والتي لم يسلم منها بيت ولا حارة. فمن جهة كانت فرق الموت الايرانية غير الايرانية تقتل يوميا بلا رحمة ومن جهة ثانية كانت فرق الموت التابعة لطائفيين سنة تقتل الشيعة!

5 – وزاد الطين بلة نجاح ايران في احتلال المركز الاول في اصطفاف القوى السياسية التي دعمت الاحتلال، فبعد ان سقطة وزارة اياد علاوي شكل الوزارة ابراهيم الجعفري، وهو من اصل باكستاني ولاءه لايران رسميا،
وبعده شكل الوزارة نوري المالكي ومازال رئيسا للوزراء بقرار امريكي ايراني مشترك، لذلك فان فترة حكم الاحتلال بغالبية سنواتها هي فترة تحكم ايران بالحكومات واجهزة الدولة وتلك الوضعية مكنتها من القيام باوسع التصفيات الجسدية للعراقيين الوطنيين الرافضين للاحتلال ونهب اغلب ممتلكات الدولة واسلحة القوات المسلحة وتدمير ما تبقى من معامل لم تستدعي سرقتها لاي سبب. وترتب على ذلك ان القوى الاساسية التي اعتمد عليها الاحتلال في الاستمرار والبقاء والصمود بوجه المقاومة الوطنية المسلحة كانت من اتباع ايران، الذين تشكل منهم الجيش الجديد والشرطة الجديدة واجهزة الامن الجديدة وجهاز الدولة الجديد.

6 – وتمكنت ايران من تغيير البنية السكانية للعراق، فقد تعاونت مع العصابات الكردية وقوات الاحتلال الامريكية في تنفيذ اخطر واوسع تغيير سكاني، وتمثل ذلك في تهجير اكثر من سبعة ملايين عراقي

من ديارهم واغلبهم من السنة اما الى خارج العراق، حيث هرب من القتل اكثر من خمسة ملايين عراقي الى دول اخرى، او داخل العراق الى مناطق اكثر امنا نسبيا، وملأ الفراغ بجلب اكثر من اربعة ملايين ايراني ممن يتقنون اللغة العربية خصوصا اللهجة العراقية ومنحوا الجنسية العراقية كما جلب اكراد من ايران وتركيا واوربا وسوريا ولبنان واسكنوا في العراق ومنحوا الجنسية العراقية في شمال العراق. وهذه العملية كان هدفها تغيير بنية العراق السكانية حيث كان يجب خفض نسبة العرب من نسبة 85 % من السكان الى ما لا يزيد على 25 % لاجل تسهيل عملية تقسيمه بقرارات داخلية وليس بقوة الاحتلال المباشرة. وهذه حقيقة اكدها ابراهيم الجعفري حينما كان رئيسا للوزراء باعترافه بان حكومته منحت الجنسية العراقية لمليوني ونصف المليون شخص. ان تغيير التوازن السكاني العراقي كان من اهم اهداف اسرائيل المعلنة.

7 – اسست ايران مقرات لمخابراتها في المدن العراقية واخذت تتحكم بالدوائر الحكومية بواسطة التنظيمات الموالية لها، واخذت ايران تصدر للعراق اغلب منتجاتها السيئة والفاسدة من طعام ودواء
واجهزة وغير ذلك، فنشأت شبكات اخطبوطية معقدة في العراق تتحكم فيها المخابرات الاريانية.

8 – بعد ان احكمت ايران قبضتها على الكثير من مناطق العراق،واشعلت اكبر فتنة طائفية وخلقت نزعة ثأر خطيرة فيه، ونكرر بدعم امريكي مباشر لكل ذلك لان هدف امريكا هو نفسه هدف اسرائيل وهو تقسيم العراق

والتمهيد لذلك بتفكيكه، بعد اكمال ذلك انتقلت ايران للهيمنة على الاقليم كله فعادت للمطالبة بالبحرين وحركت ادواتها فيه ونشرت انصارها في كل اقطار الخليج العربي، وانتقلت الى المغرب العربي حيث اشترت انتماء الكثير من الفقراء، بالمال واخذ التشيع الصفوي يظهر هنا وهناك مثيرا زوبعة خطيرة في دول المغرب العربي والسودان ومصر، وظهر صراع جديد لم يكن مألوفا على الاطلاق في المغرب العربي ومصر والسودان وهو الصراع السني الشيعي، وتوسعت ايران واخذت تعمل في العالم على نشر التشيع الصفوي مستغلة اموال النفط الهائلة للدعاية وشراء الفقراء او اقناع جماعات او اشخاص بقبول التوجه الايراني. ان هذه الدعوة التبشيرية ادت الى اثارة اكبر توتر سني شيعي في تاريخ الاسلام وتحول الى صراع دموي راينا اثاره في اليمن حيث وقع تمرد الحوثيين، ولبنان حيث استثمر حزب الله التابع لايران سمعته الطيبة التي حصل عليها في مقاتلة اسرائيل لفرض نفوذه والانتقال من حزب مقاومة الى حزب كسر التوازن التقليدي في لبنان وصار احداطراف الصراع اللبناني اللبناني.
بفضل ايران وبدعم امريكي مباشر وغير مباشر نجحت ايران في احداث انقلاب جذري في طبيعة الصراع في الوطن العربي والاقليم كله فبدلا من اعتبار الصهيونية وكيانها العدو الاول والرئيس وجدنا ان الطرفين الشيعي والسني اعتبر كل منهما الاخر هو عدوه الاخطر ومن ثم العمل مع اي طرف اخر سواء كان مسلما او غير مسلم ضد خصمه ومنافسه! لقد تحول الصراع وتراجع العداء لامريكا والصهيونية الى الخلف واصبح الانسان العربي شيعيا او سنيا يخشى من المسلم الاخر اكثر مما يخشى من امريكا واسرائيل. وهنا راينا امريكا والصهيونية تدعمان ايران مباشرة وما ايرانجيت الا مثال صارخ على ذلك، لان ايران تقوم بدور كانت اسرائيل وامريكا وقبلهما بريطانيا وفرنسا تريد القيام به ففشلت كل هذه الدول الاستعمارية لكن ايران نجحت فيه وهو اشعال فتن طائفية في الوطن العربي وجعلها تطغى على الصراع مع الصهيونية والاستعمار وتزيحه بقوة.

9 – ولكي تحافظ ايران على قدرتها على التاثير في الاقطار العربية فانها لجأت الى لعبة استخبارية معروفة وهي ارتداء زي المناهضة لاسرائيل برفع شعارات ضدها وضد امريكا، مع انها لم تقاتل ايا منهما بل قاتلت عمدا واصرارا القطر العربي الوحيد الذي امم النفط وسخره لخدمة الشعب وهو العراق،
وتنفيذ خطة مقاتلة اسرائيل في جنوب لبنان الذي كان محتلا ليس لتحرير فلسطين بل لاكتساب سمعة طبية لدى العرب تسمح لايران بمواصلة التغلغل في صفوفهم ونشر الفوضى الطائفية ـ وكان حزب الله هو الاداة الايرانية الاخطر والاشطر في تنفيذ هذه الخطة، اذ انه قاتل اسرائيل في جنوب لبنان وكان احد اهم عوامل انسحابها منه، فاكتسب السمعة التي كانت تريدها ايران لتسخدمه كواجهة لها ولتوسعها الاستعماري في الوطن العربي.

من هنا فان من يعد ايران دولة مقاومة ورفض للنفوذ الامريكي وللصهيونية واهم جدا او لديه مصلحة شخصية وعليه ان لا يقتطع حالة جنوب لبنان عن سياقها الاقليمي ولا عن اطارها الستراتيجي، وان ينظر لما حدث في لبنان في نهايته وليس الاكتفاء ببدايته، اي ان عليه ان يرى نهاية الاحداث في لبنان وغيره واين وصلت بفضل حزب الله وتبعيته لايران. ان حزب الله وبعد ان نفذ الخطة الاساسية وهي اكتساب سمعة طيبة واستغلها في كسب الانصار لايران من العرب وبلا اي مواربة او لف او دوران، اصبح حزيا لبنانيا لا صلة له بالمقاومة المسلحة منذ عام 2006 وحول سلاحه وامكانياته للسيطرة على لبنان، وقتل لبنانيين في عام 2008 بلغ عددهم اكثر من 120 لبنانيا عند احتلاله لبيروت وطلق الحرب مع اسرائيل!

ولعل عدم القيام باي عمل عسكري منذ عام 2006 وحتى الان في مزارع شبعا وقرية الغجر، وهما ما تبقى من اراض لبنانية محتلة من قبل اسرائيل، او في جنوب لبنان دليل على انه لم يعد حزب مقاومة، كما انه توقف عن مقاتلة اسرائيل عبر الحدود وهو ماكان يفعله حتى بعد خروج القوات الاسرائيلية من الجنوب وما حرب عام 2006 الا نتيجة لاختطاف جنديين اسرائليين، وهي احد الامثلة على مواصلة حزب الله حتى عام 2006 مهاجمة الدوريات الاسرائيلية واختطاف الجنود او قتلهم لاجل ابقاء الاضواء مسلطة عليه وكسب الانصار العرب وتسخيرهم للتغطية على الدور الاستعماري الايراني في الوطن العربي خصوصا في العراق المحتل.

لذلك يجب الانتباه جيدا الى ان الحديث المتساذج عن وجود معسكر (الممانعة والمقاومة والتصدي) ليس سوى وهم وخداع يناقضه واقع الحال ويجب التخلي عنهما لان كل الاحداث نفت وجوده خصوصا بعد حرب عام 2006، ويستثنى من ذلك طبعا العراق المقاوم فعلا وواقعا لانه يخوض معركة العصر الستراتيجية مع امريكا وخلفها الصهيونية وكيانها منذ عام 1991 وحتى الان بلا توقف، وهذا النفي القاطع لوجود مقاومة وممانعة وتصدي يتكون من ايران واطراف اخرى حليفة لها يشمل حماس التي تخلت عن المقاومة كخيار ستراتيجي وحولتها الى اداة ضغط من اجل مساومة توصل لاقامة دويلة فلسطينية منزوعة السلاح في الضفة وغزة وهو خيار استسلامي مساوم ومرفوض.
هذه البيئة التي خلقتها اثارة الفتن الطائفية وحولت مجرى الصراع الرئيس من مجرى مواجهة العدو الاصلي والحقيقي، وهو الاستعمار الغربي والصهيونية، الى مواجهة العدو المفتعل وغير الحقيقي وهو الطرف الطائفي الاخر، انتجت انحرافات اخرى خطيرة جدا، فبما ان الحرب لم تعد مع الصهيونية والاستعمار من الناحية العملية وبما ان العدو اصبح ايران بالنسبة للكثير من العرب والقومية العربية للكثير من انصار ايران ولايران، فان امكانية التعاون مع امريكا ضد الطرف الاخر اصبحت ممكنة!

هل ترون لم اختفت شعارات مناهضة امريكا واسرائيل من انتفاضتي مصر وتونس؟ وهل ترون السر وراء عدم ظهور هتافات او شعارات ضد امريكا واسرائيل في تظاهرات اليمن وسوريا؟ لقد تغلب الثانوي على الرئيسي، وهذا ما استغلته امريكا لتحقيق اخطر اختراق للعرب وهو ما نراه في ليبيا حيث وجد احمد الجلبي الليبي الذي يتعاون مع حلف النيتو صراحة ويرفع اعلام فرنسا وامريكا في بنغازي وترسل قيادة المعارضة الرسائل الى نتنياهو مؤكدة ان ليبيا الجديدة كالعراق الجديد ستعترف باسرائيل، اما في سوريا، التي كنا نسميها وبصواب تام قلب العروبة النابض والحديقة العطرة التي نشأ فيها الفكر القومي الحديث، تتحول الى بؤرة راينا فيها احمد الجلبي يتجول في طرقات حماة وراينا انصاره في حماة يستقبلون السفير الامريكي بالورود والزهور مع ان امريكا مازالت تذبح العراقيين تواصل دعمها لذبح ابناء فلسطين، كما راينا سوريين يحضرون مؤتمرا اقامه الصهيوني المخضرم برنار ليفي لدعم ما يسمى (المعارضة السورية) وتحضره المعارضة او بعض عناصرها وكأن شيئا لم يستجد!

وانتظرنا بيانا من المعارضة السورية يتبرأ ممن استقبلوا السفير الامريكي بالورود فلم يصدر البيان، وانتظرنا بيانا اخرا يتبرأ من مؤتمر باريس فلم يصدر، بل ان عبدالحليم خدام الذي يعد الان احد اهم قادة ما يسمى ب (المعارضة السورية) ويتحول بسرعة الى نسخة من احمد الجلبي وكان نائبا لرئيس الجمهورية في سوريا وكان وقتها احد اخطر اعمدة الفساد والديكتاتورية، بعث برسائل الى رؤوساء امريكا وفرنسا وروسيا يطالبهم بالتدخل وانشاء منطقة محمية في دير الزور تتحول الى قاعدة ل(تحرير سوريا)! ومع ذلك ورغم خطورة ما سبق ذكره لم تصدر المعارضة السورية اي توضيح او رد بشان موقفها من دعوة خدام! فهل هذا الصمت بلا معنى مع انه صمت على دعوة وترحيب بغزو امريكا وحلف النيتو لسوريا وهو ترحيب يطابق دعوة احمد الجلبي لامريكا لغزو العراق وتفاخره بانه كان وراء اصدار (قانون تحرير العراق) من الكونغرس الامريكي في عام 1998 الذي استخدمه بوش الصغير للقيام بغزو العراق؟ هل يمكن لوطني سوري ان يبقى وطنيا حقا وهو يمد يده لامريكا وحلف النيتو مع ان الموقف من امريكا هو المعيار الاول للوطنية ونقاوة الضمير؟ واذا لم تكن دعوة امريكا والنيتو للتدخل هي اكبر الفتن واخطر كوارث العرب فما هي اذن؟

ان الدم العراقي مازل يسفح والدم الفلسطيني خصوصا دم القدس مازال يسيل بغزارة بفضل الدعم الامريكي لاسرائيل، فهل تغيرت امريكا؟ طبعا لا امريكا لم تتغير وفرنسا وبريطانيا لم تتغيرا ابدا بل تشددت هذه القوى في مواقفها وتطرفت اكثر مما مضى في عداءها للعرب، اذن من تغير وتخلى عن مواقفه؟ الذي تغير هو من كان يشتم امريكا ويقف ضدها حتى عام مضى لكنه تغير بعد ان اربكته المفاهيم وعمليات غسل الدماغ الجماعية واوصل لحالة اليأس وحافة الموت ولم يترك من خيار له سوى ان يصبح احمد جلبي اخر، ولكي لا يتذكر انه اصبح جلبي اخر يغمض عينية ويسد اذنيه ومنخريه كي لا يسمع ولا يرى ولا يشم الا ما يريد رؤيته وسماعه وشمه!

ان العرب اليوم، وهم يعيشون ما يسمى ب (ربيع العرب)، يواجهون اسوأ كوارثهم في العصر الحديث ومنذ مئات السنين لانهم يواجهون مفارقة مضحكة مبكية فهم لا يقتلون الان بيد امريكا او اسرائيل، كما حصل ويحصل في العراق وفلسطين، فقد تعلمت امريكا درس العراق وقررت ان لا ترسل قواتها لغزو الاقطار العربية، كما كان مقررا بالاصل، لتجنب الغرق في جحيم المقاومة المسلحة بل من الضروري

ان يصبح قتل العرب بايد عربية وليس بيد امريكا كي يسمح ذلك بانخراط الاف العرب في نشاطات تنظمها وتوجهها وتحدد اهدافها وشعاراتها امريكا، دون تردد او خوف من تهمة العمالة! انها لعنة الحرب الاهلية العربية التي بشر بها الاباء المؤسسون لاسرائيل وعملوا من اجل اشعالها، انها لعنة الحرب الاهلية التي بدا بوش الابن والمحافظون الجدد بتطبيقها في العراق بقوة امريكا فعزلت وكرهت امريكا اكثير مما سبق فكان ضروريا نزع كراهية العرب لامريكا واسرائيل وزرعها ونشرها بين العرب انفسهم عن طريق تصنيع (ربيع العرب).

أيها العرب الحريصون على شرفهم ونقاوتهم انتبهوا : الجلبيون ينتشرون الان، نراهم في سوريا وليبيا واليمن، ومعهم نرى اغتصاب الضمائر قبل الاجساد يعرض من شاشات قناتي الجزيرة والعربية اللتان تحولتا الى ماخورين متخصصين في عرض افلام البورنو – اي الافلام الاباحية - المدبلجة او المزيفة حول (ثورات) هيلاري كلنتون (جميلة بوحيرد ثورات العرب)*، وبرنار ليفي (جيفارا ربيع العرب).

يتبع
14/8/2011
Almukhtar44@gmail.com

*مع الاعتذار من المناضلة جميلة بوحيرد على تشبيه هيلاري بها فالتشبيه هو تذكير منا بمناضلة جزائرية عربية فذة وكبيرة هي جميلة بوحيرد التي قاتلت الاستعمار الفرنسي ووقعت في الاسر، هدفه اظهار الطبيعة الاستعمارية لهيلاري.






  رد مع اقتباس
/