[قصي المحمود]

ابتلاء
مشكلتي مركبة ومثلثة الأضلاع وهي أن جيراني على اليمين يسكن أبن عمي وجاري على اليسار تسكن خالة زوجتي التي تحشر أنفها في كل واردة وشاردة وبينها وبين ابناء عمومتي خصومة دائمة إفتعلتها عائلتها وورثتها عنهم، زواجي من زوجتي حتمته ظروف قاهرة وكنت مضطرا للتعايش معها وخاصة بعد أن أنجبنا عائلة، حاولت قدر المستطاع أن أجعل علاقتي متوازنة مع الطرفين، لكن عندما يتخاصم اطفالنا مع اطفال أبن عمي تقيم الدنيا زوجتي ولا تقعدها، بنفس الوقت عندما يتخاصم اطفالنا مع ابناء خالتها توبخ أطفالنا، في أحد الأيام تخاصم أطفال أبن عمي وأطفال خالة زوجتي، عندما عدت للبيت كانت الشرطة عند باب أبن عمي، عندما استفسرت قالوا لي أن زوجتك تقدمت بشكوى الاعتداء عليها وعلى اطفالها، الجيران وأبن عمي قالوا أن أولادك واولاد خالة والدتهم من اعتدوا عليهم، وقعت عن التنازل لكوني رب الأسرة ووعدتهم خيرا، دخلت للدار مسرعا يعتريني الغضب، وجدت زوجتي مع خالتها يشربان الشاي، لم أتمالك أعصابي وصرخت: أسمعي أيتها المرأة، عائلتي أولا ولتذهب خالتك وأبن عمي للجحيم، اختاري بين الطلاق والفراق أو نحن وأولادنا أولاً، خرجت خالتها متوعدة، خاصمني أبن عمي، لكن لأول مرة تصمت زوجتي وأغفو براحة بال.