[محمد الجندي]

من تطلع الى سماء سلمية هذه الفجرية يندهش لحركة طيور السمرمر الدائبة
ومن لايعرف السمرمر يتساءل !!! اما من سمع عبارة
( جاك السمرمر يا جراد)
يعرف سبب حركة هذه الطيور التي لاتغط على الارض واذا حطت فانها تعجز عن العودة الى السما
لقصر ارجلها.
والسمرمر طائراسود اللون يتغذى على البرغش والذباب وبالاخص الجراد والنمل الطائر ومن هنا كان القول:
اذا غضب الله على النمل جعل له اجنحة يطير بها فما ان يطير الى السماء حتى يلتقطه السمرمر
وقديما عندما كانت سوريا تبتلي اي يغزوها الجراد كانت ترسل في طلب دواء من العراق ترشه في الاماكن المبتلاة فيهرب الجراد خوفا من رائحة السمرمر
وسوريا المصابة بالجراد لم تكن على وفاق مع العراق يوم ابتليت بالجراد فعاث بها فسادا حتى اتى على الزرع والضرع وانتشر فيها البرغش وهجر شبابها وقتل اهلها شبانا وشيبا ولم يبق طفلا وحرم من يسعفه الواقع بالهجرة خارج حدود ماكان وطنا الى الغربة حرمه حتى النوم والقرار فبات قلقا لايعرف الى النوم سبيلا عيناه شاخصة الى السما
واليوم خرج يتطلع الى السما ليرى خيال محمد الفارس المجند للقتال دون سن الخدمة واحمد منجد خليل الذي صرعته شظايا قنبلة قذفها عشوائيا احد زعران السلطة في حديقة الماغوط ،وعبد الباسط الساروت هذا الحمصي الذي فقد اهلة وبينه ومدينته التي اجتاحها الجراد
راى اليوم اسراب السمرمر تجوب سماء سامية تطارد البرغش والجراد والنمل الطيار فعاد الى النوم مطمئنا بعد سنوات القلق والقهر والخوف والترقب والبحران