۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - نشوى النجوى
الموضوع: نشوى النجوى
عرض مشاركة واحدة
قديم 30-04-2020, 02:34 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
نفيسة التريكي
عضو مجلس إدارة
عنقاء العام 2008
عضوة تجمع أدباء الرسالة
عضوة لجنة تحكيم مسابقة شعر الرسالة
عضو ة لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
تحمل أوسمة الأكاديميّة للابداع والعطاء
تونس

الصورة الرمزية نفيسة التريكي

افتراضي نشوى النجوى

نجوى النشوى

كانت السماء على أهبة الماء،فضّية تتراخى لويناتها من الأدكن للداكن
للفاتح للافتح ،وكان الرّذاذ يتقاطر عطرا من سخائها .

أما الأرض فقد انبسط فيها الأخضر بألوانه ولويناته و قد ازّيّنت بأحمر الأقحوان وأبيض القرنفل وخزامى الحلم وورديّ متدرّج في الورود الفائحة المبعثرة على رباها المعانقة ضوءا ينيره شفق قرمزي تتخلله خيوط شفيفة حمراء واخرى ذهبية متصيفرة ،،أيا ما أحيلاها من زينة، زينة مبدع الأكوان الزّيان
نعم ... كان نشرها طيّبا ،تلك الأرض الطيّبة المعطاء الّتي كانت تهدي للمترنّح باقات من الزهور
وحالات من السرور.....ورقصات من الحبور.........

وفي ذاك الجمال الحالم كانت نشوى تترنّح بين الأرض والسّماء وتميل تارة يمينا وطورا يسارا
فلا ترى غير ذراعيها ممدودتين لحرّية الجمال وجمال الحرية كجناحي نورسة عاشقة...

ْ،وهي على تلك الحال من النشوة
إذْ
بيد تربّت على كتفيها تداعب شعرها
وصوت أليف يهمس في سمعها برقّة ودفء :
-حبيبتي،حبيبتي نجوى نجوى
التفتت ،علّها تجده حلمها القديم المتجدّد الأسطوريّ ،ذاك الهوى المتوهّج في خلاياها ودمها عبر قرون
ذاك الوله الدفّاق في قلبها المفعم بالشّوق والهيام
اندهشت هنيهة وتمتمت مرتبكة :
. رباه لعله هو ذاك الدافق في كياني ،،،،انبض في عمري كله ،انبض أيها البعيد القريب ،اللحظة الدهر،الموج الشعر ،،،انبض حتى اتنفس الحياة ولو وهما .أحست كأنّ وهمها ذاك الساكن فيها منذ عقود تحرك من جديد
في ومضة زمن وانتابها حزن شديد فكم توهمت وكم تلاشى وهمها في الواقع والنسيان والمستحيل تبا للمستحيل إنها تكره عدوها المستحيل
تمتمت بين شفتها
ايكون هو ؟هو شاغل بالي وخيالي
أيكون هو ؟ رائد الشجاع، رائد الشامخ حبيبي اانت رائد الندى ؟
رائد ،،رائد
كان صوتها صداحا بالغرام العطشان وهي تناديه
حبي حبي اانت رائد؟

في الأول لم تتبيّن الامر،لم تظهر لها صورة الصوت وتحسّست مشاعرها فردّت عليها احاسيسها
نعم يبدو انّه رائدك ومن لك غيره حبا ؟
ثم عاد الصوت يداعب سمعها
وأحست باصابع تداعب شعرها ،فلمست سبّابة ثم خنصرا ثم بنصرا ثم الخمسة حتى كادت تدرك انّها يد قدرها ورفّة حبها ونبضات معشوقها
فصاحت صادحة بصوت مجنون
لماذا تغمضْ عينيّ؟
أحسّ بيديك ، احس بأنفاسك ،احس بأناملك ،أرجوك لا تشوّقني اكثر
اتركني أتمتع ْبجمالك
رباه أهو انت رائدي أرجوك كفاك تشويقا فانت شوقي
اهو أنت رائد؟؟؟؟؟؟؟

والتفتت دفعة واحدة ملء جسدها المجنح دلها ودلالا ...وأخيرا ادركت نشوى انّه هو رائد الوجد والوجود والكيان والكينونة والصفاء والدفء والحرارة والهواء والحياة .
نعم نعم إنه رائد حبيبها
ارتمت في أحضانه // داعبت جبينه المخطط ببعض الاخاديد //مسكت يديه //ثمّ سارا معا في ثنايا الجمال والعطور تحت سخاء وشوشات الرذاذ،،،ثم تعانقا وتنفّسا معا من نفس الهواء بلا خوف ولا رقيب
لا شيء يمنعهما عن التلاقي والعناق والوفاق بعد طول فراق
قبلت خدّه الواسع بقبلة محتشمة لذيذة وهمست في اذنه
- اينك حياتي كل هذه السنين ؟لم أسمعك، لم ارك منذ آخر لقاء لنا على ربوة العشق ،لم اتنفس من نفسك منذ مشينا آخر مرة على ضفاف المحبة ،لم اخط ّمعك خطوة واحدة نحو بحر الجنون
اينك يا جوى روحي وحبري ......
فاجابها بصوت متهدّج لا يخلو من عبرة سكنت حلقا مغموما وفما مكمّما
أنفاسي ،شقيقة ذاتي ، أناي
حكاياتي قدّت من الحروب والأمراض والجور والسجون والمعتقلات والخيام واللجوء لست انا من هجرك - مآقيّ بل هجّرتني ظروفي عنك في هاتيك الحياة المشحونة بالبغضاء والكيد والكذب والنفاق والغدر والتجسّس والخسران
وها أنا الآن سعيد بك التقيك للابد في هذا الفضاء الرحب المزدان المزركش المعطر الخالي من الشرور،
ها انا اعانقك بلا حذر وكيد في طبيعة مزهار وهواء معطار وحب سخيّ مدرار،،ها انا اتكئ على كتفيك بكل ما في من هيام وإصرار واسرار ،،،،،نتصافى ،،نتحاور نشهد علينا البارئ المبدع الكريم اللطيف ،هنا
في كنف الجمال والحرية والحب نلاقي صفاء لطالما ناشدته أن يكون وأندشته لك وللطبيعة في أناشيدي
بهذه المعاني السامية الصادقة
بعث رائد في نشواه دما جديدا وبسط أصابعه على شعرها ومسّ بيده الأخرى خدها المورّد ودفا اذنها بصوته المثمول صبابة قائلا في شجن تحليه النشوة
لا تخافي ،ها انا معك هنا ،ساهبك الحياة النقيّة والحب الصافي والنفس الملتهب لتعودي للحياة يا وريدي
حبيبتي أرايت نحن هنا وحدنا كما نريد وكما كنا نحلم دائما أن نكون ،
لا عيون ترقبنا ،لا وشاة ،لا عواذل ، لا طغاة ،لا قوانين تتحكم فينا
لا شاغل يشغلنا غير التمتّع بالحب والحرية والجمال
إيه نجواي انسيت ان تجيبي سالتك اين كنت انت أيضا ؟لم لم ْتجيبيني؟؟؟؟
حبيبي لم انس وجودك لحظة رغم انّ تلك الحياة التي كنت أحياها ميتة أصيبت بالوباء ومنعتني عنك
انت تعلم انني كنت اصنع المصوغ من سعف النخيل واهديه للنساء الفقيرات كي يتجملن به ليلة زفافهن ولما غبت خلتك تخليت عني وانهمكت في قطع السعفات وقصها وصياغتها لأقتل الفراغ ولا أقتلني خشية ياس
وفي رؤاي الأخرى وحياتي الخفية التي كنت وحدي فيها بلا نصير كنت امضي بقية اوقاتي ادفع صخرة وتسقط وأدفعها وتسقط وادفعها وتسقط ،كنت اتسلى بالمستحيل ، لقد فقدت الامل في تعليقها في السماء حتى لا تسقط وسألت احد العارفين لماذا اصارع هذه الصخرة مولاي منذ وعيت بالوجود ؟ولماذا كنت اتأملها لا تصل للسماء ولكنها تسقط في الأرض اشتهيت بقوة واحدة دفعها مرة أخرى وكانها قصة لا تنتهي في عنادي االمتحجر
فاجابها
اصبري ذاك قدرك

قصت له ما جرى لها في غيابه ثم نظرت إلى عيني ا رائدها الواسعتين العميقتين الحالمتين العاشقتين وضمته إلى صدرها بكل ما اوتيت من حب
ومضت معه تسير في رفق تتتمتع بالثواني التي كانا يتبادلان فيها رقيق الهمس وعميق الحب حتى
شاهد اازرقة تلمع من بعيد ...وماء يتلألا...وظلا في مسيرهما فاساءلا ما الأمر" اتراها هدية أخرى لنا من الله ؟
ياللزرقة
يا للشفافية
بهتا ،اندهشا من هذا المد اللامنتهي وهذا الماء المتراقص
فمضيا نحو المجهول المامول بنبض واحد وخفق ودود وخطى متسارعة للوقوف على ما شاهدا
سبقت نجوى رائدها ونادته
- حبيبي حبيبي تعال تعال إننا أمام بحر مذهل فجرى إليها وعانقها امام هذا المد ّالمائي وعاهدها الا يغيب عنها ابدا ،فهما الآن في أحضان الخلو د
ناجي كما سماه والده ورائد كما سمته أمّه رائد من بعيد نخلة يتيمة مغروسة في رمال ذهبية فأخذ منها سعفة وصنع لها قلما وقال لها
-نجوى نشواي اهديك ذكرى من طفولتك ،ها أنا تعلمت منك مغازلة النخل وصنعت لك قلما
واهداه لها
اوكانت نشوى النجوى قد غابت عنه قليلا وهي ترقص بين الموج والرمل تجمع الاصداف حتى فوجئت بصدفة عملاقة يمكن ان يكتب عليها قصة حبهما وجرت إليه مبتلة ببعض موج لاهثة في فرح منادية ناجيها
حبيبي خذ هذه الصدفة ضعها في اذنك واسمع فيها همسنا وصوت الموج واكتب فيها قصة حبنا الخالدة

في لحظة مباغتة احست الحالمة أمواج ان النفس انقطع عنها وجف حلقها فنهضت لتشرب وظل الحلم عالقا بها وكم تمنته حقيقة لكن ما أشسع ما بين الحلم والواقع
تلاطمت الأحاسيس والأفكار بين المد والجزر في شجون وظنون وغضون أمواج وتمتمت
ربااااااااااااااه
اكل ذلك كان حلما؟؟؟

نفيسة التريكي
تونس الخضراء
سوسة
الزرقاء في حلل موجية
30//4//
1//5//
2020

زخات 11//8//2021






  رد مع اقتباس
/