الموضوع: نشوى النجوى
عرض مشاركة واحدة
قديم 30-05-2020, 02:38 AM رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
محمد خالد بديوي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / عمون
الاردن

الصورة الرمزية محمد خالد بديوي

إحصائية العضو







آخر مواضيعي


محمد خالد بديوي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: نشوى النجوى

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نفيسة التريكي مشاهدة المشاركة
نجوى النشوى

كانت السماء على أهبة الماء،فضّية تتراخى لويناتها من الأدكن للداكن
للفاتح للافتح ،وكان الرّذاذ يتقاطر عطرا من سخائها .

أما الأرض فقد انبسط فيها الأخضر بألوانه ولويناته و قد ازّيّنت بأحمر الأقحوان وأبيض القرنفل وخزامى الحلم وورديّ متدرّج في الورود الفائحة المبعثرة على رباها المعانقة ضوءا ينيره شفق قرمزي تتخلله خيوط شفيفة حمراء واخرى ذهبية متصيفرة ،،أيا ما أحيلاها من زينة، زينة مبدع الأكوان الزّيان
نعم ... كان نشرها طيّبا ،تلك الأرض الطيّبة المعطاء الّتي كانت تهدي للمترنّح باقات من الزهور
وحالات من السرور.....ورقصات من الحبور.........

وفي ذاك الجمال الحالم كانت نشوى تترنّح بين الأرض والسّماء وتميل تارة يمينا وطورا يسارا
فلا ترى غير ذراعيها ممدودتين لحرّية الجمال وجمال الحرية كجناحي نورسة عاشقة
ْ،وهي على تلك الحال من النشوة إذْ بيد تربّت على كتفيها تداعب شعرها
وإذ ْ بصوت أليف يهمس في سمعها برقّة ودفء
-حبيبتي،حبيبتي نجوى نجوى
التفتت ،علّها تجده حلمها القديم المتجدّد الأسطوريّ ،ذاك الهوى المتوهّج في خلاياها ودمها عبر قرون
ذاك الوله الدفّاق في قلبها المفعم بالشّوق والهيام
. رباه لعله هو ذاك الدافق في كياني ،،،،انبض في عمري كله
ايكون هو ؟هو شاغل بالي وخيالي
أيكون هو ؟ رائد الشجاع، رائد الشامخ حبيبي اانت رائد الندى ؟
رائد ،،رائد
كان صوتها صداحا بالغرام العطشان وهي تناديه
حبي حبي اانت رائد؟

في الأول لم تتبيّن الامر،لم تظهر لها صورة الصوت وتحسّست مشاعرها فردّت عليها احاسيسها
نعم يبدو انّه رائدك ومن لك غيره حبا ؟
ثم عاد الصوت يداعب سمعها
وأحست باصابع تداعب شعرها ،فلمست سبّابة ثم خنصرا ثم بنصرا ثم الخمسة حتى كادت تدرك انّها يد قدرها ورفّة حبها ونبضات معشوقها
فصاحت صادحة بصوت مجنون
لماذا تغمضْ عينيّ؟
أحسّ بيديك ، احس بأنفاسك ،احس بأناملك ،أرجوك لا تشوّقني اكثر
اتركني أتمتع ْبجمالك
رباه أهو انت رائدي أرجوك كفاك تشويقا فانت شوقي
اهو أنت رائد؟؟؟؟؟؟؟

والتفتت دفعة واحدة ملء جسدها المجنح دلها ودلالا ...وأخيرا ادركت نشوى انّه هو رائد الوجد والوجود والكيان والكينونة والصفاء والدفء والحرارة والهواء والحياة .ز.
نعم نعم إنه رائد حبيبها
ارتمت في أحضانه // داعبت جبينه المخطط ببعض الاخاديد د//مسكت يديه //ثمّ سارا معا في ثنايا الجمال والعطور تحت سخاء وشوشات الرذاذ،،،ثم تعانقا وتنفّسا معا من نفس الهواء بلا خوف ولا رقيب
لا شيء يمنعهما عن التلاقي والعناق والوفاق بعد طول فراق
قبلت خدّه الواسع بقبلة محتشمة لذيذة وهمست في اذنه
- اينك حياتي كل هذه السنين ؟لم أسمعك، لم ارك منذ آخر لقاء لنا على ربوة العشق ،لم اتنفس من نفسك منذ مشينا آخر مرة على ضفاف المحبة ،لم اخط ّمعك خطوة واحدة نحو بحر الجنون
اينك يا جوى روحي وحبري ......
فاجابها بصوت متهدّج لا يخلو من عبرة سكنت حلقا مغموما وفما مكمّما
أنفاسي ،شقيقة ذاتي ، أناي
حكاياتي قدّت من الحروب والأمراض والجور والسجون والمعتقلات والخيام واللجوء نلست انا من هجرك - مآقيّ بل هجّرتني ظروفي عنك في هاتيك الحياة المشحونة بالبغضاء والكيد والكذب والنفاق والغدر والتجسّس والخسران
وها أنا الآن سعيد بك التقيك للابد في هذا الفضاء الرحب المزدان المزركش المعطر الخالي من الشرور،
ها انا اعانقك بلا حذر وكيد في طبيعة مزهار وهواء معطار وحب سخيّ مدرار،،ها انا اتكئ على كتفيك بكل ما في من هيام وإصرار واسرار ،،،،،نتصافى ،،نتحاور نتعاهديشهد علينا البارئ المبدع الكريم اللطيف ،هنا
في كنف الجمال والحرية والحب صفاء لطالما ناشدته أن يكون وأندشته لك وللطبيعة في أناشيدي
بهذه المعاني السامية الصادقة بعث رائد في نشواه دما جديدا وبسط أصابعه على شعرها ومسّ بيده الأخرى خدها المورّد ودفا اذنها بصوته المثمول صبابة قائلافي شجن تحليه النشوة
لا تخافي ،ها انا معك هنا ،ساهبك الحياة النقيّة والحب الصافي والنفس الملتهب لتعودي للحياة يا وريدي
حبيبتي أرايت نحن هنا وحدنا كما نريد وكما كنا نحلم دائما أن نكون ،
لا عيون ترقبنا ،لا وشاة ،لا عواذل ، لا طغاة ،لا قوانين تتحكم فينا
لا شاغل يشغلنا غير التمتّع بالحب والحرية والجمال
إيه نجواي انسيت ان تجيبي سالتك اين كنت انت أيضا ؟لم لم ْتجيبيني؟؟؟؟
حبيبي لم انس وجودك لحظة رغم انّ تلك الحياة التي كنت أحياها ميتة أصيبت بالوباء ومنعتني عنك
انت تعلم انني كنت اصنع المصوغ من سعف النخيل واهديه للنساء الفقيرات كي يتجملن به ليلة زفافهن ولما غبت خلتك تخليت عني وانهمكت في قطع السعفات وقصها وصياغتها لأقتل الفراغ ولا أقتلني خشية ياسا
وفي رؤاي الأخرى وحياتي الخفية التي كنت وحدي فيها بلا نصير كنت امضي بقية اوقتي ادفع صخرة وتسقط وأدفعها وتسقط وادفعها وتسقط ،كنت اتسلى بالمستحيل ، لقد فقدت الامل في تعليقها في السماء حتى لا تسقط وسألت احد العارفين لماذا اصارع هذه الصخرة مولاي منذ وعيت بالوجود ؟ولماذا كنت اتأملها لا تصل للسماء وإتتن سقطت في الأرض اشتهيت بقوة وحدة دفعها مرة أخرى وكانها قصة لا تنتهي في عنادي االمتحجر
فاجابني
اصبري يا ابنتي ذاك قدرك

قصت له ما جرى لها في غيابه ثم نظرت إلى عيني ا رائدها لواسعتين العميقتين الحالمتين العاشقتين وضمته إلى صدرها بكل ما اوتيت من حب
ومضت معه تسير في رفق تتتمتع بالثواني التي كانا يتبادلان فيها رقيق الهمس وعميق الحب حتى شاهد زرقة تلمع من بعيد ...وماء يتلألا...وظلا في مسيرهما يساءلان ما الأمر" اتراها هدية أخرى لنا من الله ؟
ياللزرقة
يا للشفافية
بهتا ،انهشا من هذا المد اللامنتهي وهذا الماء المتراقص
فمضيا نحو المجهول المامول بنبض واحد وخفق ودود وخطى متسارعة للوقوف على ما شاهدا
سبقت نجوى رائدها ونادته
- حبيبي حبيبي تعال تعال إننا أمام بحر مذهل فجرى إليها وعانقها امام هذا المد ّالمائي وعاهدها الا يغيب عنها ابدا ،فهما الآن في أحضان الخلو د
ناجي كما سماه والده ورائد كما سمته أمّه رائد من بعيد نخلة يتيمة مغروسة في رمال ذهبية فأخذ منها سعفة وصنع لها قلما وقال لها
-نجوى نشواي اهديك ذكرى من طفولتك ،ها أنا تعلمت منك مغازلة النخل وصنعت لك قلما
واهداه لها
اوكانت نشوى النجوى قد غابت عنه قليلا وهي ترقص بين الموج والرمل تجمع الاصداف حتى فوجئت بصدفة عملاقة يمكن ان يكتب عليها قصة حبهما وجرت إليه مبتلة ببعض موج لاهثة في فرح منادية ناجيها
حبيبي خذ هذه الصدفة ضعها في اذنك واسمع فيها همسنا وصوت الموج واكتب فيها قصة حبنا الخالدة

في لحظة مباغتة احست الحالمة أمواج ان النفس انقطع عنها وجف حلقها فنهضت لتشرب وظل الحلم عالقا بها وكم تمنته حقيقة لكن ما أشسع ما بين الحلم والواقع
تلاطمت الأحاسيس والأفكار بين المد والجزر في شجون وظنون وغضون أمواج وتمتمت
ربااااااااااااااه
اكل ذلك كان حلما؟؟؟

نفيسة التريكي
تونس الخضراء
سوسة
الزرقاء في حلل موجية
30//4//
1//5//
2020


هي النجوى التي تأتي بالنوم واليقظة ..على ان يكون صاحبها
في خلوة خشية التفسيرات الخاطئة لنشوى من أثر النجوى وليس
من مؤثر آخر..
إذن .. هو (حلم ) لم يصنع الفراغ، لكن ما في النفس من نجوى وحزن
وفقد كان يصنع مشاهده المتوجة بالروعة والإمتاع ورغبة في استمرار
القراءة حتى ضربة الختام الموجعة المذهلة.. في بداية النص بل في النص
وصف دقيق جعل من الكلمات صوراحقيقية يعبشها القارئ ويحاول ملامسة
كل ما ذكرته الناصة من جمال ....


{{ كانت السماء على أهبة الماء،فضّية تتراخى لويناتها من الأدكن للداكن
للفاتح للافتح ،وكان الرّذاذ يتقاطر عطرا من سخائها .

أما الأرض فقد انبسط فيها الأخضر بألوانه ولويناته و قد ازّيّنت بأحمر الأقحوان وأبيض القرنفل وخزامى الحلم وورديّ متدرّج في الورود الفائحة المبعثرة على رباها المعانقة ضوءا ينيره شفق قرمزي تتخلله خيوط شفيفة حمراء واخرى ذهبية متصيفرة ،،أيا ما أحيلاها من زينة، زينة مبدع الأكوان الزّيان
نعم ... كان نشرها طيّبا ،تلك الأرض الطيّبة المعطاء الّتي كانت تهدي للمترنّح باقات من الزهور
وحالات من السرور.....ورقصات من الحبور.........}}


هذا هو السحر بعينه ..كيف تحول الكلمة الى كائن متحرك وزهرة بلاستيكية
إلى زهرة حفيفة يفوح عطرها بالأرجاء ..هذا الوصف الدقيق يحتاج الى قدرات
وخبرة المحترف ..وأدوات القديرة النفيسة تقول لنا بأنها نادرة لم تأت من فراغ
ينطبق هذا على القصة كلها ... كما أن السرد كان من وحي الخيال أو من كف
ساحرة مغموسة بماء الجمال والرقي ..لم أتمكن من ترك النص ولو للحظة واحدة
رغم مروري ببعض (خيبات الكيبورد) الذي يقفز عن بعض الحروف أحيانا..حتى
هذا لم يوقفني وكنت أقرأ الكلمة صحيحة وكاملة وهذا ما يدلل على أن هذا الإبداع
وليد مشاعر صادقة وأحاسيس عذبة قد تقول جملتها بإشارة دون نطق الحروف..


تشعر بأن للنص شمولية غريبة لا تتوقف عند الحب والانتظار ونشوى النجوى
لــ ناجي كـــما سماه والده ..ورائد كما سمته أمه ..وما بين الأسمين علاقة متينة
فقد تطرق النص إلى الحروب والقتل والظلم والسجون ....


{{ حكاياتي قدّت من الحروب والأمراض والجور والسجون والمعتقلات والخيام واللجوء نلست انا من هجرك - مآقيّ بل هجّرتني ظروفي عنك في هاتيك الحياة المشحونة بالبغضاء والكيد والكذب والنفاق والغدر}}

هذا كلامه عن حياته في الغربة أو غيابه الطويل ...



{{إيه نجواي انسيت ان تجيبي سالتك اين كنت انت أيضا ؟لم لم ْتجيبيني؟؟؟؟
حبيبي لم انس وجودك لحظة رغم انّ تلك الحياة التي كنت أحياها ميتة أصيبت بالوباء ومنعتني عنك
انت تعلم انني كنت اصنع المصوغ من سعف النخيل واهديه للنساء الفقيرات كي يتجملن به ليلة زفافهن ولما غبت خلتك تخليت عني وانهمكت في قطع السعفات وقصها وصياغتها لأقتل الفراغ ولا أقتلني خشية ياسا}}


وهذا حديث مشترك ما بينهما يدلل على ظروف قاسية أحاطت بهما معا وإن تباعدا
ويلاحظ القارئ بدقة محاولة الناصة استغلال الأسطورة وحشوها في رؤاها عموما
باستثناء هذا الحلم الذي جاء مخالفا للمألوف ..فقد وجدتها تقارع بكل عزم صخرة
سيزيف ..وحسب قولها كيف فشلت في رفعها للسماء دفعة واحدة ...

{{وفي رؤاي الأخرى وحياتي الخفية التي كنت وحدي فيها بلا نصير كنت امضي بقية اوقتي ادفع صخرة وتسقط وأدفعها وتسقط وادفعها وتسقط ،كنت اتسلى بالمستحيل ، لقد فقدت الامل في تعليقها في السماء حتى لا تسقط وسألت احد العارفين لماذا اصارع هذه الصخرة مولاي منذ وعيت بالوجود ؟ولماذا كنت اتأملها لا تصل للسماء وإتتن سقطت في الأرض اشتهيت بقوة وحدة دفعها مرة أخرى وكانها قصة لا تنتهي في عنادي االمتحجر
فاجابني
اصبري يا ابنتي ذاك قدرك }}

وذكرها لهذه الرؤيا (الأسطورة إنما ليدعم أنها من أهل النجوى وليست مجرد
امرأة بائسة ..أيضا هذا يجعلنا نغير المسار إذا ضاقت علينا لندرك بأنه ليس
هناك حبيبا غائبا ..وما انتظارها إلا للحظة الخلاص والوصول ..إلى وصل
قوي لا ينقطع يخلصها من الرؤى الرديئة وترتقي بالنجوى إلى رؤيا جاء وصفها
بعد ان عاشت تفاصيلها في غفوتها واليقظة .!

وكأن أديبتنا تفرغ تجربة (عارفة ) من خلال نص حبره من زهر الصبر ولبه اللذيذ
تريدنا ان ننتبه ان الواقع لا يمكن ان يكون دائما كما نريد..وأن هناك أعمال تصل
بالمرء للمستحيل ..أن الدنيا بكل ما فيها من تعب ..فيها بعض متعة لكن كل شئ سيزول
لأن الحياة الحقيقية هي


{{ لا عيون ترقبنا ،لا وشاة ،لا عواذل ، لا طغاة ،لا قوانين تتحكم فينا
لا شاغل يشغلنا غير التمتّع بالحب والحرية والجمال}}


هذا ما سنكون عليه قطعا ..أو أن هذا جزء مما سنناله في حياتنا الأبدية.



أديبتنا القديرة نفسية التريكي

نص محكم ..قوي ، ماتع، يستحق العودة لقراءته مرات والكتابة عنه
بكل الانفعالات التي صاحبت القراءة منذ نشوى النجوى وحتى : ربااااه
أكل ذلك كان حلما.!!

بوركتم وبورك نبض قلبكم النقي وروحكم الناصعة المحلقة
احترامي وتقديري






قبل هذا ما كنت أميز..

لأنك كنت تملأ هذا الفراغ


صار للفراغ حــيــــز ..!!
  رد مع اقتباس
/