۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - الفطام
الموضوع: الفطام
عرض مشاركة واحدة
قديم 23-05-2007, 04:09 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
نوري الوائلي
عضو أكاديمية الفينيق
إحصائية العضو







آخر مواضيعي

نوري الوائلي غير متواجد حالياً


Arrow الفطام


الفطام

أمّي ذكرتـُكِ والحشى يتقطـّعُ ** شوقاً لذكراكِ الجَوارحُ تضْرعُ

أنتِ العيونُ ومنْ خلالك عالمي ** حبّاً أراهُ بالعواطفِ يَنصعُ

الجسْمُ ينمو منْ تـُرابكِ والدما ** تجري بقلبي منْ مذاقكِ تـُصنعُ

أنتِ الجَمالُ وآيةٌ منْ مُبدعٍ ** خلقَ الحنانَ ففي فؤادكِ يَربعُ

قد حِرتُ يا أمّي فكيف أناملي ** تروي عطاءكِ بالحروفِ وتقنعُ

لن يعلوَ الثقلان رحْمةَ مُرضعٍ ** حتّى ولو كلّ العواطفِ تُشرعُ

فهي السماحةُ والكمالُ مدادها ** وهي المكارمُ لا لأجر يُدفعُ

وإذا كبرتُ حنانـها متجدّدٌ ** للموتِ يبقى لا يملُّ ويَهجعُ

في حضنكِ الأنفاسُ تـُدفئُ دنيتي ** وتلفّني بالمكرماتِ الأذرعُ

في غيرِ أمّك أيّ عطف يعتلي ** هذا الحنان وأيّ حبّ أروعُ

الأم ُّ عاطفةٌ ورحمٌ مُحسنٌ ** وعظيمُ نعمَاءٍ بها نتولّعُ

حملٌ وأرضاعٌ وبالٌ مسهدٌ ** حبٌ وأخلاصٌ وقلبٌ يُوسعُ

الأمُّ تعطي بالحليبِ حنانها ** لا خير في أمّ لصدرٍ تمنعُ

خـُلّقتُ في أمُّي إليها مُوهنا ** وهن على وهنٍ به تتوجّعُ

جسمٌ بقلبينِ الدماءُ تضمُّنا ** قلبي لقلبكِ كالتوائمِ يتبع ُ

حُبّي لشخصكِ كالمجرةِ وسْعه ** لكنّ كوناً من حنانكِ يفرع ُ

من صدْركِ المعطاء كنـَّا نرتوي ** لبناً شهيّاً سائغاً لا يُوجعُ

لفطامِ صدركِ كان صبري مؤلماً ** فالصبرُ عند المفطمين الأجزعُ

قد فاقَ عسري كلّ عسرٍ قسْوةً ** فالبعدُ عن صدر الأمومةِ مُفزعُ

أرمي أيادِي الأهلِ حين تجرُّني ** عن بحرِ جودٍ من دِمائكِ يُصنعُ

أحنو لصدركِ كالغريقِ بموته ** فكأنّ صدركِ للمنايا المشفعُ

جاءوا بأ لوانِ المشاربِ والغذا ** بدلاً ولكن ما بذلك مشبعُ

عُذراً فقد مزّقتُ ثوبكِ مُجبراً ** وأظافري في صدرِ جودك تُطبعُ

الصخرُ يبكي حينَ يَشهدُ لوعتي ** من صدركِ الملآن ثغري يـُنزعُ

لم تحلُ للروح المشارب كـُلـَّها ** رغم الحلاوةِ فالمشاربُ تلذعُ

ورأيتُ بعْدي منْ يُعانق لاهفاً ** ما كان لي يوماً عيوناً تنبعُ

أخذوا مكاني أخوتي وتولّعوا ** بنعيم ما أصبو وما أتطلـَّـع ُ

عُمري بأيامِ الرضاعةِ متعة ** لكنّهُ من بعدها لا يُجرعُ

سنتان فوق منابع من صدرها ** أروي الحياةَ ومن عطاها أكرع ُ

آه لعمرٍ جاوزَ العمرَ الذي ** بدني بحضنـكِ راقدٌ يتدلعُ

اللهُ قد خلقَ الأجنّـةَ قادراً ** من نـُطفةٍ مُشجت برحمٍ تـُزرعُ

خـُلقتْ تباعاً مُضغةً من بيضةٍ ** من بعدها لحْماً لعظمٍ يُودعُ

في الرحمِ أشكالُ الأجنـّةِ تنطوي ** خلقاً بأطوارٍ تـُصاغُ وتـُطبعُ

علمُ الأجنّة لا يزال بحيرةٍ .. كيف الخليقة من خلايا تُجمعُ

هذي الدلائلُ انّ ربك موجدٌ ... والخلقُ يحكمه العليمُ المبدعُ

الأمُّ صانعةُ الرجالِ وفكرهم ** خيرُ الرجالِ لخيرِ أمٍّ يرجعُ






  رد مع اقتباس
/